العرائش - ياسين العماري
لا تزال مدينة "القصر الكبير" الواقعة شمال المغرب، تعيش على وقع فضيحة نشر صور لفتيات مع أصدقائهن في أوضاع مُشينة. وقد أفسد نشر تلك الصور على العائلات فرحة الاحتفال بعيد الأضحى مع أبنائهم، وانتشرت صور فاضحة لفتيات وهن يقبّلن أصدقاءهن داخل مراحيض مؤسسات تعليمية، أو حمامات منازلهن، أو داخل غرف لا يُعرف مكانها بالضبط. وتستمر صفحة على موقع التواصل الاجتماعي على الفيسبوك نشر الصور، لكن لوحظ أنها تظهر تارةً وتختفي تارة أخرى، حيث تنشر بعضًا من تلك الصور الحميمية، الأمر الذي ساهم في انتشار الفضيحة على نطاق واسع. وتسبب نشر الصور في ضغوط كبيرة على أسرٍ وعائلات، بعضها من الطبقة الثرية في المدينة، حيث قامت الصفحة بنشر صور تعود لبنات أعيان ومسؤولين محليين وهن في وضعية مخلة، وصورة أخرى قالوا إنها تعود لابنة رجل تعليم بإحدى المؤسسات التعليمية العالية. وحاول موقع محلي محاورة أدمن الصفحة المفترض، واستطاع بالفعل أن يأخذ منه بعض الأجوبة؛ عن السبب وراء قيامه بنشر الصور الفاضحة، فأجابه بأنها كانت مجرد مزحة في البداية، وأنها كانت للتسلية فقط، لكن حين شاهد تفاعل الناس وارتفاع أعداد المعجبين بالصفحة (والذي بلغ ثلاثة آلاف شخص خلال يوم واحد فقط) لذلك قرر الاستمرار في نشر مزيد من الصور. وعن الرسالة التي يسعى لإيصالها من خلال نشر تلك الصور، ردّ بأنه لن يتساهل مع الفتيات اللواتي يدخلن للحمام ويقمن بتصوير أنفسهن ومشاركة الصورة مع أصدقائهن على الفيسبوك بدون احترام التقاليد. وعلى صعيد ردود الفعل من قبل المثقفين المغاربة؛ تساءلت الكاتبة أمينة الصيباري، وهي من مدينة القصر الكبير، في مقال نشرته، عن "الجدوى من هذا الإهداء الملغوم لمدينتنا"، معتبرة أنه إذا كانت الغاية منه الإخبار، فهذا الخبر غير مهمّ بالنسبة لها؛ لأن ثقافة الفضائح لا تستهويها. وكتبت أيضا "إلى متى ستبقى كل إنجازاتنا العلمية صورًا لأجساد عارية؟" موجّهة كلامها إلى كل من يبغي مَجدًا من إنشاء صفحة على الإنترنت بأنه واهم، ومشيرة إلى أنه "يكفي تجريحًا بأعراض الناس وإرهابهم بصور أخذت أصلا بطريقة غير أخلاقية". وختمت كلامها قائلة "اكتبوا مقالات في المستوى ونتعهّد بالإعجاب بها، وبِنَشْرها، وسنكون فخورين بكم في هذه الحالة أيما افتخار...أما أن تبحثوا عن الشهرة بهذه الطريقة فلا وألف لا".