بيروت - المغرب اليوم
كثيرًا ما يشعر الأطفال بالملل رغم امتلاء غرفهم بالألعاب من كل شكل ونوع، لكن الخبراء ينصحون الآباء والأمهات بعدم الإسراع في إيجاد حلول للطفل، لأن "أوقات الملل" هامة جدا لتنمية قدرة الأطفال على الإبداع. يشكو كثير من الأطفال من الملل رغم امتلاء جدولهم اليومي بالبرامج والأنشطة الرياضية والفنية ورغم امتلاء غرفهم بالألعاب، وهو ما يؤدي إلى شعور الأمهات والآباء بالذنب، ويدفعهم إلى البحث عن ألعاب جديدة أو زيادة الأنشطة. في المقابل، ينصح علماء النفس والتربية بعدم الإسراع في إيجاد الحلول للطفل، مؤكدين أن "أوقات الملل" والفراغ عامل هام جدًا في تربية الطفل، لأن أوقات الفراغ هي التي تساعد الطفل على الإبداع والاكتشاف والاعتماد على خياله وتنمية الثقة بالنفس، بيد أن هذا لا يحدث إلا إذا مرّ الطفل بمراحل من الفراغ واستطاع التغلب على الشعور بالملل وإيجاد حلول للتخلص منه. وتؤكد دراسة قام بها معهد دراسات الشبيبة في ميونخ أن الأنشطة الدائمة لا تمنع الأطفال من الشعور بالملل، بل على العكس، فهي تجعلهم أسرى بيد عوامل التسلية الخارجية وفي هذا الإطار يقول د. هارتموت كاستن، المتخصص في الطب النفسي للأطفال في حديث لمجلة فوكوس الألمانية إن "أوقات الفراغ هامة جدًا لكي يتعلم الأطفال تحمل الأوقات الفقيرة بالأحداث". ويحذر خبير التربية ديتليف تريبيرت في صفحة "الأسرة" الإلكترونية من ملء البرنامج اليومي للطفل بأحداث وأنشطة كثيرة، وهو الأمر الذي أصبح يميز حياة معظم الأطفال في العصر الحديث، فحتى أوقات الانتظار يتم ملؤها بالألعاب الإلكترونية على الهواتف الذكية. لكن الاعتماد الدائم على عوامل تسلية خارجية يفقد الطفل القدرة على الشعور بالرضا ويجعل سعادته مرتبطة دائمًا بعوامل خارجية. ويحذر العلماء كذلك من جلوس الأطفال لمدة طويلة أمام شاشات التليفزيون والألعاب الإلكترونية، لأن الجلوس بشكل سلبي لتلقي المعلومات قد يفقد الطفل قدرته على التخيل والإبداع.