كاليفورنيا ـ رولا عيسى
كشفت شركة "فيرجن جالاكتيك" عن صور سفينة الفضاء السياحيّة "أكسكور لينكس"، التي باتت على وشك الانتهاء من بنائها، موضحة أنها تتضمن مقعدين، والرحلات ستسافر إلى 330،000 قدم وتستمر ما بين 30 و50 دقيقة.وأشارت الشركة، إلى أنَّ تكلفة تذاكر الرحلة تبلغ 95 ألف دولار، وسوف تقدم "أكسكور" أربع رحلات يوميًا، بعد إخضاع المركبة للفحوصات، معلنة أنَّ الرحلة السياحية الأولى سوف يتم إطلاقها مع حلول عام 2016.
وسيكون الركاب في "أكسكور لينكس" قادرين على رؤية الأرض على ارتفاع أكثر من 330,000 قدم فوق الأرض، في المركبة ذات المقعدين.
وأعلنت الشركة أنه تمَّ بيع أكثر من 200 تذكرة، لمركبة الفضاء، التي سوف تقلع وتهبط عموديًا، مستخدمة نظام الدفع الصاروخي القابل لإعادة الاستخدام.
وأضافت "تستمر المركبة الفضائية شبه مدارية أكسكور لينكس في إحراز تقدم سريع نحو التجميع النهائي"، موضحة أنه "مباشرة بعد ترابط أطقم قمرة القيادة مع جسم الطائرة، وهو موضع لعملية حساسة ودقيقة من الترابط بين صاري الترحيل حتى نهاية الجزء الخلفي من جسم الطائرة لينكس".
وبيّنت أنه "لتحديد موقع الصاري بصورة صحيحة، تمت إزالة جمالون صاروخ لينكس موقتًا من الاختبار، ووضعه على المركبة نفسها، للمرة الأولى".
وأبرز مدير مشروع المركبة الفضائية السياحيّة جيف سميث أنه "أمضى الفنيون أيامًا عدة ليوائموا الصاري بعناية، بغية ضمان التماثل التام، ثم بدأوا في تثبيته في مكانه، كان هذا هو هدية عيد الشكر الخاص بنا، قمنا بوضع طبقات الغراء النهائية قبل العطلة، وأزلنا معدات الدعم أثناء عطلة نهاية الأسبوع، ونحن نتطلع إلى الخطوة الكبيرة التالية، تكامل الجناح ستراكس على لينكس".
وأوضح سميث أنه "بعد أن تم تثبيت الصاري أصبح الهيكل كاملاً، من الأمام إلى الخلف، وتم اختبار ما يعادل 6 جاذبية - إعادة الدخول، بينما في منطقة الاختبار كان ضغط المقصورة حتى 11 PSI، وهو اختبار الضغط الأول، بعد أن تم أستبعادها من جسم الطائرة".
وأردف "إن الترحيل عبر الصاري هو قلب هيكل التحميل على أي مركبة مجنحة، ويدعم الحمل الأساسي للأجنحة، ويحمل هذا الحمل عبر جسم الطائرة".
بدوره، كشف الرئيس التنفيذي لشركة "أكسكور" جيف غريسون أنَّ "تركيب الصاري على سيارة مركبة هو عملية ذات اتجاه واحد، لذلك لابد من عمله صحيحًا المرة الأولى".
وتابع "نحن متحمسون حقًا أن حققنا هذه الخطوة، فهي تمهد الطريق لتركيب ستراكس ترفق في الخطوة التالية، بفضل العمل الشاق من طاقم المركبة، الذين يسيرون بوتيرة سريعة جدًا تجاه الرحلة الأولى".
وأبدى غريسون اقتناعه بجعل السفر إلى الفضاء مجديًا من الناحية المالية، لأنه هو المفتاح لاستكشاف السماء، معتبرًا أنه "علينا أن نذهب إلى مستويات أعمق من العاطفة، عندما تنظر إلى مسألة السبب في أنه بعد أعوام عديدة، كنا أول من ذهب للفضاء، وعلينا أن نفعل شيئًا للحد الجذري في التكلفة، قبل أن يصبح الفضاء سلعة اقتصادية".
