روما - يوسف محمد
مع تصدر الفريق للدوري الإيطالي واقترابه من التأهل رسميا للدور الثاني (دور الستة عشر) في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، يشعر مشجعو يوفنتوس الإيطالي بالسعادة للنتائج الطيبة التي حققها الفريق حتى الآن في الموسم الحالي. ولكن أنصار فريق السيدة العجوز يرون أن فريقهم لم يقدم حتى الآن المستوى الجيد والمقنع في الأداء الذي تشهده مباريات الفريق، وأن الفريق يبدو كسيارة "فيراري" عالية الإمكانيات وفائقة السرعة تسير ببطء على الطريق.
ورغم عدم اقتناع الجماهير حتى الآن بمستوى أداء الفريق على عكس ما تبدو عليه نظرتهم للنتائج، يشعر مشجعو يوفنتوس ببعض الارتياح لقناعتهم بأن الفريق لديه فرصة رائعة لتطوير مستواه خلال الموسم. ويتصدر يوفنتوس جدول الدوري الإيطالي حاليا بعد تسعة انتصارات وتعادلين في 11 مباراة خاضها حتى الآن في رحلة الدفاع عن لقبه بالبطولة.
وجاء فوز الفريق يوم السبت الماضي على نابولي 2-1، ليوسع الفارق الذي يفصله عن روما صاحب المركز الثاني إلى أربع نقاط بعد سقوط روما في فخ التعادل السلبي مع إمبولي. كما حقق يوفنتوس نتائج جيدة في البطولة الأوروبية حتى الآن حيث يحتاج للفوز على ليون الفرنسي غدا، الأربعاء، ليضمن التأهل إلى الدور الثاني بدوري أبطال أوروبا.
ويتصدر يوفنتوس المجموعة الثامنة في الدور الأول لبطولة دوري الأبطال بفارق الأهداف فقط أمام أشبيلية الإسباني، كما تغلب الفريق علة ليون 1-صفر في عقر داره بالجولة الماضية ويحتاج لتكرار الفوز على الفريق الفرنسي غدا ليتأهل رسميا إلى الدور الثاني للبطولة بغض النظر عن نتيجة مباراتيه الأخيرتين في هذا الدور.
ورغم هذا، يرى المخضرم جانلويجي بوفون حارس مرمى الفريق أن يوفنتوس بحاجة لبذل جهد كبير من أجل الفوز بلقب الدوري الإيطالي للموسم السادس على التوالي واستعادة اللقب الأوروبي الذي لم يفز به الفريق منذ 1996. وقال بوفون، 38 عاما، "إذا أردنا التقدم بعيدا في البطولة الأوروبية والمنافسة مع أبرز فرق القارة، علينا أن نواصل الارتقاء بمستوانا، لا يمكننا الخلود إلى الراحة لكوننا حققنا الفوز في مباراة (على نابولي)".
وأوضح "الفوز هو أهم شيء لأنه يحميك من الانتقادات ويسمح لك بالعمل البناء دون وجود أي ضغوط مضافة عليك". وأضاف: "الفوز في مباراة السبت الماضي (على نابولي) يمثل إضافة بسيطة لنا في رحلة طويلة. نظهر حقيقتنا من خلال نتائجنا. ولكننا نحتاج لمزيد من التطور في المستوى خلال مشاركتنا في المراحل اللاحقة من دوري الأبطال".
وتتفق نظرة بوفون مع الانتقادات التي أحاطت بالفريق في أول شهرين من الموسم الحالي حيث بدا الفريق عاجزا عن الاستغلال الأمثل للصفقات الكبيرة التي أبرمها لتدعيم صفوفه في صيف هذا العام ومنها التعاقد مع جونزالو هيغواين وميراليم بيانيتش.
وكانت أبرز نقاط القوة لدى يوفنتوس حتى الآن هي الأداء بقوة بدنية هائلة رغم تذبذب مستوى الأداء الخططي، ما دفع ماسيميليانو أليجري المدير الفني للفريق إلى التعليق بقوله "الفوز هو كل ما يهم" وذلك بعد انتصاري الفريق الهزيلين على باليرمو 1-صفر وأودينيزي 2-1. وأوضح "الفرق الكبيرة تفوز أيضا عندما تلعب بشكل متواضع". ولكن هذا التعليق لم يقنع أنصار الفريق.
وعانى يوفنتوس من عدم الدقة في إنهاء الهجمات خلال المباراة التي خسرها أمام ميلان صفر-1 رغم 17 محاولة ليوفنتوس على مرمى "الروسونيري"، فيما حقق ميلان الفوز بهدف نظيف في هذه المباراة التي شهدت ثلاث تسديدات فقط للاعبيه على مرمى يوفنتوس. كما تسببت قبلها بعض السلبيات في أداء يوفنتوس في خسارة الفريق 1-2 أمام انتر ميلان.
واستهدفت بعض الانتقادات المهاجم الأرجنتيني هيغواين الذي انتقل لصفوف الفريق بعقد يحصل بمقتضاه على 5ر7 مليون يورو 25ر8 مليون دولار في الموسم الواحد، فيما تسبب إهداره لبعض الفرص السهلة مع يوفنتوس في عديد من الانتقادات للاعب منذ انتقاله إلى فريق السيدة العجوز قادما من نابولي في صيف هذا العام بمقابل قياسي بلغ 90 مليون يورو.
وسجل هيغواين سبعة أهداف فقط ليوفنتوس في الموسم الحالي ليظل بعيدا عن معدلاته التهديفية في الموسم الماضي الذي سجل فيه 36 هدفا لنابولي، كما أنه لا يزال على مسافة من صدارة هدافي الدوري الإيطالي هذا الموسم والتي يحتلها البوسني إيدن دجيكو.
ومثلما حدث في بداية الموسم الماضي بعد رحيل أندريا بيرلو وبول بوجبا، تبدو المشكلة حاليا في خط وسط يوفنتوس الذي لا يزال يفتقد السرعة والانسجام المطلوبين للتحول من معاونة الدفاع إلى تمويل المهاجمين الأرجنتينيين هيغواين وباولو ديبالا بالكرة.
ويشعر أليجري بالسعادة لإمكانيات دفاع الفريق وانضمام الظهير الأيمن البرازيلي داني ألفيش والظهير الأيسر أليكس ساندرو لهذه القوة الدفاعية بالفريق.
كما يضاعف من الارتياح في الفريق عودة النجم الإيطالي الدولي كلاوديو ماركيزيو لصفوف الفريق بعد تعافيه من الإصابة بتمزق في الأربطة والتي تعرض لها في أبريل/ نيسان الماضي. ويمتلك ماركيزيو السرعة وسريعة البديهة اللازمتين ليمد الفريق بالنشاط والحيوية على عكس هيرنانيز وسامي خضيرة.