موسكو ـ العمانية
كشفت البحوث أن شخصا من بين كل ثلاثة أشخاص فوق الستين عاما يعاني من مشاكل في السمع، ويستخدم معظمهم أجهزة مساعدة لكي يسمعوا بوضوح.
توضح البحوث أن كل شخص يولد ولديه داخل كل أذن حوالي 18.000 خلية سمعية، هذه الخلايا عند تلفها لا تنمو مرة أخرى، وما يتبقى منها خلال رحلة العمر يستمر حتى وفاة الشخص.
وتؤثر عوامل عديدة على كفاءة هذه الخلايا وقدرتها على الاستمرار، منها تغيرات الحياة والتلوث الضوضائي والإصابات والتقدم بالعمر.
ولأن الكثير من هذه الخلايا يموت خلال رحلة العمر، لا يستطيع شخص في عمر الـ 60 أن يسمع بنفس الكفاءة التي يستطيع أن يسمع بها طفل في سن الـ 10.
من ناحية أخرى، مع التقدم في العمر يقل باستمرار نشاط الخلايا العصبية الموجودة بمركز السمع داخل المخ، ولذلك يلجأ الكثيرون لاستخدام الأجهزة المساعدة على السمع، إلا أن هذه الأجهزة للأسف لا تساعد على استرداد قوة السمع مرة أخرى.
وتعتبر الأصوات العالية أهم المخاطر التي تهدد السمع، لأنها تتسبب في موت خلايا الشعر الموجودة في مدخل الأذن، وبموت هذه الخلايا لا يمكنها تحويل الإشارات الصوتية إلى نبضات كهربائية، والتي تنتقل بدروها إلى مركز السمع داخل المخ.
بمعنى آخر أن الصوت لا يجد طريقا للانتقال من الأذن إلى المخ، وتساعد الأجهزة المستخدمة في تقوية وتضخيم الأصوات التي تصل إلى الأذن، حتى تنتقل منها إلى المخ.
ومع تدمير المزيد من الخلايا في مقدمة صيوان الأذن، قد يصبح استخدام الأجهزة بعدها غير مُجدي، ويتبقى بعدها أمل وحيد في عمليات زرع أذن داخلية صناعية جديدة.
وبالرغم من أن هذا النوع من العمليات يعد خطوة هائلة إلى الأمام في مجال علاج مشاكل السمع، إلا أن جودة الأصوات المسموعة بعد إجراء العملية، لا يمكن مقارنتها بالأصوات التي تصل من الأذن السليمة.
علاوة على ما سبق تتسارع بحوث العلماء اليوم لإيجاد علاجات جديدة، مثل العلاجات البيولوجية عن طريق الجينات والخلايا الجذعية والعلاجات الدوائية، والتي من شأنها أن تساعد في عملية استعادة القدرة على السمع، واستبدال خلايا الشعر التالفة بخلايا أخرى جديدة.
ومع نجاح الدراسات التي تجري حاليا، ربما يمكن أن نرى خلال العشر سنوات القادمة نجاحا حقيقيا في استعادة قدرة المرضى على السمع مرة اخرى.