هفانا - أ.ف.ب
بعد ثلاثة عقود من هيمنة المسلسلات البرازيلية على الشاشات الكوبية، باتت هذه الاخيرة تواجه منافسة شديدة من نظيراتها الكورية الجنوبية في بلد تقدم فيه المسلسلات التلفزيونية فسحة لتناسي مصاعب الحياة اليومية.وبدأت المسلسلات الكورية الجنوبية تشتهر في كوبا في بداية العام مع مسلسل "ملكة الزوجات" تلاه "سيدتي الجميلة" ثم "حلم بلا حدود" و"الحديقة السرية"، وذلك في خضم ازدهار الكاي بوب والأفلام الكورية في أنحاء العالم أجمع.ويتم تناقل عشرات المسلسلات الغرامية الكورية الأخرى على مفاتيح الذاكرة المعروفة ب "يو اس بي" والتي تعد من الوسائل الأكثر فعالية لنقل المعلومات على أنواعها في الجزيرة نظرا لضعف النفاذ إلى شبكة الانترنت.وهذه المسلسلات هي الأكثر مبيعا حاليا وهي طريفة ومن السهل تتبع احداثها، على حد قول يوزميلي باتيستا (21 عاما) الذي يبيع الأفلام والمسلسلات في غرفة من شقته الواقعة في حي شعبي.وشرح الشاب الذي يبيع في متجره حوالى 60 مسلسلا تلفزيونيا نصفها أميركي جنوبي (من البرازيل وكولومبيا والمكسيك) والنصف الآخر كوري جنوبي "لم تلق نجاحا باهرا بالرغم من الاختلافات الكبيرة بين الثقافتين الكورية الجنوبية والكوبية؟ أظن لأنها تعتبر مختلفة بالتحديد، فالأبطال لا يقبلون بعضهم في المسلسلات الكورية".لورا تلميذة في الثالثة عشرة من العمر خزنت 24 مسلسلا كوريا في حاسوبها. وهي لم تشاهد بعد إلا تسعة منها. وأكثر المسلسلات رواجا اليوم في أوساط زميلاتها في الصف هو مسلسل "الشباب أفضل من الورود".وكشفت لورا "أعشقها، فإنها قصيرة جدا وجديدة".وقد سمحت المسلسلات التلفزيونية الكورية الجنوبية القائمة على المواضيع عينها التي تتمحور عليها المسلسلات الأميركية اللاتينية للكوبيين باكتشاف عالم آخر. فكوبا لها علاقات رسمية من حيث المبدأ مع كوريا الشمالية لا غير.وقال المغني الكوري الجنوبي يون سانغ هيون الذي اشتهر بفضل مسلسل "سيدتي الجميلة" وزار كوبا منذ فترة وجيزة "نقاط مشتركة كثيرة تجمع الكوبيين بالكوريين".وكشف الممثل الشاب أن سر النجاح مسلسلات بلاده هو في "مزج الكوميديا بالدراما والرومانسية من دون مواضيع بالغة الخطورة ... وهو بكل بساطة تعامل الأشخاص مع الواقع اليومي".لكن لا تزال المسلسلات البرازيلية تتمتع بقاعدة متتبعيها الواسعة. فالكوبيون لا يفوتون مسلسلا واحدا منها منذ أكثر من 30 عاما.وأقرت سوزانا سواريز وهي ربة منزل في الرابعة والستين من العمر لم تفوت يوما حلقة من المسلسلات البرازيلية منذ "مالو" أو "العبدة إزاورا" في بداية الثمانينيات "المسلسلات البرازيلية هي الأفضل وأنا أبقى متسمرة أمام الشاشة لمشاهدة +أفينيدا برازيل+".والمسلاسات الأكثر شهرة هذه الأيام في اوساط الكوبيين هي الكوري الجنوبي "الحديقة السرية" والبرازيلي "أفينيدا برازيل" والأرجنتيني "حياة مسروقة" والكوبي "أراضي النار".وتعتبر سوزانا سواريز التي يساوي راتبها التقاعدي الشهري ثمانية دولارات، المسلسلات بمثابة علاج يسمح لها بتناسي مشاكلها لبرهة قصيرة من الوقت، شأنها في ذلك شأن كوبيين كثيرين.وهي كشفت أنها تمضي ساعتين ونصف الساعة في اليوم الواحد وهي تشاهد المسلسلات التلفزيونية.وأقرت ياما روزايين البالغة من العمر 32 عاما "أفضل التحدث عن المسلسلات مع الجيران بدلا من مناقشة السياسة".