الرباط _المغرب اليوم
تمكن فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم من تحقيق فوز ثمين أمن به مرتبته الأولى بالمجموعة الرابعة، الخاصة بدور المجموعات عن كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم. كان الفوز على حساب بيراميدز المصري، فك معه الوصافة في هذه المجموعة التي تضم أيضا كل من نكانا الزامبي صاحب المرتبة الثالثة، ونومنغو التنزاتي المحتل لذيل المجموعة بصفر نقطة. فوز الرجاء في مقابلة الأحد، كان نتيجة جد مهمة، ليست فقط لأنه قوى حظوظه في المرور إلى دور الربع بطريقة مريحة، ولكن لأنه تحقق أمام فريق قوي صعب المراس، وبإمكانيات كبيرة سمحت له بجلب أقوى اللاعبين، وأصحاب خبرة وتجربة، لكن الأهم من كل هذا، أنه جاء في ظرف دقيق يمر منه الفريق البيضاوي. فأشد المتفائلين لم يتوقعوا تحقيق نتيجة الفوز، وبهدفين نظيفين، بالنظر إلى
حجم المشاكل المحيطة بالرجاء، والتي تثقل كاهله، بل جعلته غير قادر على مواصلة المسار، بهدوء وتوازن وتماسك، سواء بالدوري المحلي أو كأس الكاف، وأيضا كأس محمد السادس للأندية الأبطال، حيث المباراة النهائية المرتقبة ضد اتحاد جدة السعودي.
تحقيق الفوز أمام فريق متمرس، وفي هذا الظرف الصعب، يؤكد أن الرجاء قادرة على تجاوز النفق المظلم بسلام، وتبين ذلك من خلال الأجواء الإيجابية التي خلفتها نتيجة الفوز وسط كل مكونات الفريق، مما دفع بالمدرب السلامي إلى التراجع عن تقديم الاستقالة التي التزم بها، نزولا -كما قال- عند رغبة اللاعبين، ليطلب مهلة يومين قصد اتخاذ القرار النهائي. فهل تستغل العائلة الرجاوية هذا الموقف الإيجابي لإعادة اللحمة للنادي، وتجاوز الخلافات الطارئة والمشاكل المصطنعة، والتكاثف من أجل مصلحة
الفريق والحفاظ على مناعته وتوازنه؟ هذا هو سؤال المرحلة الملح، ففي حالة الوصول إلى تفكير جماعي يعطي الأولوية لمصلحة الرجاء، فالأكيد أن المشاكل يمكن أن تجد تدريجيا طريقها نحو الحل، على الأقل حتى نهاية الموسم الجاري.
فالتخلي عن المدرب وسط الموسم، يعد مغامرة كبيرة، كما أن العثور على بديل مناسب قادر على قيادة الفريق مستقبلا، ومواجهة الاستحقاقات التي تنتظره، مسألة غير سهلة تماما، ويمكن أن لا تساهم في إعادة التوازن المطلوب، التي تنتظره جماهير الخضراء. أما المشاكل المالية، فيمكن نسبيا تطويق انعكاساتها الطاحنة، على الأقل حتى نهاية الموسم، ذلك عن طريق مساهمة كل الأطراف والفعاليات الرجاوية. ففي الاتحاد قوة، بعيدا عن أصحاب النوايا السيئة، والطموحات الانتخابية الذين يصرون هذه الأيام على الظهور في كل المناسبات، والبروز بالحفلات، سواء كانت صغيرة أم كبيرة. المهم هو أن «الكاميرا شاعلة».
قد يهمك ايضا