فورت لودردايل ـ أ.ف.ب
يسعى المدافع عن البيئة فيليب كوستو الى جذب الانتباه للمخاطر التي تهدد الحاجز المرجاني قبالة السواحل الاميركية من خلال الغوص في مياه فلوريدا لالتقاط صور، فيما تبذل جهود لتعديل مشروع توسعة مرفأ قد يجهز على ما تبقى من هذه الشعب.
ومن المرتقب ان يبدأ قريبا العمل في توسيع مرفأ ايفرغلاديس في فلوريدا جنوب شرق الولايات المتحدة، وهو يقضي بجرف قاع البحر وتوسيع القناة لجعلها قادرة على استيعاب سفن ذات احجام كبيرة.
لكن هذا المشروع يشكل خطرا على الحاجز المرجاني المجاور، وهو آخر الحواجز المرجانية على سواحل الولايات المتحدة.
ويقول فيليب كوستو وهو حفيد عالم المحيطات الفرنسي الشهير جاك ايف كوستو "ثمة خطر بان يصاب ما تبقى من الشعب المرجانية في هذه المنطقة بضرر بسبب اعمال توسعة المرفأ، وسيشكل ذلك مأساة بيئية، ونظرا الى امكانية وجود شعب مرجانية من نوع يسمى قرن الايل، فإن ذلك سيكون بمثابة جريمة فدرالية".
فهذا النوع من الشعب مدرج على قائمة الانواع الحية المهددة، وقد اختفى 98 % منها، بحسب منظمة "ميامي ووتركيبر" غير الحكومية.
وتشكل الحواجز المرجانية موطنا مهما للاسماك، كما انها حاجز حماية طبيعي للسواحل من العواصف، عدا عن انها مصدر جذب للسياح.
غير ان 80 % من الشعب المرجانية على سواحل فلوريدا ماتت منذ العام 1970، وذلك بسبب الامراض والعواصف والتغير المناخي وايضا بسبب مجاري الصرف الصحي.
وتقول مديرة منظمة "ميامي ووتركيبر" رايتشل سيلفرشتاين "نفقد الشعب المرجانية اسرع مما نقدر على فهم طريقة الحفاظ عليها".
في كانون الثاني/يناير، قدم الى الكونغرس مشروع لتوسعة القناة التي تعود الى قرن من الزمن وزيادة عمقها، وهو بتكلفة 313 مليون دولار.
وهذا المرفأ هو واحد من الموانئ الاكثر حركة في الولايات المتحدة في مجال الشحن، وهو محور تجاري للسلع الاتية من اوروبا ودول البحر المتوسط واميركا الجنوبية والكاريبي، كما انه احد اكبر المرافىء السياحية في فلوريدا.
ويرتكز المدافعون عن البيئة في الحديث عن مخاوفهم على تجارب مماثلة سابقة، فقد ادى مشروع توسعة مرفأ في ميامي الى تلف اكثر من مئة هكتار من الشعب المرجانية اختناقا بسبب الترسبات.
وتقول سيلفرشتاين "لم يكن من المفترض ان يموت اي من الشعب المرجانية من الترسبات".
قدمت منظمة "ميامي ووتركيبر" مع غيرها من المنظمات البيئية شكوى قضائية ضد مهندسي الجيش الاميركي القيمين على المشروع، بتهمة تعريض نوع حي مهدد للخطر.
ورغم ان سيلفرشتاين لا تعقد آمالا كبيرة على وقف المشروع، الا انها تأمل على الاقل بعدم تكرار الاخطاء السابقة، وتقول "نريد حماية افضل للحاجز المرجاني خلال اعمال توسعة المرفأ".
وفي الفترة الاخيرة، شرع غواصون بتصوير اجزاء الحاجز المرجاني التي ستكون الاكثر عرضة للضرر، بهدف تقييم حالة الشعب المرجانية قبل اعمال التوسعة وبعدها.
ووفقا لخطة المشروع، سيقوم مهندسو الجيش بانشاء خمسة هكتارات من المساحات التي تصلح ان تكون موطنا اصطناعيا للشعب المرجانية، تعويضا عن الهكتارات الاربعة التي ستزال.
لكن كل ذلك لا يكفي، برأي فيليب كوستو الذي يقول "لم يبق الا القليل من هذا الشعب المرجانية في الولايات المتحدة وكل العالم، وعلينا ان نبذل كل ما في وسعنا لحمايتها".