الرباط - المغرب اليوم
يعيش فريق أولمبيك خريبكة هذه الأيام على صفيح ساخن ، بعد أن فقد كل مقومات الفريق القوي الذي كان يحسب له ألف حساب ضمن فرق البطولة الوطنية . وبعدما سقط الى القسم الثاني بعد سلسلة من النائج السيئة . وفي هذه الورقة سنحاول البحث عن بعض الأسباب التي عصفت بالفريق وجعلت منه فريقا ضعيفا غير قادر على الصمود . وفقط للتذكير فالفريق سبق أن خقق مجموعة من الإنجازات منها :
بطولة المغرب: مرة 2006-2007
كأس العرش : مرة 2005-2006
كأس العرب للفرق الفائزة بالكأس : مرة 1996
الأخطاء السبعة
1 – الاستعداد الاستعراضي والوهمي بتركيا
كل المتتبعين لفريق لوصيكا أجمعوا على أن المرحلة الإعدادية للفريق كانت فقط من أجل السياحة بتركيا وليس من أجل الاعداد للبطولة ، وكانت النتيجة ي جمع الصور بتركيا والاستعراض الفارغ ، تم تلتها مرحلة ثانية بأكادير غير مجدية لتصل المدة الى شهر كامل ، كان الجمهور فيها يتلهف لمعرفة أخبار فريقه ، لكن كانت النتيجة هي الحصول على فريق جد متواضع غير قادر على المنافسة .
2 – الخروج المبكر من اقصائيات كأس العرش
علق رشيد الطاوسي قائلا: "زمن اللعب على تفادي النزول قد ولى والبوديوم هو الهدف الأول و الأخير هذا الموسم". لكن هذا التعليق سيكسر على واقع الهزيمة والاقصاء والخروج المبكر من كأس العرش، بعد انهزامه أمام أولمبيك الدشيرة الفريق المنتمي للقسم الثاني . وبات واضحا أن الفريق الفوسفاطي الذي استعد بتركيا وأكادير ، وقام المكتب المسير بتقديم الفريق واللاعبين في حفل استعراضي غير مسبوق ، فريقا عاديا جدا أمام مناصريه . وأكد الطاوسي خلال اجتماع جمعه بمكتب الفريق ، تحمله مسؤولية الإقصاء، مؤكدا في الوقت ذاته أنه سيعمل رفقة اللاعبين على تعويض التعثر بتقديم مستويات جيدة على مستوى الدوري المحلي. لكن أي شيئ من ذلك لم يحدث ، وكان أن انفصل الفريق عن رشيد الطاوسي بالتراضي .
3 – تغيير أربعة مدربين في موسم واحد
تعاقب على تدريب الفريق الخريبكي 4 مدربين : 1 – رشيد الطاوسي . 2 – رشيد لوستيك . 3 – أحمد العجلاني . 4 – عبد العزيز كركاش . كلهم فشلوا في ترميم صدع الأولمبيك . وحسب استطلاع لرأي المحبين للفريق ، فرشيد الطاوسي باع الوهم للمحبين . ورشيد لوستيك عجلت برحيله الوداد البيضاوي ( 4 – 0 ) ولم يكن محظوظا . وأحمد العجلاني نسف ميزانية الفريق ، ولم يقدم شيئا بعدما سافر الى بلاده تونس ابان ظهور أزمة كرونا وترك الفريق لمصيره المجهول . وعزيز كركاش الذي جاء لإنقاذ الفريق في اخر دورات الدوري المغربي ، فاذا به ينادي بأنه يحتاج لثلاثة أشهر لمعرفة الفريق واللاعبين !!!
4 – الانتدابات الفاشلة للاعبين
على امتداد السنوات الأخيرة تم التعاقد مع أزيد من 60 لاعبا ، وبعقود استنزفت خزينة الفريق ، وهمت لاعبين " منتهية صلاحيتهم " حسب تعبير أحد المهتمين . لاعبون لم يقدموا أية إضافة للفريق ، وكان مشكل فسخ عقود عدد من اللاعبين أثار في بداية الموسم وفي الميركاتو الشتوي وفي اخر الموسم بأولمبيك خريبكة، جدلا كبيرا، في غياب إدارة تقنية مكلفة بدراسة ومراقبة التعاقدات، رغم تعيين لجنة تقنية اشتكى رئيسها كثيرا من تهميشه. وظل ، رئيس الفريق ونائبه الأول الناطق الرسمي باسمه ، متحكمان في كل التعاقدات رغم تعاقب عدة مدربين على خريبكة، ليتسبب في فشل الكثير منها، وتكبد أولمبيك خريبكة جراء ذلك، خسائر مالية جسيمة غير معروفة ، بسبب غياب الشفافية في ابرام الصفقات ، وبكون أغلبها تمت في جنح الظلام . والواقع حسب العديد من المتتبعين فان " ضعف المدربين ورضوخهم للصفقات التي يقوم بها ( المكتب ) سبب كبير في جلب لاعبين دون المستوى .
