الرئيسية » تقارير وملفات

برلين - المغرب اليوم

عادة ما يوصف المنقطعون عن الدراسة بالفاشلين. ولكن هذا الاتهام ليس صائبا دائما. ولهذا تقوم جامعة زيبلين الخاصة بتشجيع المنقطعين عن الدراسة وفتح آفاق جديدة للشباب للاستفادة من قدراتهم، عبر منحة دراسية فريدة من نوعها. استطاعت العديد من الشخصيات العالمية البارزة تحقيق نجاحات كبيرة رغم انقطاعها عن الدراسة أو عدم حصولها على شهادات جامعية. ومن بينها مثلا مؤسس موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" مارك زوكربيرغ، أو رئيس أكبر الشركات المعلوماتية بيل غيتس أو المذيع التلفزيوني الألماني غونتر ياوخ. كل هؤلاء الأشخاص يجمعهم قاسم مشترك: فعلى الرغم من أنهم لم يكملوا دراستهم، إلا أنهم استطاعوا تحقيق نجاحات باهرة. وفي هذا الصدد يقول تيم غوبل من جامعة زيبلين الخاصة في مدينة فريدريشسهاين: "بعض الناس لا يعرفون ما يريدون حقا إلى بعد الانقطاع عن الدراسة، فعندها يأخذون أدوارهم ومهامهم الجديدة بكفاءة وجدية كبيرة". وهذا ما دفع جامعة زيبلين منذ بداية هذه السنة الدراسية لتخصيص منح دراسية لتشجيع المنقطعين عن الدراسة والاستفادة من قدراتهم وطاقاتهم الجديدة. يستفيد بيلي كونتريراس، وهو نمودج من الشباب المنقطعين عن الدراسة، من منحة جامعة زيبلين. ومباشرة بعد حصوله على شهادة التعليم الثانوي بدأ في دراسة إدارة الأعمال في جامعة بمدينة فورتسهايم. ولكنه توقف عن الدراسة بعد مرور فصلين دراسيين فقط. ويقول بيلي عن هذه التجربة: "لقد بدأت دراستي بالكفاءة وبالجدية اللازمة ولكنني سرعان ما أدركت أنها ليست الشعبة المناسبة بالنسبة لي". وبعد الانقطاع عن الدراسة بدأ بيلي كونتريراس بالبحث عن عروض وآفاق بديلة على شبكة الإنترنت. وهو يهتم بشكل خاص بالشعب الثقافية. وبعد بحث طويل وجد نفسه على الموقع الإلكتروني لجامعة زيبلين الخاصة ولم يستطع تصديق ما قرأه على الصفحة: فالجامعة المتواجدة على ضفاف بحيرة كونستانس في ألمانيا تعرض لأول مرة منحة خاصة بالمنقطعين عن الدراسة. وعندها قام بيلي بإرسال طلب للجامعة، ليتم قبول طلبه وليصبح بذلك أول مستفيد من هذه المنحة. "لقد كان واضحا بالنسبة لي أن هذه المنحة ستساعدني على انطلاقة جديدة"، يقول بيلي. جامعة زيبلين مؤسسة خاصة وهي تعتمد في تمويلها إلى حد كبير على الرسوم الدراسية، التي تقدر بحوالي 30 ألف يورو لأربعة فصول دراسية للحصول على درجة البكالوريوس. ولكن بيلي كان سعيد الحظ، لأنه أعفي من جميع هذه الرسوم. ولكن هذه المنحة ليست فقط مجرد مساعدة اجتماعية بالنسبة لجامعة زيبلين، التي استقطبت أكثر من 1000 طالب منذ تأسيسها قبل عشر سنوات. فهذه المنحة من شأنها أن تكون مربحة لكلا الجانبين، حيث يمكن الاستفادة من تجارب الطلبة المنقطعين عن الدراسة في جامعات أخرى كما يقول تيم غويبل، عضو في المكتب الرئاسي للجامعة. ويضيف غوبل بأن التجربة أوضحت أيضا أن "الطلبة المنقطعين عن الدراسة يمتلكون مستوى أعلى من المهارات الاجتماعية ولهم الكثير من الخبرة في الحياة العملية". فبعضهم كان يشتغل بالموازاة مع الدراسة واضطر إلى الانقطاع عن الدراسة بسبب عدم القدرة على التوفيق بين العمل والدراسة. وبالإضافة إلى ذلك يشير غوبل إلى أن "من يبدأ الدراسة في المحاولة الثانية، يكون أكثر كفاءة وجدية في التعامل مع المحاضرات والحلقات الدراسية والأبحاث العلمية". كما يمكن للطلبة الآخرين الاستفادة من ذلك أيضا". وعلاوة على ذلك تحاول الجامعة من خلال هذا المشروع المساهمة في الدفع بسياسة التعليم بشكل عام. فالعديد من التلاميذ في ألمانيا يحصلون على شهادة الثانوية العامة وسنهم لا يتجاوز 17 عاما ثم  يحصلون على شهاداتهم الجامعية في أوائل العشرينات. ولكن غوبل يؤكد على أهمية استقطاب طلاب بتجربة كبيرة، لهم أفكار أو طرق تفكير مغايرة تزيد من الحيوية والتنوع داخل الجامعة. ولهذا تقوم جامعة زيبلين الخاصة بفسح المجال للطلبة الذين "يسبحون ضد التيار" ولا يتوافقون مع الصورة النمطية للطالب النموذجي. وتنوي جامعة زيبلين ابتداء من الفصل الدراسي القادم توسيع هذا المشروع ليشمل الطلبة الراسبين أيضا، بما في ذلك المصابين بعسر القراءة أو الذين تجازوا سن الثلاثين. وسيتم في المستقبل منح اثنتي عشرة من هذه المنح في كل فصل دراسي. ولكن، هل تقوم الجامعة بذلك من أجل الدعاية فقط؟ هذا ما ينفيه تيم غوبل الذي يقول: "لا يجب فهم هذه المنحة على هذا النحو، فقد أثبت هذا النموذج جدارته بالنسبة لنا". وعن سؤال ما إذا كان الطلاب الآخرون الذين يدفعون الرسوم الدراسية يشعرون بالحسد، يقول المسؤولون في الجامعة إن ذلك غير وارد، لأن وجود هؤلاء الطلبة في الجامعة يثري الرصيد الفكري والمعرفي لباقي الطلاب. وهو ما يؤكده طالب العلوم الاقتصادية سيمون ديتليفسن الذي يقول إن: "التجارب السلبية تكوّن وتقوي شخصية الإنسان وبالتالي يمكن الاستفادة من ذلك". وهو ما تشاطره أيضا طالبة الدكتوراه في العلوم الإدارية والسياسية، كاثارينا غروسه التي تقول: "نحن سعداء بوجود أشخاص هنا يفكرون ويعملون بشكل مختلف".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

