واشنطن ـ المغرب اليوم
بات الذكاء الاصطناعي الهوس الجديد الذي يجتاح العالم، ويسارع كثيرون ما بين شركات وأفراد إلى إدخاله في مختلف مناحي الحياة.
لكن هذا التوجه المفرط الحماس قد ينتج عنه في بعض الأحيان إصرار على استخدام التكنولوجيا بغض النظر عما إن كان هذا الاستخدام مناسب حقًا أم لا.
ومع حرص الجميع على التباهي بأن منتجهم الجديد يستخدم الذكاء الاصطناعي، أصبحت الشركات تنشغل كثيرًا بما إذا كان بإمكانها استخدام التكنولوجيا أم لا، لكنها لا تتساءل عما إذا كان ينبغي لها ذلك من عدمه. ونتيجة لذلك، لم يكتب النجاح لكل المنتجات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي.
إليك ثلاثة منتجاب تعمل بالذكاء الاصطناعي فشلت في عام 2024، وفق تقرير لموقع "Mashable" المعني بالتكنولوجيا، اطلعت عليه "العربية Business".
"Rabbit r1" هو مساعد شخصي يعمل بالصوت مستخدمًا الذكاء الاصطناعي. كُشف عنه لأول مرة يناير الماضي وسط اهتمام كبير، وبِيع 20 ألف جهاز منه خلال يومين فقط.
بدى هذا الجهاز، الذي يبلغ سعره 200 دولار، أنه يعد مستخدمه بإمكانية استخدام التطبيقات التي عادة يحملها على هاتفه لكن عبر صندوق برتقال صغير يُحمل باليد ينفذ الأوامر الصوتية التي تُعطى له.
يمكن للجهاز أيضًا التقاط الصور، ووصف ما يراه على كاميراته، والتوصية بوصفات الطعام بناءً على صورة للمكونات، وتلخيص النص المكتوب.
وكانت الفكرة ورائه، وفقًا للرئيس التنفيذي لشركة "Rabbit"، جيسي ليو، هي تقديم تجربة مُركزة ولا تحتاج لتدخل كبير من المستخدم مثل الهاتف. فبدلاً من فتح تطبيق "أوبر" لطلب مشوار، ما عليك سوى أن تخبر "Rabbit r1" أن يقوم بذلك نيابةً عنك.
لكن لسوء الحظ، سرعان ما خفت الحماس بشأن الجهاز، حيث اتضح أن "Rabbit r1" مليء بالعيوب وكان يعد بقدرات أكثر مما لديه. كما فقد الجهاز الزخم الذي حازه في بداية الكشف عنه بعد اكتشاف ثغرة أمنية هائلة يمكنها أن تكشف كل الردود التي ولدها كل جهاز.
"AI Prsonas" من شركة "ميتا" هو بالأساس روبوت دردشة له شخصيات أشبه المشاهير، وكشف عنه الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا" مارك زوكربيرغ في سبتمبر من العام الماضي.
لكن بحلول أغسطس 2024 بالكاد كان التطبيق يحاول الصمود في سنته الأولى. فالشخصيات بـ"AI Prsonas" لم تكن نسخ بالذكاء الاصطناعي من المشاهير، لكنها كانت مختلفة كليًا عن شخصيات المشاهير وكانت فقد تستخدم شكلهم.
وقيل إن شركة "ميتا" دفعت ما يصل إلى خمسة ملايين دولار من أجل حقوق استخدام أشباه المشاهير، لكن بدى أنه بإمكانك الحصول على نفس التأثير الذي خلفه "AI Prsonas" فقد بالنظر إلى صورة شخصيتك الشهيرة المفضلة أثناء استخدام "شات جي بي تي".
ولهذا، فقد أنهت "ميتا" ذلك المشروع بعد عام من الكشف عنه.
أعلنت شركة "Humane" في نوفمبر 2023 عن جهاز "Ai pin"، بسعر يصل إلى 699 دولارًا، وهو جهاز يستجيب للأوامر الصوتية ويعمل دون الحاجة لهاتف ذكي.
ومثله مثل "Rabbit r1"، كان الهدف من الجهاز هو تغيير التطريقة التي يتفاعل بها الأشخاص مع التكنولوجيا، ولإدخال الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية للأشخاص.
وصُمم الجهاز لشبكه بالملابس، مثل مشبك الزينة، وبإمكانه التقاط الصور والفيديوهات القصيرة، والإجابة على الأسئلة وإرسال الرسائل، أي بشكل أساسي كل ما يستطيع الهاتف القيام به لكن بدون شاشة، إذ لديه بدلًا منها خاصية لعرض المحتوى على راحة اليد.
لكن المشكلات بدأت تظهر بالجهاز قبل حتى إطلاقه رسميًا، إذ أن مقطع فيديو ترويجي للجهاز أظهره وهو يعطي إجابات خاطئة لسؤالين، وهو خطأ تسبب بإحراج الشركة ودفعها إلى سرعة تعديل مقطع الفيديو.
وسرعان ما ظهر إجماع، بعد إطلاق واستخدام الجهاز، على أنه بطيء ومحبط في الاستخدام من الناحية العملية، رغم كونه ينطوي على بعض الأفكار الرائعة من الناحية النظرية.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فق أرسلت الشركة رسالة بريد إلكتروني إلى العملاء تخبرهم فيها بعدم استخدام علبة شحن الجهاز، حيث إن "مشكلة في جودة البطارية" جعلتها تشكل خطرًا محتملًا للاشتعال النيران.
وبحلول شهر أغسطس 2024، أفادت التقارير بأن مستخدمون كانوا يعيدون الجهاز للشركة بوتيرة تفوق مبيعاتها، حيث لم يتبق منه سوى حوالي 8 ألف جهاز لدى مستخدمين. وخفضت شركة "Humane" سعر الجهاز إلى 499 دولارًا الشهر الماضي.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
جو بايدن وشي يُحذران من «مخاطر» سيطرة الذكاء الاصطناعي على الأسلحة النووية