أبوظبي - وام
ازداد الاهتمام على مستوى العالم خلال الفترة الأخيرة بالطائرات دون طيار التي يتوقع أن يبلغ حجم سوقها في منطقة الشرق الأوسط / 4.5 / مليار دولار حتى عام 2023 أي ما يعادل نسبة / 10 / في المائة من سوق هذه الطائرات الإجمالي في العالم للفترة نفسها.
وتدعم الجامعات في كثير من دول العالم هذه التكنولوجيا الجديدة في عالم الطيران من خلال تشجيع الطلبة على صناعة هذا النوع من الطائرات بل وتجري المسابقات السنوية من أجل تطوير هذه الصناعة التي كانت حكرا على بعض الدول.
واستخدمت بعض دول المنطقة خلال الفترة الأخيرة هذه الطائرات لأغراض مختلفة سواء في مجالها الجوي أو في أجواء الدول الأخرى وعلى سبيل المثال شهدت فرنسا وبريطانيا واليابان وغيرها من الدول " هجومات أو خروقات جوية " مما جعلها تتخذ مواقف صارمة تجاه هذه الصناعة الصغيرة في حجمها الكبيرة في عملها.
ومن المقرر أن يناقش خبراء صناعة الطيران العالميون خلال القمة العالمية الثالثة لصناعة الطيران خلال شهر مارس من العام القادم في أبوظبي .. التطورات السريعة التي يشهدها قطاع الطائرات دون طيار في العالم وأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال الطائرات بدون طيار ودورها المستقبلي.
ويشارك في القمة أبرز القادة العالميين في قطاعات الطيران وصناعة الطيران والدفاع والفضاء إلى جانب كبار أصحاب القرار والمسؤولين في هذه القطاعات للتباحث في التقنيات المتقدمة ومفاهيمها التشغيلية على مستوى عالمي.
وتناقش الندوات الحوارية للقمة التحديات الرئيسية التي تواجه التوظيف المدني لتقنيات الطائرات بدون طيار والعمل المشترك المطلوب بين الجهات الحكومية والتشريعية والشركات المتخصصة لمواجهة هذه التحديات .
كما تشمل استكشاف الفرص الكبيرة التي يمكن أن تقدمها التكنولوجيا الحديثة في المستقبل بما في ذلك تعزيز فعالية وكفاءة وأمان الرحلات التجارية الى جانب التشريعات اللازمة لهذا القطاع وخطوات إدارة الحركة الجوية المطلوبة والتباين بين الاستخدمات المدنية والعسكرية.
والطائرات دون طيار هي عبارة عن طائرات يمكن برمجتها مسبقا للقيام بمهام محددة مع مستوى متقدم من التسيير الذاتي تحت إشراف وتحكم فريق بشري ضمن غرفة العمليات.
وتمثل هذه الطائرات خطوة كبيرة في التكامل بين أنظمة الكمبيوتر والحساسات والبرمجيات والأنظمة الميكانيكية ويمكن لها الانتقال جوا أو برا أو بحرا وتشمل قائمة التطبيقات المحتملة لها النشاطات الإنسانية والبيئية والعسكرية.
واستخدمت الطائرات بدون طيار في مراحل ظهورها الأولى لتوصيل الطرود وصناعة الأفلام وغيرها من التطبيقات المدنية ويتوقع لهذه التطبيقات أن تتوسع بشكل كبير في السنوات القادمة.
وتتوفر اليوم مجموعة واسعة جدا من هذه الأنظمة تتمتع بمزايا متقدمة مثل الاكتشاف والتصنيف وجمع العينات والتحضير للمهام والمراقبة وغير ذلك.
ويمكن للطائرات دون طيار أن تلعب دورا إيجابيا في الاستخدامات العسكرية حيث يمكن أن تسهم في تعزيز الفعالية وتقليل التكاليف وحتى التعامل مع المخاطر خلال المهام الخاصة.
ونظرا لكون الطائرة دون طيار .. فهي تسهم في تقليص الخطر على العسكريين في الحالات الحرجة..كما يمكن لها توفير إمكانية الوصول إلى المعلومات بسهولة ومراقبة المهام من مسافة آمنة.
