الرباط – المغرب اليوم
فندق رافلز في سنغافورة، الذي صنفته الجريدة الرسمية للبلاد كأحد المعالم السياحية القومية في 6 مارس من عام 1987، رمزاً لأجواء هذه المستعمرة البريطانية السابقة رغم أنه قد شيد على أيدي العمال الأرمن.
ويُعد هذا الفندق واحداً من أكثر الفنادق شهرة في العالم، ويستحق هذا التميز عن جدارة؛ إذ أن العديد من أعضاء الأسر المالكة من أوروبا وتايلاند واليابان والشرق الأوسط وماليزيا ومشاهير الكتاب والأدباء من أمثال روديارد كبلنج، وسومرست موغام، ونويل كوارد ناهيك عن العديد من الشخصيات السياسية البارزة مثل الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب، وكذلك نجوم السينما العالمية كانوا نزلاء بهذا الفندق التاريخي العريق، وشغلوا بعض الغرف أو الأجنحة فيه خلال فترات زمنية متباينة. ومن بين هؤلاء على سبيل المثال وليس الحصر المخرج والممثل ونجم السينما الصامتة شارلي شابلن، ونجم موسيقى البوب مايكل جاكسون، وأيضاً الممثلة الراحلة إليزابيث تايلور.
وخلال الحقبة الاستعمارية كان فندق “رافلز سنغافورة” رمزاً للاستعمار بالنسبة للأوروبيين الذين احتكروه لأنفسهم حتى أنهم استبعدوا المواطنين الأصليين من دخوله، بل وصل الأمر إلى أنه حتى عندما كان يسمح للأزواج الآسيويين بالدخول، وهي فرصة قلما أتيحت لهم، للمشاركة في حفلات الرقص الأوروبية، تعمد الأوربيون مضايقة الآسيويين. وعندما كثرت الشكاوى ورفعت إلى مدير الفندق كان التفسير الوحيد آنذاك هو أن الفندق مملوك للقطاع الخاص، وأنه لا يمكن الحيلولة دون حدوث مثل هذا الأشياء، بيد أن الأمور تغيرت إلى الأفضل بعد عام 1930. ولكن ما يدعو للاستغراب والدهشة حقاً هو أن البريطانيين لم يكونوا هم من أسس فندق رافلز، وإنما ثلاثة أشقاء أرمن هم: تيجران، وأفيت، وأرشاك.
أسس الأشقاء الثلاثة الفندق الذي فتح أبوابه للجمهور في 18 نوفمبر عام 1896. وحالياً تدير الفندق مجموعة رافلز الدولية، نسبة لمؤسسها السير ستامفورد رافلزر. ويمتلك الأمير السعودي الوليد بن طلال حصة هامة في مجموعة فيرمونت رافلز الدولية للفنادق، والتي تملك سلسلة فنادق رافلز حول العالم بما في ذلك مكة المكرمة ودبي وباريس وغيرها من المدن.
وثمة أجواء ساحرة تغلف هذا المكان تجعلك تسترجع بعضاً من ذكريات الماضي حين كانت أعدادا هائلة من الزائرين تتوقف خلال رحلاتهم حول العالم للإقامة في هذا الفندق التاريخي. وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن العديد من الفعاليات والمناسبات الرسمية وحفلات العشاء والحفلات الراقصة أقيمت في فندق رافلز؛ حيث استمر هذا التقليد حتى اندلاع حرب المحيط الهادئ، والغزو الياباني للمالايا. وخلال معركة سنغافورة اكتظ الفندق بالعديد من العائلات الأوروبية التي لاذت بالفرار من جزيرة مالايا. ووفقا للراويات، فقد تم دفن بعض الأدوات الفضية الأغلى في حديقة الفندق قبل فترة قصيرة من استسلام القوات البريطانية خلال الاحتلال الياباني للبلاد (1942-1945).