الرئيسية » نساء في الأخبار
أماندا عيسى تحكي ظروف هروبها الى الولايات المتحدة

واشنطن - رولا عيسى

كانت أماندا عيسى لا تتعدى الثماني سنوات عندما هزمت القوات الأميركية الجيش العراقي وأطاحت بنظام الرئيس السابق صدام حسين الذي قاد البلاد لسنوات طويلة. وكانت أماندا تعيش في ذلك الوقت في مدينة الموصل، لتلتقي هناك بأحد جنود مشاة البحرية الأميركية، والذي كان عطوفا معها حتى أنه أعطاها قطعة من الشكولاته.

وتقول أماندا إنها في تلك اللحظة ربما وجدت ضالتها، حيث تقول إنها كانت واحدة من الأطفال التي كانت تحب دائما الجري وراء سيارات "الهامفي" العسكرية الأميركية. وتضيف أماندا التي أصبحت حاليا في الحادية والعشرين من عمرها، أن "المدينة كانت زاخرة بأفراد الجنود الأميركيين، سواء من البحرية أو الجيش، إلا أنها دائما ما كانت تشعر أن افراد مشاة البحرية كانوا مختلفين.

وبعد ثلاثة عشرة عامًا من الزمان، تحقق حلمها، لتصبح أحد أفراد مشاة البحرية الأميركية، حيث أنه تم ترقيتها إلى رتبة وكيل عريف، لتصبح رسميًا جزءا من مشاة البحرية بعد يوم واحد من حصولها على الجنسية الأميركية.

ولأنها كانت من عائلة مسيحية، فقد كانوا عرضة للمخاطر بشكل متزايد، خاصة في عام 2010، عندما بدأ الجنود الأميركيون في الانسحاب تدريجيا من مدينة الموصل استعدادا للخروج النهائي من العراق. وتقول أماندا، في تصريحات أبرزتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إن " الخروج من المنزل للذهاب إلى المدرسة أو للحصول حتى على المتطلبات الأساسية للحياة كان أمرا صعبا للغاية، بينما كان من الصعب على أختي الذهاب إلى كليتها. لم نكن نشعر بالأمان، فالأمان كان خيارا غير متاح على الإطلاق."

ونظرا لتلك الظروف العصيبة التي عاشتها الفتاة العراقية مع أسرتها، اضطروا للفرار إلى تركيا في يوليو/تموز 2010، ليعيشوا هناك كلاجئين في سلام تام، إلا أنهم واجهوا العديد من التحديات كغرباء. وتقول الفتاة العراقية الأصل "كان من الصعب جدا بالنسبة لنا الحصول حتى على الأشياء البسيطة، لأننا لم نكن نستطيع الحديث حتى مع السكان المحليين. كان الأتراك يعرفون أننا لاجئون، وبالتالي فعندما نشتري شيئا كانوا يقومون برفع الأسعار علينا بصورة مبالغ بها، لأنهم كانوا يدركون أننا لا نستطيع أن نفعل شيئا حيال ذلك."

وفي مايو/أيار 2011، طالبت أسرتها باللجوء إلى الولايات المتحدة، وسرعان ما تمت الموافقة على طلبهم." وتستطرد أماندا: "لقد كنت سعيدة بالفعل، إلا أن الأمر ربما كان مختلفا تماما. عندما ذهبت إلى الولايات المتحدة كانت هناك أيضا صعوبات عديدة، حيث أنها بلد جديد، وبالتالي كان ينبغي علينا التكيف مع ثقافة جديدة ونمط مختلف للحياة."

الفتاة العراقية كانت بالفعل حريصة على الاندماج في الحياة الأميركية، حيث حرصت تماما على اتقان اللغة الإنجليزية من خلال الانضمام الى برامج يمكن من خلالها اكتساب اللغة بطلاقة، حتى يمكنها التعامل بشكل جيد مع أقرانها. ويبدو أن العمل الجاد والشجاعة الكبيرة التي امتازت بها الفتاة العراقية كانتا سببا مهما لتفوقها، حيث استطاعت أن تكون بين أفضل عشرة طلاب في دراستها، كما أنها تمكنت من الحديث باللغة الإنجليزية بطلاقة خلال عامين فقط.

