غزة- معا
عندما يطلب الفلسطينيون فى غزة بعض الراحة من مشاق الحياة فى القطاع الذى يعانى من الصراع والصعوبات، فإنهم عادة ما يتطلعون إلى شواطئ غزة الرملية.
لكن فرص الاستمتاع بمياه البحر المتوسط الباردة تقل شيئا فشيئا أمام سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة بسبب تلوث أحدثه نقص الوقود الذى أوقف العمل فى منشآت معالجة الصرف الصحى.
وقال بهاء الأغا من سلطة جودة البيئة فى غزة إن نحو مئة ألف متر مكعب من الصرف الصحى غير المعالج تضخ إلى شواطئ غزة يوميا.
ووضعت لافتات "ممنوع السباحة" فى العديد من الشواطئ. ورغم التحذير قفز العشرات وبينهم أطفال فى مياه أحد أشهر شواطئ غزة مطلع الأسبوع الحالى، وقال الأغا "الأمور تزداد سوءا يوما بعد يوم نتيجة عدم وجود حلول سريعة وحقيقة".
ودعا الأغا حكومة التوافق الوطنى الفلسطينية التى تشكلت فى وقت سابق هذا الشهر إلى التحرك فورا "قبل أن يتم إعلان شاطئ غزة بالكامل منطقة منكوبة."
يقول سكان غزة إن رمضان هذا العام فقد الكثير من بهجته. فالقمامة متراكمة فى الشوارع بعد أن أوقفت بلدية غزة نحو 75 فى المئة من شاحنات رفع القمامة لعدم قدرتها على تحمل أسعار الوقود المرتفعة.
وتساءل على أبو حسن (46 عاما) وهو سائق سيارة أجرة "الأنفاق مسكرة (مغلقة) والمعابر مسكرة وما فيش ميناء والمطار دمروه واليوم بيقولوا لنا الشواطئ مسكرة... طيب مش الاسهل اذا بيتركونا نموت بهدوء؟"
على الطريق الساحلى فى غزة تتصاعد رائحة الصرف الصحى تزكم الانوف وتميل الأمواج التى ترتطم بالشاطىء إلى اللونين الأصفر والبني.
ويتأثر كثيرون فى قطاع غزة بخلاف بشأن الرواتب قد يختبر صمود حكومة التوافق الوطنى الجديدة التى تشكلت بموجب اتفاق للمصالحة بين حركة حماس والرئيس محمود عباس.