وكمثال حي يمكن النظر إلى خبرة شركة " تكسترون سيستمز " في مجال الطائرات دون طيار خلال العقود الماضية والتي لا تنحصر في مجال تصميم هذه الطائرات وتصنيعها فحسب بل تتعدى ذلك إلى مهام تدريب الفرق العسكرية وإطلاق الطائرات وتشغيلها وصيانتها للاستخدامات العسكرية والمدنية في جميع أرجاء العالم .
وتقدم " تكسترون سيستمز" الدعم لعملائها في مجال الطائرات دون طيار من خلال نماذج عمل مرنة تلبي مختلف احتياجات العملاء كتقديم الخدمات التشغيلية المتكاملة ومبيعات الأنظمة ومنهجية مختلطة تشمل تدريب المشغلين الجدد وعمال الصيانة أثناء تنفيذ مهام فعلية من قبل فريق الشركة الخبير .
ومع التطور الكبير الذي تشهده تكنولوجيا الطيران اليوم فإنه يمكن على المستوى العالمي توظيف قطاع الطائرات دون طيار بشكل فاعل للاستخدامات المدنية.
وتعكف بعض الهيئات الحكومية الإماراتية اليوم على دراسة إدخال هذه الأنظمة في الخدمة لتحقيق أهدافها ومسؤولياتها.
وعلى الرغم من أن الحكومة الإماراتية ترى أن تكنولوجيا الطائرات دون طيار تمثل مجالا هاما بالنسبة إليها على مستوى البحث والاستثمار إلا أنها كشفت أيضا عن مخاوف مرتبطة بإساءة استخدام هذه التكنولوجيا.
وكانت دائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي قد منعت بيع الطائرات دون طيار التجارية بدوافع تتعلق بأمن الطيران وسلامة العاملين فيه وكذلك الحفاظ على خصوصية أفراد المجتمع.
وأقدمت هيئة دبي للطيران المدني على خطوة مماثلة أيضا تطبيقا لمرسوم أصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي يحدد الاستخدام المسؤول للطائرات دون طيار والمفرقعات النارية وعروض الليزر وحزم الضوء المركز.
وأصدرت السلطات في الدولة قوانين جديدة تنظم استخدام الطائرات دون طيار للأغراض التجارية وتمنع استخدام الطائرات " دون طيار " للأغراض التجارية أو الترفيهية دون الحصول على إذن مسبق من الهيئة العامة للطيران المدني.
ويقول تشارلي سيمبسون المدير الإقليمي في الإمارات لشركة " بي أيه إي سيستمز " .. إن الاستخدام الرشيد لأنظمة الطائرات دون طيار سيسهم في إنقاذ حياة الكثيرين عند توظيفها في مجالات مثل خفر السواحل ومكافحة حرائق الغابات ومهام الإنقاذ .
ويضيف أنه لا يمكن تحقيق ذلك دون العمل المشترك بين خبراء تطوير الأنظمة من جهة والمسؤولين عن وضع التشريعات والقوانين من جهة أخرى بحيث يتم تشغيل الطائرات دون طيار على أعلى مستويات الأمان التي تماثل نظيرتها في مجال الطائرات العادية إلى جانب الشفافية الكاملة التي تعد أيضا عنصرا هاما للغاية.
وأشار إلى أنه على الرغم من مستويات الطيران الذاتي المتقدمة اليوم إلا أن وجود العنصر البشري في غرفة العمليات وتواصله الدائم مع غرفة التحكم بالطيران هو أمر بالغ الأهمية.
وكشف سيمبسون أنه يتم حاليا تطوير أنظمة وأطر تشريعية متقدمة في المملكة المتحدة وأن شركته تسهم في هذه العملية ضمن مبادرات مثل برنامج " أسترايا " الذي أنجز بالفعل تقنيات على مستوى متقدم مثل تقنية " الاكتشاف والتجنب".
وعلى مستوى الشركات الإماراتية المتخصصة في هذا المجال مثل " أدكوم سيستمز و شركة أبوظبي الاستثمارية للأنظمة الذاتية و إنترناشيونال جولدن جروب " .. فهي تعمل على بناء قدراتها في مجال تشغيل وصيانة الطائرات دون طيار ضمن مشاريع مشتركة مع شركات من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وإسبانيا.