إلا أنها لم تكتفِ بذلك، حيث ظل حلم الانضمام الى مشاة البحرية الأميركية يراودها. تقول أماندا "كان هذا الحلم يطاردني دائما. كنت أشعر دائما أن هذا هو الهدف الذي ينبغي أن أحققه بعد القدوم إلى الولايات المتحدة. وربما كانت اللحظة المناسبة لتحقيق هذا الهدف قد حانت بالفعل."

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، قررت الفتاة التطوع في أحد المعسكرات البحرية، إلا أن إصابتها في معصمها خلال التدريبات كان بمثابة تهديد جديد يطاردها، ولكنها لم تسمح بذلك.

وتقول أماندا: حاول الكثيرون احباطي، حيث شككوا في قدرتي على البقاء وتحقيق حلم الالتحاق بالبحرية الأميركية، بينما كان البعض الأخر يرى أن سعيها لذلك كان مجرد وسيلة للحصول على الجنسية الأميركية، إلا أنها ربما لم تلتفت الى ذلك تماما.

أماندا عيسى تدرك أن الأقدار ربما تلقي بها من جديد في مدينة الموصل في الأيام المقبلة، خاصة وأنها تجيد اللغة العربية، في ظل العمليات العسكرية الحالية والتي تقودها قوات التحالف الدولي، من أجل تحرير المدينة العراقية من ميليشيات تنظيم "داعش".

وتختم أماندا بالقول: "كل ما يهمني هو أن أبذل قصارى جهدي في أي عمل يتم تكليفي به من قبل القيادات العسكرية. سأذهب إلى أي مكان ترسلني إليه قوات المشاة البحرية الأميركية، سواء كان هذا المكان هو الموصل أو أي مكان أخر."

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

السجون الإسرائيلية تفرض عقوبات انتقامية على الأسيرات الفلسطينيات
كامالا هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق…
الأميرة للا حسناء تُدشن الصرح المعماري "دار المغرب" في…
إسرائيل تطالب باستقالة المقررة الأممية لحقوق الإنسان فرانشيسكا ألبانيزي…
كاملا هاريس تُؤكد أنها غير قلقة من المحادثات بين…

اخر الاخبار

عزيز أخنوش يترأس الوفد المغربي المُشارك في الدورة التاسعة…
الحكومة المغربية تتجه لتغيير قانون التجزئات العقارية والمجموعات السكنية
فاطمة الزهراء المنصوري تكشف حصيلة المستفيدين من برنامج دعم…
أخنوش يؤكد أن الملك محمد السادس يضع القضية الفلسطينية…

فن وموسيقى

هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…
المغربية بسمة بوسيل تُشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة التي تستعد…
كاظم الساهر يتألق في مهرجان الغناء بالفصحى ويقدم ليلة…
الفنانة سهر الصايغ تُعرب عن سعادتها بتكريمها في المهرجان…

أخبار النجوم

محمود حميدة يكشف تفاصيل شخصية "ياسين" في مسلسل موعد…
إسعاد يونس تُعرب عن سعادتها البالغة بعودتها للمسرح
هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجدداً بعد غياب 12…
محمد هنيدي يُعلن دخوله منافسات دراما رمضان 2025 بمسلسل…

رياضة

الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
إصابة في الرباط الصليبي تبعد إلياس أخوماش عن الملاعب…
المغربي ياسين بونو بين كبار اللعبة بمتحف أساطير كرة…
وليد الركراكي يخطط لثورة في تشكيلة المنتخب المغربي قبيل…

صحة وتغذية

هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…
أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…
حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها
عقار شائع للإجهاض قد يساهم في إطالة العمر ويشعل…

الأخبار الأكثر قراءة

كلينتون تُحذّر هاريس من مفاجأة في أكتوبر قد تدفعها…
كامالا هاريس تتعهد بمحاربة مجموعات تجارة المخدرات إن فازت…
كيت ميدلتون تظهر بحالة جيدة علناً للمرة الأولى منذ…
جورجينا رودريغز تتحدث عن رحلتها مع كريستيانو للسعودية في…
هاريس تُعلن عن رغبتها في إجراء مناظرة ثانية مع…