– التسيير الانفرادي والعشوائي للفريق الخريبكي
خير ما نستشهد به في هذا المجال هو ما عبر لنا عنه أحد المنخرطين في نادي أولمبيك خريبكة، قال إن "أوضاع فريق أولمبيك خريبكة مرتبطة بمشكل وحيد وواضح ويعرفه جميع متتبعي الشأن الكروي في المدينة، ويتمثل أساسا في الرئيس وباقي أعضاء المكتب المسيّر، ولا يوجد أي مشكل في اللاعبين الذين يبذلون ما في وسعهم لتحقيق النتائج الإيجابية، إلى جانب مختلف المدربين الذين تعاقبوا على الفريق"، مشدّدا على أن "المنخرطين ومحبّي الفريق توحدّوا على مطلب واحد يتمثل في كون الفريق يسير تسييرا عشوائيا وانفراديا من طرف الرئيس ونائبه الأول . وأضاف المتحدث، في تصريح لجريدة " الأحداث المغربية " ، أن "أغلب المدربين، إن لم نقل جميعهم، يتوفرون على سِيَرٍ ومسارات تدريبية متميزة؛ لكن الضعف الذي يطبع المكتب المسيّر للنادي، وتدخّل النائب الأول الرئيس في كل كبير وصغيرة، خاصة في الأمور التي تدخل في صميم عمل الطاقم التقني، كلها عوامل تسببت في فشل الفريق وعجزه عن تحقيق النتائج المنتظرة من لدن الجمهور".يضاف الى ذلك وهو ما يدخل أيضا في التسيير العشوائي بل والفوضوي ، قضية 17 شيك والتي وقعها الرئيس ونائبه الأول في غياب أمين مال الفريق . والتي وصلت الى مكتب الوكيل العام للملك بالمحكمة الابتدائية بخريبكة للنظر فيها .
6 - ضعف مؤسسة المنخرط واغلاق باب الانخراط
دور المنخرطين وحدود مسؤوليتهم، أوضح جل المنخرطين أن "الرئيس ونائبه ( الناطق الرسمي باسمه ) يعتمدان التسيير العشوائي والانفرادي، ويتعاملان مع وكلاء وسماسرة يفرضون عليه بعض اللاعبين الضعفاء، وبالتالي لا يمكن تحميل المنخرطين أي مسؤولية في الملف"، مضيفون على أن "عددا من المنخرطين عقدوا مجموعة من اللقاءات في الآونة الأخيرة، ومستعدون لتنظيم ندوة صحافية ، من أجل بسط رؤيتهم للأوضاع أمام ممثلي المنابر الإعلامية، وتدارس الإمكانيات المتاحة لتصحيح الأوضاع".
هذا وقد اشتدّ خلاف بين المكتب المسيّر لنادي أولمبيك خريبكة لكرة القدم ممثلا في رئيس المكتب من جهة وبين عدد من المنخرطين في النادي من جهة ثانية حول حرمان هؤلاء المنخرطين من تجديد الانخراط برسم الموسم الكروي الجاري. أو ما وصفوه بالحرمان المتعمد من تجديد الانخراط في النادي، تحت ذريعة انتهاء الأجل المحدد للانخراط".، والغاية من إقصائهم تتمثل في محاولة لتكميم أفواههم على بعض التجاوزات التي عرفها ويعرفها تسيير المكتب الحالي، بما في ذلك توقيع الاتفاقية مع المحتضن ( مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ) وطريقة تأسيس الشركة الرياضية".
7 – قتل مدرسة الفريق بغاية البيع والشراء
العربي حبابي، عبد اللطيف الفيدادي ، هشام العساس عبد العزيز سيبوس عثمان العساس ، صلاح الدين عقال جواد أقدار هشام المهدوفي جمال التريكي رفيق عبد الصمد عبد الصمد وراد رضوان بقلال – الزرقاوي ونطلب المسامحة من الكل اللاعبين الذين لم يتم ذكرهم لعدم اتساع المجال . كلهم أنجبتهم المدرسة الخريبكية .
ويعود الفضل الكبير في إحداث مركز تكوين اللاعبين إلى السيد المدير العام السابق فتاح حيث عهد للسادة محمد حمدي، أحمد شاربي، عبد العزيز المسفيوي بالسفر لفرنسا للاطلاع عن كتب على سير وتدبير مركزي تكوين اللاعبين بنادي سوشو و نانت باعتبارهما آنذاك نموذجا في التكوين. وشهدت سنة 1994 إحداث مركز التكوين التابع لأولمبيك خريبكة حيث كانت البداية باستقدام الخبيرالبلجيكي ارمون دوروك للإشراف شخصيا على تاطير التداريب لفائدة الأطر الرياضية بالفريق الخريبكي. لكن تم قتل هذه التجربة ، وكان بإمكانها أن تكون نواة لأكاديمة كروية تخلق المعجزات في كرة القدم بالفريق والمنطقة والمغرب كله .
الواقع عند بداية كل سنة رياضية ، يعلن المكتب المديري لفريق أولمبيك خريبكة أن مدرسة الفريق لكرة القدم ستفتح أبوابها ، حيث ستبدأ عملية استقبال المنخرطين والتعرف على مؤطريهم وبعد ذلك سيتم تقسيمهم إلى مجموعات حسب الفئات العمرية . لكن للأسف في كل سنة يتلقى أولمبيك خريبكة ضربات موجعة الواحدة تلو الأخرى ، بسب هروب ورحيل مجموعة من اللاعبين الشباب ، حيث استفادوا من عدم توفرهم على عقود احترافية ، على غرار عدة لاعبين غادروا في اتجاه فرق محلية أو خليجية كوليد الكرتي لاعب الوداد البيضاوي المتألق.والسبب هو عدم الاهتمام بالشباب هو الرغبة الجامحة في الانتدابات وما تجلبه من أرباح ، قطعا لن تستفيد منها خزينة الفريق ، حسب تصريحات كل الذي اتصلت بهم " الأحداث المغربية " .
هذه بعض الأخطاء من مجموعة من الأخطاء الأخرى التي تراكمت على الفريق وأدت به الى الاندحار والسقوط ، والأمل اليوم معقود على ما تبقى من المخلصين للفريق ولتاريخه العريق .
قد يهمك ايضا:
خليلوزيتش يعيد 3 لاعبين لمنتخب المغرب
رسميا استدعاء أيمن برقوق لمباراتي الأسود أمام أفريقيا الوسطى