واشنطن ـ المغرب االيوم
أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة جوجل، إحدى أكبر الشركات المطورة للذكاء الاصطناعي التوليدي، أن هذه التقنية يمكن أن “تشوه الفهم الجماعي للواقع الاجتماعي والسياسي أو الإجماع العلمي”. وتسلط الدراسة الضوء على الاستخدام السيئ لهذه الأدوات، والذي يهدد بتقويض الثقة العامة ويؤثر على تصورنا للحقيقة.قام الباحثون بتحليل حوالي 200 حالة من حالات إساءة إستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتم تصنيفها إلى فئات مختلفة. ومن الأمثلة على ذلك نجد :
إنشاء محتوى مضلل : يتمثل هذا في إنتاج أخبار كاذبة أو صور مزيفة بقصد التضليل والتأثير على الرأي العام.
إنتحال الهوية : يستخدم البعض هذه التقنية لتقليد أصوات أو صور الآخرين بقصد الخداع أو الاحتيال.
مضاعفة المحتوى الضار : يمكن إستخدام الذكاء الاصطناعي لنشر محتوى مسيء أو ضار على نطاق واسع.
إنشاء صور غير أخلاقية : يتمثل هذا في إنشاء صور حميمية لأشخاص دون موافقتهم، مما يمثل إنتهاكًا صارخًا للخصوصية.
المثير للاهتمام في الدراسة هو أن معظم حالات إساءة الاستخدام لا تنطوي على هجمات مباشرة على نماذج الذكاء الاصطناعي نفسها، بل تتمثل في إستغلال قدرات هذه الأنظمة بشكل يسيء إستخدامها. والأهم من ذلك، أن الكثير من هذه الاستخدامات لا يعد خرقًا صريحًا لسياسات المحتوى أو شروط الخدمة الخاصة بهذه الأدوات.
تشير الدراسة إلى أن إساءة إستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة، بما في ذلك :
تقويض الثقة العامة : إنتشار المحتوى المزيف يجعل من الصعب التمييز بين الحقيقة والخداع، مما يؤدي إلى فقدان الثقة في المعلومات الرقمية.
تشويه الفهم الجماعي : يمكن أن يؤدي إنتشار المعلومات المضللة إلى تغيير تصوراتنا للواقع الاجتماعي والسياسي، بل وحتى الإجماع العلمي.
إغراق المستخدمين بالمحتوى غير المرغوب فيه : يمكن أن يؤدي الإنتاج الضخم للمحتوى المزيف إلى إغراق المستخدمين بمعلومات غير دقيقة أو غير مرغوب فيها، مما يصعب عليهم عملية البحث عن المعلومات الصحيحة.
في الختام، يسلط البحث الضوء على أهمية التعاون بين مختلف الأطراف المعنية، بما في ذلك صناع السياسات والباحثون وقادة الصناعة والمجتمع المدني، من أجل وضع إستراتيجيات فعالة للحد من إساءة إستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي. يجب أن تتضمن هذه الاستراتيجيات تطوير أدوات وتقنيات جديدة للكشف عن المحتوى المزيف، وتعزيز الوعي العام بمخاطر هذه التقنية، وتشديد العقوبات على من يسيئون إستخدامها.
ومن المفارقات اللافتة أن هذه الدراسة تأتي من باحثين في شركة جوجل، التي تعد من أكبر الشركات المروّجة لتقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها. وهو ما يثير تساؤلات حول مسؤولية الشركات التقنية الكبرى في مواجهة هذه التحديات.
وفي ظل إستمرار الشركات في دمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتها وخدماتها المختلفة، يتوقع الخبراء أن تتفاقم هذه المشكلة في المستقبل القريب، مما يستدعي إتخاذ إجراءات جادة لحماية فضاء الإنترنت من طوفان المحتوى المزيف.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
غوغل تُطلق ميزة التدقيق اللغوي للنصوص في لوحة المفاتيح باستخدام الذكاء الاصطناعي