لندن ـ المغرب اليوم
وجدت دراسة حديثة أن الأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين العامين، قادرين على فهم وتقدير قيم العمل الجماعي، ووفقًا لموقع "الديلي ميل" البريطاني، تشير الدراسة إلى أن الأطفال الصغار لديهم القدرة على الاستياء من الشريك الذي يخل بالالتزام لأطماع شخصية، وتكشف النتائج عن مستويات التعقيد العاطفي والذكاء في الأطفال الصغار والتي لم يتم تحديدها من قبل.
وأظهرت الأبحاث السابقة، أن الأطفال يبدأون التعاون مع الآخرين خلال فترة العمر بين عمر عامين وثلاثة أعوام، غير أنه لم يتضح بعد ما إذا كانوا يفهمون مفهوم الالتزامات المشتركة، وقال الباحثون بإن المعلمين وأولياء الأمور يمكن أن يستخدموا نتائجهم لمساعدة الأطفال على النمو بأن يكونوا بالغين صحيين، ويوصون بإدماج الأنشطة المشتركة في المنزل، مثل الألعاب التعاونية، وتشجيع الأطفال على التفاعل مع بعضهم البعض، فالقدرة على الانخراط في الأعمال المشتركة هي خطوة حاسمة نحو أن تصبح إنسانًا تعاونيًا، وعلى وجه الخصوص، فإن تشكيل التزام مع شريك لتحقيق هدف لا يمكن للمرء أن يحقق وحده مهم في المجتمع.
وكشفت الدراسة الجديدة، والتي أعدها باحثين في معهد ماكس بلانك الألماني للأنثروبولوجيا التطورية وجامعة ديوك، أن الأطفال الصغار أكثر ذكاءً مما نعتقدـ، وأكد مارغريتا سفيتلوفا، عالم النفس في جامعة ديوك: "ان العمل على الأهداف المشتركة التي تشكل أدوار الأفراد في السعي لتحقيق المكافآت المشتركة هو شكل إنساني فريد من التفاعل الاجتماعي"، مضيفًا "في تلك الدراسة، أردنا أن نرى ما يفهمه الأطفال حول الأدوار المحددة التي يجب على كل واحد منهم القيام بها لتحقيق النجاح المشترك في مهمة مترابطة، وكيفية تفاعلهم مع الشركاء ممن يخفقون في القيام بدورهم لأسباب مختلفة".
وكلف الباحثون 72 زوجًا من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاثة أعوام، أي ما مجموعه 144 طفلاً، بمهمة تعاونية، شملت سحب حبل معًا لتحريك كتلة نحو مجموعة من الرخام للحصول على مكافأة، وخلال هذه المهمة، توقف أحد الشركاء، الذي كان قد تم تدريبه مسبقًا، عن التعاون مع الطرف الآخر، ثم لاحظ الباحثون ردود فعل الأطفال بشأن انشقاق شريكهم وما فعلوه بعد ذلك، البعض منهم تلفظ بكلام غير مفهوم، والبعض الآخر استشاط غضبًا، وقليل منهم استمر في تعليم شريكهم كيفية الانخراط في تلك المهمة.
وخلصت الدراسة إلى أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاثة أعوام، يمكن أن تنسق أعمالهم مع الآخرين في مهام مشتركة، وأنهم أدركوا هذه المهام بأنها كانت التزامات تعاونية واحتجوا عندما انشق شريكهم عنهم، وكان الأطفال محبطين بشكل طبيعي عندما توقفت المهمة لأي سبب من الأسباب، لكنهم كانوا يتفاعلون مع مزيد من الاستياء وهم يتشبثون بشريكهم، بينما كانوا في حالة غضب عندما اعتقدوا أن شريكهم قد كسر الالتزام المشترك "الحالة الأنانية".
وبيَّن المؤلف الرئيسي أولريكي كاشيل، وهو طالب في معهد ماكس بلانك "النتائج التي توصلنا إليها لها آثار هامة بالنسبة للآباء ومعلمي مرحلة ما قبل المدرسة"، متابعًا الأطفال الصغار لديهم أساس أقوى من حيث فهمهم للالتزامات المشتركة مما كان معروفا في السابق"، مختتمًا حديثه قائلًا: "يمكن أن يعمل أولئك الذين يتعاملون مع الأطفال في المنزل وفي الفصول الدراسية على هذا الأساس من خلال دمج أنشطة مشتركة، مثل المهام التعاونية المستقلة، في تفاعلات الأطفال".