برلين - د.ب.أ
يمكن تخمين عمر الإنسان وجنسه ومزاجه بسهولة نسبية من نبرة الصوت، وفي هذا السياق يسعى العلماء لاستغلال الإشارات التي يرسلها الإنسان عبر صوته لمعرفة إصابته ببعض الأمراض أيضا. يتفنن البعض في قراءة لغة العيون ليؤكد أنّ "العين مرآة الإنسان" لكن بعض العلماء لهم رأي آخر ، إذ يرون أنّ الصوت هو الذي يكشف الكثير عن شخصية الإنسان وطباعه بل وبعض الأمراض أحيانا. ويقول الباحث فالتر زندلماير بجامعة برلين التقنية في لقاء مع مجلة فوكوس إن الصوت يكشف الكثير عن الإنسان موضحا أن كل إنسان يرسل دون وعي رسائل معينة عبر صوته تكشف الكثير عن شخصيته وحالته النفسية والصحية. زندلماير يدرس منذ سنوات علوم الصوت وطريقة الكلام مستقصيا امكانية كشفها عن تفاصيل الشخصية. الفروق بين الجنسين تبدو واضحة جدا من الصوت فصوت المرأة في الغالب أعلى وتظهر فيه المشاعر المختلفة بشكل أكبر من الرجل وهو أمر له تفسير تشريحي يتعلق بكون حبالها الصوتية أرفع من مثيلاتها عند الرجل. يقول زندلماير:" العمر أيضا من الأمور التي يمكن الكشف عنها بسهولة من خلال الصوت ، فالتقدم بالعمر يؤثر على وضع ومدى ارتخاء الحبال الصوتية ما يجعل أصوات كبار السن في الغالب مرتعشة غليظة كما أنهم يتكلمون ببطء ويركزون على مخارج الحروف". ويحاول الأطباء في الوقت الحالي الاستفادة من تحليل نغمة الصوت لمعرفة إصابة الإنسان ببعض الأمراض مثل فرط الحركة والاكتئاب ومرض باركنسون وهو عبارة عن اضطرابات في النظام الحركي. يتحدد صوت كل إنسان وفقا لأمور عدة، منها حجم منطقة الأنف والحنجرة ووضع اللسان وشكل الشفاه والطريقة التي يفتح بها كل إنسان فمه أثناء الكلام. ويوضح زندلماير في لقائه مع مجلة "فوكوس":" كل إنسان له طريقة مختلفة وخاصة به في الكلام لكن هذا لا يمنع أن هناك مساحة كبيرة للتغيير لاسيما بين الساسة والممثلين الذين يمكنهم تغيير طريقة كلامهم وصوتهم للتأثير على الجمهور بطرق مختلفة ، إذ يمكنهم إثارة حماس الجمهور أو تهدئتهم أو حتى إثارة عصبيتهم. وفي هذا السياق ، حللت مجلة فوكوس في تقريرها أصوات بعض الساسة مثل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي ذكر التقرير أنها تتميز بصوت عميق وطريقة كلام خالية من المشاعر الأمر الذي يهدئ مشاعر سامعيها. من جانب آخر، يعطي بعض الأشخاص انطباعات خاطئة من خلال نبرة اصواتهم او طريقة كلامهم ، فمن يعانون من الخمخمة في الكلام (خروج الكلام من الأنف) يعطون أحيانا انطباعا بالغرور والتعالي