الرباط ـ المغرب اليوم
لا مشكلة في الدّعم والنّصح الذي تقدّمه المنتديات الإلكترونية (على غرار سكر بنات) للأمهات لاسيما الجديدات منهنّ، ولا مشكلة في الدور الذي قد يلعبه موقعا تويتر وفيس بوك في تسهيل الجانب الاجتماعي من حياة هؤلاء، إنمّا المشكلة في أن تتحوّل التغريدات والصور والتعليقات وتحديثات الوضع والمزاج والفيديوهات التي تنشرها الأمهات على يوتيوب وسواه من المواقع إلى خصوصية مفضوحة تتجاوز كل الحدود والاعتبارات..
فبعض الأمور لا بدّ أن يُحافظ على حميميّته ولا يتخطّى عتبة مواقع التواصل الاجتماعي!
وفيما يلي آراء وشهادات حيّة لنساء وأمهات شملهنّ استطلاع "عائلتي" حول هذا الموضوع. وكانت هذه أبرز ردود الفعل:
"أكثر ما يدهشني على مواقع التواصل الاجتماعي أنّ بعض النساء مستعدات لمشاركة محاولاتهنّ بالحمل والإنجاب مع كل من لديه حساب إلكتروني أو وجود على شبكة الإنترنت. فلا يتوانينَ عن الإفصاح عن أسمائهنّ إلى جانب معلومات أخرى خاصة بهنّ. والحقيقة ألاّ أحد يهتمّ لمثل هذه التفاصيل الحميمة، وأنا شخصياً لا أهتم فيما إذا كان زوج هذه أو تلك من النساء يعاني من مشكلة في السائل المنوي وما إذا رحم إحداهنّ يميل نحو اليمين!" – سماح
"لن أفكّر يوماً بنشر صور الموجات فوق الصوتية لطفلي. فالمسألة خاصة جداً بنظري وأرغب في أن أحتفظ بها للأشخاص المهميّن والمقرّبين لي في حياتي." – نسرين
"منذ يومين، نشرت صديقة لي على فيسبوك معلومات وتفاصيل حول طفلها المريض. جميعنا تعاطف معها وشعر بالسوء حيالها وحيال الصغير، إلى أن قامت بنشر صورة لها ولطفلها بع د ما تقيّأ عليها. يا له من وضع مقزّز ويا له من موقف غريب لتخلّد ذكراه في صفحات الفيسبوك وعقول الناس؟! لا أستطيع ولا أُريد أن أتخيّل رد فعل الطفل بعد 15 سنة من اليوم!" – أمل
"أكره كل التعليقات والتحديثات التي تُنشر بخصوص الرضاعة ومسارها خطوة بخطوة. لا أظنّ بأنّ أحداً يرغب في الاحتفاظ بصور لصديقاته في هذا الوضع!" – رانية
"أعلمتُ عائلتي منذ فترة أنني لن أنشر صوراً لي أو لطفلي بعد الولادة على موقع فيسبوك. قد تعتبرين الأمر سخيفاً وغريباً، لكننّي لا أريد لأيٍّ كان أن يتعمّق في صور صغيري قبل أن يتسنّى لكل المقرّبين منّي التعرّف عليه" – حنان
"تخيّلي أنّ عدداً كبيراً من صديقاتي اللواتي أنجبن أخيرًا ، فتحنَ حساباً خاصاً بأطفالهنّ على فيسبوك. أجد الأمر غاية في السخافة. فما حاجة طفل في شهره الثالث إلى حساب وموقع خاص به على الإنترنت؟!" – أمينة
"هل من الضروري أن يعرف العالم ومن فيه أنّ "عمر الصغير" اكتشف أعضاءه اليوم أو "عبير الصغيرة" نقرت أنفها بالأمس؟ لا أعتقد ذلك أبداً" – دارين