برلين - د.ب.أ
أظهرت دارسة جديدة حول تطور الإجرام في ألمانيا نتائج مفاجئة للكثيرين، حيث تتنافى مع الصور النمطية السائدة في ألمانيا. الدراسة تؤكد أن الشباب من أصول أجنبية ليسوا أكثر عنفا وإجراما بالمقارنة مع غيرهم من الشباب الألمان.
في دراسة ميدانية، انجزت خلال فترة اثني عشر عاما، قام الخبير الجنائي كلاوس بورس، من جامعة مونستر، وعالم الاجتماع جوست رينيكه، من جامعة بيليفيلد، بمراقبة وتحليل تطور الإجرام عند فئة الشباب في ألمانيا. وقد أثبتت الدارسة، عن وجود تراجع ملحوظ في الميل للجريمة إلى حد كبير، وذلك دون تدخل من الشرطة. وهو ما يعتبره كلاوس بورس" تعبيرا عن نجاح الأسرة والمدرسة في نقل القيم والمعايير الاجتماعية المفيدة". وتساهم العلاقات الاجتماعية والتعلق بالأسرة وشريك الحياة دورا مهما في تراجع الميل لارتكاب الجرائم حتى عند أخطر المجرمين. هذا ما أكدت عليه الدراسة، التي نشرها موقع صحيفة " فرانكفورت ألغماينه تسايتونغ".
كما فندت الدراسة بعض الصور النمطية الشائعة في ألمانيا، خاصة في ما يتعلق بفئة الشباب من أصول أجنبية. وفي هذا الصدد يقول بورس" الشباب من أصول أجنبية ليسوا أكثر إجراما من الشباب الألمان، وهذا فاجأنا نحن أيضا." بالإضافة إلى ذلك، أثبتت الدراسة أن العقوبات قد يكون لها آثار سلبية، على الرغم من أنه لا يمكن الاستغناء عنها بشكل كلي. ولهذا يحث الخبراء على الاعتماد على الإجراءات التربوية بدل الاعتقال والعقاب. وهو ما يؤكد بورس، الذي يقول بأن " الاعتقال يعزز الصلة بين المجرمين داخل السجن ويعمل على كسر الروابط الاجتماعية والأسرية، وهو ما قد يولد المزيد من العنف." وتؤكد الدراسة أيضا أن استهلاك الأفلام العنيفة يساهم في الميل لارتكاب أعمال العنف بين الشباب، كما جاء في التقرير الذي نشره موقع " فرانكفورت ألغماينه تسايتونغ".
وتجري هذه الدراسة منذ سنة 2002، يتم فيها مراقبة تطور حوالي 3400 من الشباب في مختلف المدن الألمانية بمتوسط أعمار يبلغ 26 سنة.