الرئيسية » عالم عربي
الطيور

دبي ـ المغرب اليوم

تحزم آلاف الطيور، في تلك الفترة من العام، من بين 443 نوعًا، أجنحتها، وتخضع لأعسر امتحان، فهي تتبع مسارات محددة للهجرة من الشمال إلى الجنوب، هروبًا من برودة شتاء أوروبا إلى شمال آسيا وجبال الهملايا، والبعض الآخر من شمال أفريقيا إلى جنوب وجنوب شرق آسيا، لتحط رحالها في جزر وصحراء دولة الإمارات التي تنعم بلطف المناخ تحديدًا في الفترة الممتدة من سبتمبر/أيلول الجاري ولغاية مايو/ آيار المقبل، إما عابرة أو مقيمة.

آلاف مؤلفة من مختلف الطيور المهاجرة تحط في الإمارات، التي تعتبر أقرب نقطة إلى موطنها الأم، لدفء مناخها وتوافر مقومات العيش فيها خلال الفترة الشتوية، كما تجد فيها ما يكفيها من الغذاء، وتسعى إلى تسمين نفسها لفترة قد تتجاوز الـ 9 أشهر، قبل أن تقرر المغامرة بالارتماء بين أحضان التيارات الهوائية مع بدء دخول موسم الصيف في دولة الإمارات، لتطير دفعة واحدة وتعود لموطنها.
 
وهناك نوعان من الطيور المهاجرة لدولة الإمارات، الأول هو الذي يأتي بداية من شهر سبتمبر من كل عام، من أوروبا وآسيا الوسطى لقضاء فصل الشتاء في الأراضي الإماراتية، أو يتوقف في طريقه إلى مناطق أفريقية، وتتزايد أعداد هذا النوع خلال الفترة التي تمتد بين شهري أكتوبر/تشرين الأول، وديسمبر/كانون الأول، ليبقى مدة 3-5 أشهر، وتعبر البقية لإكمال مسار هجرتها، والنوع الآخر عبارة عن مجموعة من الطيور المتكاثرة التي تزور الإمارات في فصل الصيف، وبشكل رئيسي الطيور البحرية، ولا تتكاثر الطيور المهاجرة إلى الإمارات في الشتاء، باستثناء بعضها مثل طيور الخراشنة التي تأتي صيفًا.

 وفي ذلك، قالت مدير إدارة التنوع البيولوجي بالإنابة في وزارة التغير المناخي والبيئة، منى عمران ماجد الشامسي: "تعتبر الإمارات من المسارات المهمة لهجرة الطيور وتكاثرها، حيث يبلغ عدد أنواع الطيور التي تم رصدها في الدولة نحو 443 نوعًا، منها 240 مستوطنًا، و135 نوعًا تمّ تسجيل وجودها مرات قليلة".

وأضافت الشامسي: "ضمن هذه الطيور الغاق السوقطري، والنورس الأسخم، والخرشنة بيضاء الخد، والقطا المتوج، والقنبرة السوداء، والعصفور أصفر العنق، إضافة إلى الطيور الخواضة، والطيور الجارحة، مثل العقاب النسارية والشاهين والعصافير الصغيرة، بالإضافة إلى أنواع من اللقلقيات، مثل الواق، ومالك الحزين، والنحام الفلامينغو، التي توجد في المناطق الساحلية والمستنقعات في الدولة، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من البط مثل الشرشير والخضاري وغيرهما".

ملجأ للمئات
 وأكدت الشامسي، أن الإمارات تمثل ملجأً لمئات الأنواع من الطيور المهاجرة، البرية والبحرية التي تفد إلى الدولة سنويًا، مستفيدة من دفء المناخ وتوافر الغذاء على طول مسار الهجرة أو في أماكن الراحة والتكاثر، إذ تضم دولة الإمارات مجموعة مهمة من الجزر والمناطق المحمية والتي تمثل موائل مهمة للطيور المهاجرة، ومنها ما تمّ تسجيلها ضمن القائمة الدولية للأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية التابعة لاتفاقية "رامسار" مثل محميتي الوثبة وبوالسياييف في أبوظبي ومحمية رأس الخور في دبي ومحمتي أشجار القرم والحفية وجزيرة صير بونعير في الشارقة.

 وأوضحت مدير إدارة التنوع البيولوجي بالإنابة، أن إنشاء هذه المحميات تمّ في إطار تخفيف الضغوط التي تتعرض لها الطيور المهاجرة، وتوفير أقصى درجات الحماية في سبيل المحافظة على التنوع البيولوجي في الدولة، وتعزيز الاستدامة البيئية بما ينسجم مع أهداف الخطة الإستراتيجية العالمية للطيور المهاجرة "2015-2023"، وتحقيقًا لرؤية الإمارات 2021.

 فصول ومواسم
 وبيّنت الشامسي، أن الطيور توجد في دولة الإمارات في فترات مختلفة من العام، أهمها فصول الشتاء والربيع والخريف، وبنسبة قليلة في فصل الصيف، وتشمل مسارات هجرة الطيور من مناطق أوروبا إلى شمال آسيا وجبال الهملايا والبعض الآخر من شمال أفريقيا إلى جنوب وجنوب شرق آسيا.

