واشنطن ـ المغرب اليوم
كشف الروائي الأميركي فيليب روث، أن ظهوره مساء اليوم الثلاثاء في حوار مع شبكة"بي بي سي"، سيكون آخر ظهور إعلامي له. ويأتي هذا التطور بعد أن قرر روث اعتزال الكتابة. لتعتبر رواية Nemesis هي آخر أعماله، وسينتقل روث إلى كونيتيكت حيث يريد أن يقضي سنواته الأخيرة في هدوء بعيدًا عن صخب الشهرة.يقول روث: "لم يعد هناك ما أكتب عنه. لقد كنت خائفًا للغاية من أن لا أجد شيئًا لأفعله، ولكن الآن أدرك بأنه لا وجود لإحساس يدوم للنهاية، لم أكن لأصل لمكانة أفضل مما وصلت إليها". وأضاف: "لقد أردت أن أصبح أكثر شهرة، لكنني أصبحت أكثر عصبية وتوترًا؛ لهذا قررت أن أنتقل من المدينة إلى الريف حيث جمال الطبيعة وإمكانية ممارسة الرياضة والسباحة في هذه الأجواء".
وفيليب روث هو أهم روائي أمريكي يهودي، وُلد ونشأ في مدينة نيو آرك التابعة لولاية نيوجرسي لأسرة أمريكية يهودية بورجوازية مندمجة. وتدور قصصه حول الصراع الحاد الذي يدور داخل الأمريكيين اليهود بين ميراثهم اليهودي (اليديشي) من جهة، وجاذبية الحضارة الأمريكية (المسيحية) والعلمانية التي يعيشون فيها من جهة أخرى. أثارت أعمال روث جدلاً كبيراً، ولعل هذا يعود إلى صراحته غير العادية وإلى أن شخصياته اليهودية شخصيات كوميدية مريضة تكشف عن نفسها من خلال علاقات ، صحيحة ومرضية. وقد وصفه البعض بأنه يهودي كاره لنفسه وليهوديته.
درس التشريح (1983) حيث يحاول روث أن يتكشف التناقض الكامن في بعض التعريفات الأمريكية للهوية اليهودية، ويُبيِّن التضمينات الكوميدية الكامنة في مفاهيم مثل الشعب المختار والشعب المقدَّس، كما يكشف التناقض الكامن في الانشغال الزائد لدى اليهود بما حاق بهم من عذاب في الماضي وحساسيتهم الزائدة، بينما يعيشـون الآن في مجتمع علماني لا يكـترث بهـم ولا يُكن لهـم حباً ولا كُرهاً. ويتناول روث عادةً علاقات الأبناء بآبائهم، خصوصاً الأمهات، فموضوع الأم اليهودية شديدة الطموح والتسلط موضوع أساسي في رواياته. كما أن اهتمامه ينصرف كذلك إلى علاقة الرجال بالمرأة. إن الأنثى، خصوصاً اليهودية، متسلطة، زوجة كانت أم عشيقة، مخططاتها مختلفة عن مخططات الذكر. وهو يطلق على مثل هذه الأنثى «الأميرة الأمريكية اليهودية»، وقد أصبح هذا المصطلح شائعاً في الخطاب الأمريكي ويحمل معنى قدحياً. وفي مقابل ذلك، تشير روايات روث إلى الشيكسا، أي الأنثى غير اليهودية، التي تشكل جاذبية خاصة لليهودي. وأهم الروايات التي تتناول هذا الموضوع هي شكوى بورتنوي (1969) التي تأخذ شكل اعتراف رجل يهودي يبلغ من العمر 33 عاماً لمحلله النفسي.