الرباط ـ المغرب اليوم
تحولّت حملة إلكترونية أطلقها نشطاء مغاربة لتقديم الدعم المادي والمعنوي للسيدات المسنّات، إلى حملة ميدانية تزورهن وتهتم بأمورهن سواءً داخل منازلهن، أو في مراكز إيواء المسنين المختلفة حول البلاد.
وتهدف الحملة التي أطلق عليها الناشط، لبيب المسعدي، شعار "اؤمري يا الوالدة" إلى تقديم المساعدة المادية للنساء المسنّات المهمشّات، وصلة الرحم بهن، أملًا في منحهن شيئًا من الدفء المعنوي، وفك العزلة النفسية والعاطفية التي يعانين منها.
وخرج نشطاء الحملة إلى الأحياء لزيارة سيدات مسنات، منهن السيدة عائشة التي تجاوزت الثمانين من عمرها، والتي تعيش وحيدة في بيت يفتقر لأدنى شروط الراحة في مدينة القصر الكبير.
وبشأن دوافع إطلاق الحملة، أفاد لبيب المسعدي، بأن الأمر يتعلق بظاهرة صارت متفشية داخل المجتمع المغربي، حيث لم يعد البعض مهتمًا بإكرام المسنات اللائي يجدن صعوبة في الاندماج مع المجتمع ويشعرن بعزلة قاتلة.
وعزلة المسنة لا تتمثل فقط في المكان، فبعضهن يعشن في وحدة قاتلة، حتى لو كن في مراكز إيواء المسنين، موضحة أن العزلة تمتد إلى العزلة النفسية أيضًا، حيث تعاني المسنّة من شعور بجحود الأسرة ونكران المجتمع لأفضالها في الحياة، فتحس كأنها باتت عالة على الجميع، ما يدخلها في حالة إحباط تستنزف نفسيتها، مثل هذه الحملات الشبابية رغم أهميتها وجدواها، وطابعها التوعوي، لكنها تبقى محدودة الأثر .