تونس - المغرب اليوم
وضع الراحل هنري ميشيل مدرب المنتخب المغربي السابق، رشيد عزوزي ضمن العناصر التي لا غنى عنها ضمن تشكيلته، قبل ظهور اسم يوسف شيبو.
وكان عزوزي الذي تلقى تنشئته في ألمانيا، مرادفا للأناقة والانسيابية في اللعب، وكان يقال عنه "إذا سألوك عن الأناقة فقل عزوزي وكفى".
أين اختفى عزوزي الذي يسجل له التاريخ أنه من القلائل المغاربة التي تشرفت بالمشاركة في مونديالين سيما للاعب نشأ خارج المغرب؟ ولماذا لم تستفد منه الكرة المغربية على النحو الأمثل؟ أسئلة يجيب عنها في السطور المقبلة.
صرامة ألمانية
قليلة هي الأسماء التي احترفت في البوندسليجا ومثلت المنتخب المغربي، وفي بداية التسعينيات أطل عزوزي من ألمانيا، التي اشتهر منتخب ماكيناتها بالصرامة التكتيكية وفرقها بجودة اللعب، ليلتحق بمنتخب الأسود بعهد المدرب عبد الخالق اللوزاني.
سرعان ما ثبت عزوزي قدميه داخل منتخب المغرب، ليصبح قطعة أساسية في خط وسطه وليصطحبه الراحل عبد الله بليندة معه لمونديال الولايات المتحدة الأمريكية 1994، وهناك أكد علو كعبه رفقة منتخب مغربي قدم كرة راقية ولم تسعفه النتائج لسوء الحظ.
محظوظ بمونديالين
بعد هذه الفترة ارتبط المنتخب المغربي بالراحل هنري ميشيل، الذي أضاف لاعبا آخر من ألمانيا لتشكيل الأسود وهو عبد الرحيم واكيلي.
إلا أن عزوزي حافظ على مكانته، بل سيسجل له التاريخ أنه رفقة المبدع مصطفى حجي والسماحي التريكي، من القلة التي نشأت بأوروبا وشاركت في مونديالين على التوالي، بعدما اصطحبه ميشيل لمونديال فرنسا 1998 رفقة أقوى جيل ربما في تاريخ الكرة المغربية.
ثورة في وجه العنصرية
بعد أن أنهى مساره اللامع مع الأسود وبألمانيا، إذ لعب لفرق جرويستر فوت وكولن وفورتينا كولن ودويسبورج، وغيرها، تقلد منصب المدير التنفيذي لناديه الأصلي جرويستر، وهناك عاش فصولا عنصرية عاد ليستحضرها.
وقال عزوزي، الذي يبلغ من العمر 49 سنة، خلال مقابلة مع صحيفة "نورنبيرجر ناخريشتن"، إنه كان يعاني من العنصرية في الملاعب الألمانية أثناء مسيرته الكروية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن التفوه بعبارات التمييز والعنصرية أصبح أكثر انتشارا في ألمانيا حسبما تابع خلال السنوات الأخيرة".
وتابع "تعرضت للإهانة هنا في فورت عندما كنت لاعبا، بعض المشجعين نعتوني براعي الإبل.. حينها، أحجمت عن الذهاب صوب المدرجات لتحية المشجعين لمدة عام كامل".
وأكمل: "العنصرية تلاحقني في حياتي كلها؛ فحتى في السفر غالبا ما تكون ذلك الشخص، الذي يتم إخضاعه بالصدفة للتفتيش أكثر من غيره".
وبخصوص الأحداث التي شهدتها مباراة بايرن ميونخ وهوفنهايم الأخيرة، الهتافات ضد مالك هوفنهايم ديتمار هوب، أردف قائلا: "كما حصل في هوفنهايم، كنت أتمنى التصرف بنفس الصرامة في شالكة، عندما تعرض لاعب هيرتا برلين، جوردان توروناريجا، لإهانات عنصرية".
ومضى "من غير المقبول أن يتم التوقف عن اللعب، عندما يتعلق الأمر بإهانة رجل أبيض ثري، فيما لا يحصل ذلك عندما يتعلق الأمر بلاعب من ذوي البشرة السوداء".
خبرة ضائعة
قبل أشهر عرض عزوزي خبرته على الكرة المغربية، بعدما أعلن المدير التقني أوسيان روبيرتس عن افتتاح جلسات إصغاء واستماع لمدربين وشخصيات على درجة عالية من التنشئة، لاستقطابهم للعمل معه داخل جهاز الكرة المغربي.
وقدم عزوزي سيرته التي تضمنت حصوله على أعلى دبلوم تدريب "يوفا برو" الذي يخول له التدريب في أوروبا، وأعلن رغبته في العودة للمغرب ليساعد قدر الإمكان المنتخبات السنية.
إلا أن أوسيان روبيرتس تعامل معه بنوع من الاستهتار ولم يقدر قيمته، فما كان من عزوزي إلا أن عاد ليواصل مهامه داخل ناديه الألماني الحالي، لتستفيد الكرة الألمانية من شخص على مستوى عال من التحصيل العلمي والرياضي.
وقد يهمك ايضا:
روسيا ترد على اتهامات "الرشى" المتعلقة باستضافة مونديال 2018
"الفيفا" يعلن تمديد عقود اللاعبين التي ستنتهي في نهاية حزيران