واستطرد "نحن ننظر في تلك المشكلة، ولا يتوفر لدينا المليارديرات لتحرير الشيكات الخاصة بك، على المال أن يقدم عرضًا"، في إشارة منه إلى الحاجة لضخ استثمارات في المشروع.
بدوره، كشف نائب الرئيس في "أكسكور" راندي بيكر، أنه سوف يرتدي الركاب سترات فضائية بيضاء، ساعتين قبل الصعود على المركبة، والشروع في رحلة مدتها تتراوح بين 30 – 50 دقيقة.
وأشار إلى أنَّ "الأمور تتحرك بسرعة كبيرة، هناك فقط 15 ثانية بين إضاءة المحركات والإقلاع، ثم 50 ثانية بعد إضاءة محركات تذهب أسرع من الصوت، وقريبة جدًا من رأسي، وتدفع ظهرك إلى مقعدك، ثم بعد ثلاث دقائق من إضاءة المحركات تكون على ارتفاع 180,000 قدم عن سطح الأرض".
وأوضح "تتوقف المحركات بعدها، ويكون لديك حوالي دقيقة ونصف من انعدام الجاذبية، حيث تبلغ لدينا ذروة ارتفاع 350,000 قدم، ثم دقيقة ونصف آخرى تتراجع، حتى يكون هناك جو يكفي للمركبة حتى تشعر أنها مستقرة".
وذكر أنَّ "إعادة الدخول تستغرق حوالي دقيقة، وبعدها تنساب المركب إلى الأرض، لتهبط في 20 دقيقة تقريبًا، وسوف يكون بمقدور سفينة الفضاء الطيران 4 مرات في اليوم، والمقاعد فقط للطيار والمسافر، ومن المتوقع أن يطلب من المسافر المشاركة أثناء المغامرة، عبر أداء بعض المهام، مثل قراءة التعليمات والتأكد من الأرقام الثابتة".
وأردف "إنها رحلتك لذا لو كنت ترغب مشاهدة جزء معين من الكرة الأرضية، يمكننا أن نقود المركبة لرؤيته، أو المنطقة التي تجدها أكثر إمتاعًا، ولديك الوقت لتنظر حولك وتنتعش، حيث أنه لم يصل إلى هناك سوى عدد قليل من البشر".
وأبرز أنّه "هناك أيضًا عدد قليل جدًا من القيود الفيزيائية، وذلك حتى لأولئك الذين في حالة صحية سيئة، إذ سيكونون قادرين على السفر، إلا أنَّ بعض الأشخاص لا يستطيعون التعامل مع الإثارة، وبعض الناس تشعر باختناق، لذلك نحن نأخذهم في طائرة عالية الأداء، لاختبار إذا كان لديهم مشكلة نفسية، ولكن بالمعنى الواسع، إذا كنت تستطيع البقاء في طبق دوار، يمكنك القيام بذلك، لأن الوقت الذي تقوم به قصير".
يذكر أنَّ النموذج الأول سوف يأخذ المسافرين 200,000 قدم فوق الأرض، ولكن الشركة تأمل أن النموذج الثاني سوف يصل إلى 300,000 قدم، وأنه لن يمر وقت طويل جدًا قبل أن تكون على استعداد لتنطلق إلى السماء، والوصول إلى أقصى ارتفاع، المتمثل في 350,000 قدم.
وتتوقع الشركة أن تبدأ اختبارات الطيران مع حلول نهاية العام، بعد التجارب الأولى، والتحليق بالسيّاح مع حلول نهاية 2016.
وتقع سفينة الفضاء "أكسكور" في قاعدة مشاة البحرية العالمية الثانية سابقًا، في ميناء موغافي، في ولاية كاليفورنيا.