الرئيسية » تقارير وملفات
حصة دراسية في مخيم سكارامانغاس اليوناني للاجئين

سكارامانغاس ـ أ.ف.ب

 يستمر تقديم الحصص التعليمية في مخيم سكارامانغاس اليوناني للاجئين خلال الصيف، إذ يتعين تعويض ما فات التلامذة من دروس والتحضير لموسم دراسي يبدو مضطربا هذا العام في ظل ضرورة استيعاب نحو 8500 طفل من المهاجرين.

ويتابع عشرة اطفال بين السادسة والسابعة من العمر حصصا لتعلم اللغة الانكليزية يقدمها شابان لاجئان هما مهندس وطالبة في داخل حاويات خاصة.

وتطوع هذان اللاجئان الى جانب نحو عشرين اخرين من سكان المخيم من السوريين والافغان والعراقيين الاكراد، لاعطاء حصص تعليمية ل670 تلميذا تراوح اعمارهم بين 6 و13 عاما.

في فترة بعد الظهر، يعطي متطوعون محليون من اصحاب الباع الطويل في تعليم المهاجرين، دروسا في اللغات اليونانية والفرنسية وخصوصا الانكليزية على ان تشمل قائمة المواد ايضا قريبا اللغة الالمانية المخصصة بشكل رئيسي للمراهقين والبالغين الشباب.

ونصف اللاجئين في سكارامانغاس في ضاحية اثينا البالغ عددهم ثلاثة الاف شخص، هم دون سن 17 عاما.

ومع وجود قاعتي تدريس فقط بتمويل من جمعيات خاصة، يحظى كل طفل بفرصة الاستفادة من ساعتي تدريس اسبوعيا. وتشمل الدروس حصصا للغاتهم الأم -- العربية والداري والكردية -- اضافة الى الرياضيات والانكليزية.

ويقر المهندس السوري باسل شريف بأن هذه الحصص لا تشكل سوى "قطرة في بحر" الحاجات التعليمية لهؤلاء الاطفال اللاجئين. غير أنها تمثل مع ذلك "بداية عودة الى الوضع الطبيعي" بالنسبة لأطفال عانوا الأمرين بسبب الحرب والنزوح وهم يواجهون مخاوف بسبب الغموض الذي يلف مصيرهم.

ففي سكارامانغاس حيث ينتظر سكان المخيم اعادة توطينهم في داخل الاتحاد الاوروبي او منحهم صفة اللاجئين في اليونان، لا أحد يعلم اين سيكون بعد ستة اشهر او سنة.

ويقول يانيس بافياس وهو أحد المدرسين اليونانيين "تلامذتنا يواجهون صعوبة في التركيز لفترة طويلة، يتعين علينا العمل باستمرار على جذب انتباههم". كذلك فإن "الكثير من الاطفال غاضبون" وفق زميلته بوبي باراسكيفوبولو.

 

- خطر "ضياع جيل" -

ويؤكد الطالب السابق في علم الكتابات القديمة في حلب لؤي البابلي وهو مطلق اول الجهود للتعليم في المخيم أن اعادة نسج الروابط مع المدرسة امر اساسي "في ظل وجود اطفال في سن الثامنة او العاشرة يجهلون حتى طريقة الامساك بالقلم او كتابة اسمهم بلغتهم".

وتحذر منظمة "سايف ذي تشيلدرن" ("انقذوا الاطفال") من خطر "ضياع جيل" برمته. وتشير الى ان الاطفال اللاجئين العالقين في اليونان توقفوا عن ارتياد المدارس منذ سنة ونصف السنة في المعدل. كذلك فان اكثر من 20 % من الاطفال في سن التعليم لم يدخلوا يوما المدرسة.

وفي "صالة المعلمين"، وهي ايضا حاوية، يعد لؤي كتبا تعليمية مستوحيا من مضامين خاصة بالمناهج السورية منشورة عبر الانترنت، مع الحرص على استثناء اي اشارات دينية او سياسية فئوية.

واتفق الفريق التعليمي على هذه القواعد لتسهيل الاندماج في اوروبا وتفادي كل ما من شأنه اثارة النعرات بين التلامذة.

أما بوبي باراسكيفوبولو فتواصل معركتها لدى المنظمات غير الحكومية والجيش الذي يدير المخيم والادارة... بهدف الحصول على ثماني قاعات تدريس اضافية ما من شأنه اطلاق برنامج مدرسي حقيقي.

