الرباط - إبراهيم المرابط
أحيا أنصار نادي الجيش الملكي لكرة القدم، الثلاثاء، الذكرى 13 لرحيل هشام الزروالي، الذي ودع جمهوره بهدفين في مرمى الكوكب المراكشي، في ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط في العام 2004.
رغم أنه ووري الثرى قبل أعوام، ما يزال اسم المهاجم، هشام الزروالي يتردد في مدرجات ملعب الرباط، خلال المباريات المهمة لفريق الجيش الملكي، إذ دأبت الجماهير العسكرية على ترديد اسمه، كلما عجز المهاجمون عن الوصول إلى مرمى الخصم، لكي يحفزوهم، على اعتبار أن الزروالي طالما أسعدهم بأهدافه، ويكفي أنه قبل ساعات قليلة من وفاته، كان وراء الهدفين اللذان فاز بفضلهما الجيش على الكوكب المراكشي في موسم 2004/ 2005، بعد صيام عن التهديف لعدة أسابيع،..أبى إلا أن يودع محبيه بالأهداف.
توفي الزروالي صباح الأحد 5 ديسمبر/ كانون الأول من العام 2004، ولم بكن ذلك اليوم عاديًا بالنسبة لسكان حي يعقوب المنصور بالعاصمة بعد انتشار خبر وفاة الزروالي، عشرات الآلاف من جماهير ولاعبي الجيش الملكي وبعض الفضوليين، تجمهروا حول منزل أسرته بحي المنزه، تضاربت الروايات حول سبب الوفاة، حيث طغت آنذاك فرضية تعرضه للسرقة بالقوة، إذ تقول الرواية إن قطاع الطرق حطموا واجهة السيارة الأمامية بصخرة، ما تسبب في انزلاق سيارته وارتطامها بشجرة في الطريق الرابط بين الرباط وتمارة، سيما أن أشياء سرقت من لاعب الجيش في مقدمتها هاتفه المحمول، وسلسلته الذهبية التي تعود تطويق عنقه بها، ومبالغ مالية وبعض محتويات السيارة، لكن لا احد عرف حقيقة متوقع بالضبط.
يتحدر الزروالي أو "مارادونا "كما لقبه سكان حيه، من أسرة فقيرة تتكون من 13 فردًا، نشأ في الحي الصفيحي "دوار الكورة" بحي يعقوب المنصور، أحد أهم معاقل مشجعي الجيش الملكي، بدأ مساره مع فريق اتحاد الشرطة، قبل أن تصطاده أعين تقنيي الفتح الرباطي بعد مواجهة الفريقين في الأدوار التمهيدية لمنافسات كأس العرش، وفاز بكأس العرش مع الفتحيين سنة 1995، رفقة المدرب سعيد الخيدر رغم حداثة سنه، رفض مسؤولو الفريق الرباطي عرضا توصلوا به من طرف الفريق الثاني لبرشلونة الإسباني، الأمر الذي أثار استياء الزروالي الذي كان يرى في الاحتراف الوسيلة الوحيدة لانتشال أسرته من مستنقع الفقر والحاجة، غير أن انتظاره لم يطل كثيرا حتى حقق حلمه بعدما انتقل إلى فريق أبردين الاسكتلندي، وهناك التقى بزوجته التي رزق منها بطفلته أنيسة، غصة بقيت عالقة في حلق الزروالي، الذي كان دائما يقول انه كان يتمنى لعب نهاية كأس العرش مع فريقه المفضل الجيش الملكي الذي طالبما شجعه من المدرجات أيام مراهقته، لكنه سيحقق حلمه بعد عودته من الإمارات حيث جاور لمدة قليلة فريق النصر، ليعزز بعدها صفوف الجيش ويظفر معه بلقبين لكأس العرش عامي 2003 و2004.
في سن 27 حقق الزروالي كل أحلامه، فعلى صعيد المنتخب الوطني، توج بكأس إفريقيا للأمم للشبان بمكناس عام1997 رفقة رشيد الطوسي وبلغ معه ثمن نهاية كأس العالم للشباب بماليزيا في السنة ذاته، كما لعب عددا من المباريات الدولية رفقة المنتخب الوطني للكبار.
الزروالي، ورغم مرور سنوات على وفاته، الا أن جماهير الجيش اصرت على وضع قميص عملاق يحمل اسمه في المدرجات، ولا يزال اسمه يتردد في المباريات الكبيرة.."عسكري عسكري الله يرحم الزروالي".