الرباط_ المغرب اليوم
تشير كرات صغيرة من الزجاج عثر عليها في ولاية نيوجيرزي الأميركية وفي قاع المحيط الأطلسي إلى اصطدام مذنب أو جسم فضائي آخر بالأرض قبل 56 مليون عام، بعد عشرة ملايين عام تقريباً من “ارتطام الكويكب” الذي أهلك الديناصورات.
وقال علماء الخميس إن الاصطدام ربما دشن فترة دافئة خالية من الجليد على الأرض ظهرت خلالها لأول مرة مجموعات مهمة من الثدييات، بما في ذلك الجنس البشري.
ويمثل الكشف الذي نشر في دورية ساينس (العلوم) أحدث دليل على التأثير العميق في الحياة على الأرض لارتطامات قديمة لأجسام فضائية.
وقال الباحثون إن الكرات الزجاجية الصغيرة المعتمة اللون تمثل دليلاً قوياً على حدوث تصادم مع مذنب أو كويكب. وأوضحوا أنها تتشكل عندما تضرب صخرة فضائية سطح الأرض وتقوم بتبخير البقعة التي تستقر بها مطلقة في الجو قطعاً صغيرة من الصخور المنصهرة التي تتجمد في هيئة زجاج.
واستخرجت القطع من طبقة جيولوجية تحدد بداية عصر الإيوسين قبل زهاء 56 مليون عام في ثلاثة مواقع في جنوب ولاية نيوجيرزي ومن موقع تحت البحر شرقي ولاية فلوريدا.
تزامن ذلك مع حقبة شهدت ارتفاعاً في درجات الحرارة تعرف باسم بالوسين-إيوسين ثيرمال ماكسيمم صاحبها تراكم لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. واستمرت تلك الحقبة أكثر من 100 ألف عام وأدت إلى ارتفاع درجات الحرارة في العالم بما يتراوح من خمس إلى ثماني درجات مئوية.
واصطدام كويكب عرضه حوالي عشرة كيلومترات بالأرض قبالة شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية قبل ذلك بعشرة ملايين عام أسفر عن مقتل كائنات بحرية وبرية كثيرة منها الديناصورات وتمكين الثدييات في اكتساب الهيمنة.