مطالب بإيفاد لجان تفتيش لمشاريع متعثرة بمديرية التعليم في…
الرباط تحتضن تجارب إفريقية للتعلّم الجامعي
مشروع قانون أميركي لإدراج مقرّر عن "خطر الشيوعية" في…
مطالب باسترجاع نسبة من الضريبة على مصاريف الدراسة في…
الأمم المتحدة تتهم إسرائيل بهدم مدارس الفلسطينيين

اخر الاخبار

وزير الخارجية السعودي يؤكد أن العدوان الإسرائيلي على غزة…
خامنئي يحث حزب الله اللبناني على الموافقة على مخطط…
الشعب المغربي يُخلد اليوم الذكرى التاسعة والستين لعيد الاستقلال…
فاطمة الزهراء المنصوري تضع اللمسات الأخيرة على مشروع إعداد…

فن وموسيقى

المغربية فاتي جمالي تخوض تجربة فنية جديدة أول خطوة…
حاتم عمور يُؤكد أن ألبومه الجديد "غي فنان" عبارة…
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…

أخبار النجوم

شيرين عبد الوهاب تشعل حماس جمهورها في الكويت استعدادًا…
مروان خوري يحيي حفلا غنائيا في الكويت 12 ديسمبر
عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

رياضة

محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
كريستيانو رونالدو يعتلي صدارة هدافي دوري الأمم الأوروبية
محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024
الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم

صحة وتغذية

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…

الأخبار الأكثر قراءة