الرباط_ المغرب اليوم
“كلنا سنقاطع التداريب الميدانية حتى صرف تعويضاتنا”، هكذا دشن الأساتذة المتدربون موسمهم الدراسي الجديد بالاحتجاج على التأخير في صرف مستحقاتهم المالية، ما يعيد إلى الأذهان أشهرا من الاحتقان عاشتها المراكز الجهوية للتربية والتكوين العام الماضي، وانتهت بتوقيع محضر وصف بـ”التاريخي”، أنهى أزمة غضبة “أساتذة الغد”.
ودشن الأساتذة المتدربون في مختلف المدن والقرى المغربية احتجاجاتهم في الموسم الدراسي الحالي بحمل الشارات الحمراء داخل الأقسام، بدءا من الاثنين الماضي؛ في حين نفذ العديد منهم، مقاطعة جزئية إنذارية للدروس .
ولجأ العشرات من الأساتذة المتدربين إلى مواقع التواصل الاجتماعي لنشر صور لهم وهم يرتدون البدل البيضاء مع شارات حمراء على الأذرع، فيما تظهر الصور الأقسام وهي فارغة، تأكيدا على ما وصفوه بـ”نجاح المقاطعة الجزئية للتداريب”؛ فيما يرتقب تنفيذ وقفات احتجاجية أمام المديريات الإقليمية يوم الاثنين القادم.
وأعلنت التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين تنفيذها خطوة المقاطعة الشاملة والانسحاب من التداريب الميدانية ابتداء من يوم الاثنين القادم 17 أكتوبر 2016، احتجاجا على تأخير صرف المستحقات المالية، “الذي يضر بشكل كبير بوضعية الأساتذة المتدربين، وقدرتهم على مسايرة التداريب، مع إثقال كاهلهم بجداول حصص كاملة، وما يترتب عنها من إعداد التقارير وحضور اللقاءات التأطيرية”، حسب ما ورد في بلاغ لها.
وجاء في البيان، أن الأساتذة المتدربين عقدوا لقاءات مع ممثلي وزارة التربية الوطنية، تركزت عند نقاط عالقة خاصة بالأساتذة في وضعية فائض، أو من لم يتحملوا المسؤولية الكاملة عن القسم، مضيفا: “أما في ما يتعلق بالمنحة فأكدت الجهات المسؤولة أن المراكز الأصلية توصلت جميعها بالمنح، وأننا سنحصل عليها هذا الأسبوع! “.
محمد قنجاع، عضو اللجنة الوطنية للتنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين، قال “بمجرد التحاقنا بالمؤسسات التعليمية صدمنا بواقع مرير يطبعه الاكتظاظ المهول في الأقسام وخصاص هائل في الأطر التربوية”، مضيفا: “كلفنا بجداول دراسية كاملة، وإنجاز تقارير وبحوث ولقاءات تأطيرية.. من المفترض مراعاة أننا في فترة تدريب”.
وأضاف قنجاع أن تعيينات الأساتذة المتدربين تمت في أمكان نائية وظروف قاسية، فيما شدد على أن خطوة الإضراب تبقى قسرية؛ “لأن التعويضات المالية كانت مبهمة من ناحية كيفية وتاريخ صرفها”، حسب تعبيره، مؤكدا أن الاحتجاج يبقى رسالة للمسؤولين بأن “ردنا على أي تراجع سيكون حازما”، وزاد: “ندعو النقابات والهيئات التعليمية إلى ضرورة تغيير واقع المؤسسة العمومية في بلادنا، ونحن مستعدون للتضحية بالغالي والنفيس”.