ريجا - المغرب اليوم
كان مكب قمامة يرجع إلى الحقبة السوفيتية وسط مستنقع يقع على مشارف العاصمة اللاتفية ريجا يمثل فى وقت ما عقبة أمام حصول البلاد على عضوية الاتحاد الأوروبي أما الآن فقد صار نموذجًا لحسن استغلال الموارد وإدارة النفايات وهو الأمر الذى يسعى صناع السياسة فى أوروبا جاهدين للنهوض به.
أما بالنسبة إلى سكان ريجا فإن الرموز الجديدة لمكب جتلينى للقمامة فهى ثمار الطماطم (البندورة) الصفراء التى زرعت بالاستعانة بمصادر الطاقة المتجددة التى تم توليدها من غاز الميثان المنبعث من النفايات.
ويجرى تلقيح وإخصاب هذا المحصول بالاستعانة بالنحل الطنان المستورد من بلجيكا مقر الاتحاد الأوروبى الذى جعل من إصلاح المكب- الذى تعيث فيه الفئران فسادًا ويمثل مصدرًا للمخاطر الصحية- شرطا لانضمام لاتفيا لعضوية الاتحاد الأوروبى.
وفضلًا عن أن المكب- الذى تم تعديله ليستعين بغاز الميثان الذى يتسبب فى ظاهرة الاحترار بكوكب الأرض والذى يتعامل مع نصف قمامة لاتفيا- يغطى الملوثات الأخرى بطبقة طينية فإنه قد حول تلالًا وأكوامًا من القمامة إلى منحدرات خضراء ترعى فيها الأغنام.
ويفكر مسئولو لاتفيا فى خطة لفتح مصنع لإعادة تدوير النفايات قرب هذا الموقع فى أكتوبر القادم فيما تهدف الخطة على مدى عشر سنوات لإعادة استغلال ما بين 85 إلى 90 فى المائة من قمامة تزن 300 طن تتراكم سنويًا فى المكب.
تتزامن جهود لاتفيا تلك مع جدل يجرى هذا الأسبوع فى البرلمان الأوروبى فى ستراسبورج بفرنسا بشأن استغلال الموارد. ودعا أعضاء البرلمان أمس لأن يضع الاتحاد الأوروبى خطة تتسم بالطموح لخفض النفايات فيما يجرى اقتراع فى هذه المطالب الأربعاء 8 تموز.
وتم إنشاء مكب جتلينى الذى تملكه السلطات المحلية منذ عقد من الزمن بتكلفة 21 مليون دولار مولتها حكومتا لاتفيا والسويد والبنك الدولى. ويعمل فى المكب 100 عامل ويدر عائدات سنوية نصل لنحو 12 مليون يورو بما فى ذلك الطاقة الكهربية المولدة فضلًا عن أكثر من 450 طنا من الطماطم (البندورة).