 وتابعت الشامسي، أن أهم الطيور المهاجرة البرية والبحرية والتي تمّ تسجيلها في الدولة، الفلامينغو، والصقر الحر، والنورس رقيق المنقار، والخرشنة الصغيرة الباهتة، والقمري، والخطاف، والشقراق، والوروار أزرق الخدين، والأبلق الكستنائي، والعصفور أصفر الحلق، والخرشنة ذات العرف الصغير، والخرشنة بيضاء الوجه، والخرشنة ذات العرف، والصقر الأسخم، والزقزاق المطوق الصغير والحبارى.

 حماية الدولة
 وأشارت الشامسي إلى حرص الدولة على حماية الطيور المهاجرة، التي تعتبر جزءً أساسيًا من الجهود الدولية الرامية إلى المحافظة على التنوع البيولوجي حول العالم والتزامها بالعمل إلى جانب المجتمع الدولي لمواجهة الضغوط الطبيعية والبشرية على الحياة الفطرية، لافتة إلى أن وزارة التغير المناخي والبيئة تعمل على سن التشريعات والسياسات الهادفة إلى المحافظة على التنوع البيولوجي، بما في ذلك تشديد العقوبات على الصيد الجائر للطيور والحيوانات البرية والبحرية ومكافحة الإتجار غير المشروع بأنواعه، وتشجيع السلطات المختصة بالدولة على إعلان مزيد من المناطق المحمية التي تشكل ملجأ آمنًا للتعشيش والتكاثر، إذ تضم الإمارات في الوقت الجاري 43 منطقة معلنة رسميًا كمحميات طبيعية.
 
وتقوم السلطات المختصة بالتعاون مع الوزارة على مكافحة التلوث البحري وتأهيل المناطق المتضررة ووضع الخطط والبرامج لحماية البيئات الهشة من التوسع المدني، وكذلك وضع وتنفيذ مجموعة مهمة من البرامج الوطنية للمحافظة على الأنواع، لا سيما المهددة بالانقراض، وإكثارها وإطلاقها في مواطن انتشارها الطبيعي، وفي مقدمتها الصقور والحبارى.

 يوم عالمي للطيور
 ونوهت الشامسي إلى أن دولة الإمارات تشارك منذ العام 2006، بقية دول العالم في الاحتفال باليوم العالمي للطيور المهاجرة، الذي تم اعتماده من قبل اتفاقية الأنواع المهاجرة التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ليصادف العاشر من مايو من كل عام، وتمحور الاحتفال باليوم العالمي للطيور المهاجرة للعام 2017 حول موضوع "مستقبلهم هو مستقبلنا - كوكب سليم للطيور المهاجرة والشعوب"، ليرتبط الموضوع بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وليسلط الضوء على الترابط بين الناس والطبيعة، وبشكل أكثر تحديدًا الناس والطيور المهاجرة التي تتشارك الكوكب ذاته وذات الموارد المحدودة.

 وأبرزت مدير إدارة التنوع البيولوجي بالإنابة، بأنه من خلال الاحتفال بهذه المناسبة العالمية، تؤكد دولة الإمارات على مدى تميزها ودورها البارز في مجال حماية التنوع البيولوجي بشكل عام، بالإضافة إلى توفير السبل لحماية الطيور المهاجرة بشكل خاص، ورفع مستوى الوعي بالحاجة إلى الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية لدينا، في دلالة على أن المحافظة على الطيور هو أمر حاسم لمستقبل البشرية

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الجفاف بالمغرب يرفع معدل البطالة إلى مستويات قياسية في…
الحرائق تتربص بواحة تودغى وسلوكات خاطئة تهدد "قلب تنغير…
موجة حر تتجاوز 50 درجة تضرب السعودية والكويت والعراق…
حرائق الغابات بشمال المغرب وجهود مؤسساتية تعول على الساكنة…
دراسة عالمية تؤكد أنّ 64 % من المستهلكين في…

اخر الاخبار

حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود
سفارة المغرب في واشنطن تُسلط الضوء على التاريخ الاستثنائي…
فرنسا توجه دعوة خاصة للملك محمد السادس وترامب لحضور…
وزير الخارجية السعودي يؤكد أن العدوان الإسرائيلي على غزة…

فن وموسيقى

النجمة ماجدة الرومي تُحقق نجاحاً كبيراً في حفل خيري…
المغربية فاتي جمالي تخوض تجربة فنية جديدة أول خطوة…
حاتم عمور يُؤكد أن ألبومه الجديد "غي فنان" عبارة…
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…

أخبار النجوم

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
حسين فهمي يردّ على انتقادات عمله بعد أيام من…
محمود حميدة يكشف سرّاً عن مشاركته في "موعد مع…
درّة تتحدث عن صعوبات تجربتها الإخراجية وسبب بكائها

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل…
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
كريستيانو رونالدو يعتلي صدارة هدافي دوري الأمم الأوروبية
محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024

صحة وتغذية

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…

الأخبار الأكثر قراءة