موسكو ـ المغرب اليوم
اختراع مذهل ودقيق يتمثل في روبوت صغير يتحرك داخل جسم الإنسان مثل الحيوان المنوي. الغرض من صغر حجم الروبوت هو إيصال الدواء لبعض المناطق الدقيقة في الجسم.
قال علماء من هولندا إنهم نجحوا في تطوير جهاز ذاتي الحركة (روبوت) ذي حجم دقيق للغاية وقادر على التحرك في سوائل الجسم بشكل يشبه حركة الحيوان المنوي. إذ يتم التحكم في هذا الجهاز الدقيق من خلال مجال مغناطيسي ضعيف فأطلق عليه العلماء اسم "ماغنيتو شبيرم" والذي يعني "النطفة المغناطيسية".
وعرض الباحثون، تحت إشراف سارثاك ميسرا بجامعة تفينتي الهولندية، فكرة هذا الجهاز في مجلة "أبلايد فيزيكس ليترس" المعنية بالتطبيقات الفيزيائية. وفي بيان عن الدراسة أوضح إسلام خليل، الباحث في الجامعة الألمانية بالقاهرة، والذي شارك في الدراسة أن "التقدم التقني يجعل الكثير من المنتجات أصغر فأصغر".
وأشار خليل إلى أنه ربما يعتمد الأطباء على هذا الجهاز مستقبلا لإيصال الدواء لمناطق معينة في الجسم بشكل مباشر لزيادة فعاليته واستخدامه في تطبيقات أخرى مثل التخصيب الصناعي وفصل الخلايا أو تنقية الأوعية الدموية.
وحسب الباحثين فإن طول الجهاز يبلغ 322 نانومتر (النانومتر واحد على مليون من المليمتر) وهو على شكل حيوان منوي ويتكون من المادة اللدنة "اس يو 8" وتعلوه طبقة عبارة عن سبيكة من الكوبلت والنيكل بسمك 20 نانومتر. واعتمد الباحثون في صناعة الجهاز الروبوت على نفس الطرق المستخدمة في صناعة الأجهزة الإلكترونية بالغة الدقة.
وتتوقف سرعة الروبوت على تردد المجال المغناطيسي.وبلغت أقصى سرعة للجهاز خلال التجارب عندما تعرض لمجال مغناطيسي بقوة 45 هيرتز.واستطاع الباحثون تحت إشراف سارثاك ميسرا التحكم في اتجاه حركة الروبوت وسرعته من خلال توجيه ذبذبة المجال المغناطيسي.
ويأمل الباحثون في الاستمرار مستقبلا في تصغير حجم الجهاز عما هو عليه الآن حيث يعكفون حاليا على تطوير طريقة لصناعة ألياف نانونية مغناطيسية واستخدامها في زيادة تحفيز الجهاز لزيادة سرعته.