ويمثل هذا التحدي هدفا يتعين بلوغه بحلول انطلاق الموسم الدراسي الجديد في اليونان حيث ادى اقفال الحدود الاوروبية منذ نهاية شباط/فبراير الى بقاء نحو 50 الف لاجئ عالقين في البلاد. ومن بين هؤلاء، تشير اولى التقديرات الى وجود نحو 8500 طفل في سن التعليم المدرسي.

وتستعد وزارة التربية للتكيف مع هذا الوضع من خلال سعيها الى ادارة كل المبادرات التي قامت على غرار ما يشهده مخيم سكارامانغاس اضافة الى العدد الكبير من المتطوعين الذين اظهروا حسا تضامنيا لافتا مع اللاجئين.

وأعدت الوزارة برنامجا ينص على اقامة صفوف للدمج اعتبارا من ايلول/سبتمبر في المخيمات او المؤسسات العامة كمقدمة لبرامج تعليمية بكل ما للكلمة من معنى.

غير أن العوائق كثيرة وتتمثل خصوصا بتنوع المشارب في صفوف اللاجئين اضافة الى تنقلهم الدائم. كذلك تعاني برامج التربية الوطنية نقصا مزمنا في التمويل تفاقم بفعل سياسات تقشفية مستمرة منذ ست سنوات. 

غير أن الامين العام للوزارة يانيس بانتيس يعتبر أن التحدي القائم بشأن الموسم الدراسي المقبل "قابل للتحقيق" متحدثا عن التجربة المكتسبة في التسعينات عندما تعين دمج عشرات الالاف من التلامذة الالبان.

لكن هذا الامر مشروط باعادة تخصيص الاتحاد الاوروبي جزءا من اموال الطوارئ التي افرج عنها خلال ازمة المهاجرين لحساب الدولة اليونانية اذ ان وجهتها الفورية تقتصر حاليا على المنظمات غير الحكومية.

ويقول بانتيس لوكالة فرانس برس "اذا ما اراد الاتحاد الاوروبي مساعدتنا فكل شيء سيتم على ما يرام وإلا لن نتمكن من فعل شيء"، مشيرا الى ضرورة ضخ 10 ملايين يورو في مرحلة اولى لتحقيق الهدف المنشود.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

مطالب بإيفاد لجان تفتيش لمشاريع متعثرة بمديرية التعليم في…
الرباط تحتضن تجارب إفريقية للتعلّم الجامعي
مشروع قانون أميركي لإدراج مقرّر عن "خطر الشيوعية" في…
مطالب باسترجاع نسبة من الضريبة على مصاريف الدراسة في…
الأمم المتحدة تتهم إسرائيل بهدم مدارس الفلسطينيين

اخر الاخبار

عزيز أخنوش يترأس الوفد المغربي المُشارك في الدورة التاسعة…
الحكومة المغربية تتجه لتغيير قانون التجزئات العقارية والمجموعات السكنية
فاطمة الزهراء المنصوري تكشف حصيلة المستفيدين من برنامج دعم…
أخنوش يؤكد أن الملك محمد السادس يضع القضية الفلسطينية…

فن وموسيقى

هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…
المغربية بسمة بوسيل تُشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة التي تستعد…
كاظم الساهر يتألق في مهرجان الغناء بالفصحى ويقدم ليلة…
الفنانة سهر الصايغ تُعرب عن سعادتها بتكريمها في المهرجان…

أخبار النجوم

محمود حميدة يكشف تفاصيل شخصية "ياسين" في مسلسل موعد…
إسعاد يونس تُعرب عن سعادتها البالغة بعودتها للمسرح
هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجدداً بعد غياب 12…
محمد هنيدي يُعلن دخوله منافسات دراما رمضان 2025 بمسلسل…

رياضة

الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
إصابة في الرباط الصليبي تبعد إلياس أخوماش عن الملاعب…
المغربي ياسين بونو بين كبار اللعبة بمتحف أساطير كرة…
وليد الركراكي يخطط لثورة في تشكيلة المنتخب المغربي قبيل…

صحة وتغذية

هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…
أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…
حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها
عقار شائع للإجهاض قد يساهم في إطالة العمر ويشعل…

الأخبار الأكثر قراءة