الرياض - المغرب اليوم
يبدو أن تجربة المرأة السعودية في المجلس البلدي باتت معرضة للفشل، حيث اتهمت لمى سليمان، العضو المستقيل من المجلس البلدي بمدينة جدة، المجلس بممارسة سياسة العزل تجاه النساء العضوات، عبر تخصيص قاعة منفصلة لهن عن الرجال، مطالبة في ذات الوقت بإلغاء قرار عزل، وإعطاء مساحة أكبر لهن في المشاركة بأعمال المجلس.
وعزفت لمى سليمان على الوتر الحساس، عندما انتقدت المجلس بأنه لا يأبه كثيراً بمناقشة القضايا التي تتصدر الأولويات لدى المواطن، محذرة من أن الأربع سنوات، مدة المجلس، ستمضي دون الخروج بإنجازات على أرض الواقع.
وتأتي تلك الاتهامات بعد مرور قرابة 5 أشهر على انتخاب سيدات سعوديات في المجلس البلدي، وذلك للمرة الأولى في تاريخ المملكة، حيث استطاعت 17 سيدة سعودية، الفوز في الانتخابات التي جرت في شهر ديسمبر/كانون الأول 2015.
وكانت لمى سليمان استقالت من المجلس البلدي في شهر مارس/أذار 2016، احتجاجاً على قرار وزارة الشؤون البلدية والقروية، بتخصيص قاعة للنساء تكون منعزلة عن الرجال، حيث يسمح التواصل بين الأعضاء والعضوات عن طريق دائرة تلفزيونية مغلقة، وذلك خلال اجتماعات المجلس.
الرفض مستمر!
وفي هذا الإطار، أشارت لمى سليمان لـ"هافينغتون بوست عربي"، أن هناك حاجة ماسة لتوضيح صورة المرأة في المجتمع السعودي، حيث لا يزال هناك من يرفض فكرة أن المرأة نصف المجتمع.
وقالت "المرأة السعودية نجحت في إدارة شؤون منزلها، ونجحت أيضاً في حياتها المهنية والأكاديمية، ولديها العديد من الإنجازات والمساهمات الاجتماعية وذلك كاف لتنجح حتى في المجلس البلدي".
العضوة المستقيلة رفضت فكرة أن يكون الفشل مصيراً للسيدات السعوديات اللواتي دخلن المجلس، على الرغم أن "هناك من يسعى إلى إفشال دور المرأة، واضعاً أمامها العراقيل لكي لا تنجح".
طريق طويل
سهيلة زين العابدين، الناشطة الاجتماعية، والعضوة في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، وصفت طريق المرأة السعودية في المجالس البلدية بالشاق، فهي حديثة تجربة في هذا المجال، ومن المبكر جداً الحكم على مدى نجاح المرأة السعودية في سبيل تعزيز مكانتها في المجالس البلدية.
وأضافت زين العابدين لـ"هافينغتون بوست عربي"، أن العديد من العضوات في المجالس البلدية لديهن رؤى متنوعة وأفكار لحل الأزمات والمشاكل التي تحيط بالمواطن، فيما تحرص العديد من العضوات على تقديم أطروحات غير تقليدية كحلول جذرية للأزمات التقليدية في المجتمع السعودي، إلا أن خطر التهميش دور المرأة السعودية، لا يزال يحيق بها.
هل هناك تهميش؟
من جهة أخرى، أوضح عبد الله العمران، رئيس المجلس البلدي بمدينة الرياض، أن السيدات السعودية، تمكنَّ من اقتحام المعترك الانتخابي، والفوز بمقاعد في المجالس البلدية، لأربع سنوات مقبلة.
ونفى في تصريح لـ"هافينغتون بوست عربي" أن المجالس البلدية تسعى لتهميش العضوات المنتخبات، مشدداً أن المجلس البلدي يفسح المجال للمرأة للإدلاء برأيها وتقديم مقترحها.