برن - أ.ش.أ
أوصت دراسة سويسرية حديثة بقيام موظفي البنوك بأداء اليمين، مثل قسم أبقراط للأطباء، لحثهم على المزيد من الصدق والأمانة في أعمالهم.وأشارت الدراسة - التي شارك فيها نخبة من كبار الاقتصاديين - إلى أنه يمكن للمصارف والبنوك العمل على تغيير ثقافة الأعمال المصرفية التي "تفضل السلوك غير النزيه" بأن تطلب من موظفيها أداء قسم اليمين المهني وإعطائهم برامج تدريبية في الصدق والأخلاقيات.
وقال باحثون وعلماء اقتصاد بجامعة "زيورخ"، في مقال نشر هذا الأسبوع في دورية "نيتشر" العالمية الأسبوعية وتضمن نتائج الدراسة، "إن تغيير ثقافة العمل في القطاع المصرفي يمكن أن يحسن من الصورة السلبية عن البنوك".يذكر أن عددا من موظفي البنوك السويسرية تورطوا مؤخرا في حالات تزوير في الصرف الأجنبي وأسعار الفائدة، وكذلك مساعدة التهرب من دفع الضرائب ضمن فضائح أخرى.
واكتشف بحث الاقتصاديين بالجامعة السويسرية أنه في حين أن موظفي البنوك لا يقلون شرفا ونزاهة عن أقرانهم العاملين في المجالات الأخرى، إلا أن "المعايير المهنية" تشجعهم على التصرف بصورة غير نزيهة، وقد تمكن الباحثون بالجامعة من استخلاص هذه النتيجة من خلال دراسة حالات 200 مصرفي منهم 128 يعملون في بنوك دولية كبرى، و80 من بنوك أخرى.
وقال الباحثون "إن نتائجنا تقترح أن المعايير الاجتماعية في القطاع المصرفي تتجه لأن تكون أكثر تساهلا تجاه السلوك غير النزيه، وهذا يؤدي بدوره إلى فقدان السمعة في هذه الصناعة"، وخلص الباحثون من أساتذة الجامعة وخبراء الاقتصاد إلى أن المعايير الاجتماعية المتساهلة بشكل ضمني تجاه عدم النزاهة يمثل مشكلة تؤثر سلبا على ثقة المواطنين في موظفي البنوك والاستقرار على المدى الطويل في صناعة الخدمات المالية والمصرفية.
وأكدت نتائج الدراسة أن البنوك يمكن أن تشجع السلوك الأمين من خلال تغيير منظومة المعايير الاجتماعية الضمنية في هذه الصناعة، ولهذا ينصح العديد من الخبراء، على سبيل المثال، بضرورة أن يؤدي موظفو البنوك اليمين المهني على غرار قسم أبقراط للأطباء قبل مزاولة المهنة.ومن شأن هذا اليمين إلى جانب التدريب على الأخلاقيات والمحفزات المالية المناسبة أن يشجع موظفي البنوك على التركيز بشدة على الآثار الاجتماعية على المدى الطويل لسلوكهم بدلا من التركيز على مكاسبهم قصيرة المدى.