الرباط - المغرب اليوم
شهدت علاقة الإطار الوطني طارق السكيتيوي مدرب نادي نهضة بركان لكرة القدم، وإدارة فريقه "تشنجات" كبيرة في فترات مختلفة منذ نهاية الموسم الكروي المنصرم، ما أسال الكثير من المداد حول إمكانية فك الارتباط الذي يجمع الطرفان في أكثر من مناسبة، آخرها بعد الإقصاء من منافسات كأس العرش على يد أبناء العاصمة العلمية فاس، في مباراة "هيتشكوكية" حسمت نتيجتها ركلات الترجيح.
الهزيمة أمام الزمامرة.. بداية الأزمة
يُعتبر تاريخ الـ30 شتنبر من السنة الماضية نقطة تحول كبيرة في العلاقة بين السكيتيوي وإدارة "البرتقالي"، وذلك بعد أن سقط رفاق محسن ياجور بشكل مفاجئ على أرضية الملعب البلدي ببركان أمام نهضة الزمامرة بهدفين لواحد، لحساب مباريات الجولة الـ27، في وقت كان الصراع على أشده بين أبناء الشرق وقطبي العاصمة الاقتصادية الرجاء والوداد على لقب الدوري الاحترافي، وهي الهزيمة التي لم تستسغها إدارة الفريق البركاني، محملة المدرب المسؤولية الكاملة في ضياع ثلاث نقاط في المتناول كانت قد تجعل خزينة النادي تتزين بدرع "البطولة برو"، قبل أن يحسم "النسور" اللقب لصالحهم في وقت بدأت فكرة تغيير المدرب تُراود رئيس "البراكنة" حكيم بنعبد الله وباقي أعضاء المكتب المسير.
لقب "الكاف" يقلب الموازين
خسارة لقب درع البطولة الذي راهن عليه المكتب المسير لنهضة بركان، أمر لم يتقبله هذا الأخير الذي بدأ يعيش على فكرة تغيير المدرب، غير أن الظرفية لم تكن مواتية بالمرة كون أبناء طارق السكيتيوي باتوا على بعد خطوة للتتويج بأول لقب قاري في تاريخ النادي، لتُقرر الإدارة التريث ودعم المدرب، ليتمكن رفاق العميد محمد عزيز من الصعود "للبوديوم" بعد التغلب على بيراميدز المصري في نهائي الكونفدرالية، وهو اللقب الذي كان سببا في تمديد مقام مهاجم بورتو السابق على رأس الطاقم التقني "للبراكنة".
استمرار بشروط
عقد الفريق البركاني صفقات كبيرة خلال "المركاتو" الصيفي، كما عقد رئيس النادي العزم على قيادة فريقه للتتويج بدرع الدوري الاحترافي، وهي الرسالة الواضحة التي رددها في مناسبات عدة على مسامع السكيتيوي ولاعبيه، الذين قصوا شريط الموسم الجديد بفوز على نهضة الزمامرة، ثم تعادل أمام "الماص" ببركان، وفوز على سريع وادم زم وبعدها الهزيمة بالميدان من الرجاء الرياضي، قبل أن يحسم "البرتقالي" "ديربي الشرق" لصالحه بهدف نظيف، وهي حصيلة لم تُرض إدارة الفريق، رغم حجز بطاقة التأهل لدور المجموعات من الكونفدرالية بأداء وُصف بغير المقنع.
وما إن عادت عجلة الدوري للدوران بعد توقف ناهز الشهر بسبب "الشان" حتى عادت العلاقة بين السكيتيوي والمكتب المسير للفريق "للتشنج" من جديد، بعد الهزيمة أمام يوسفية برشيد وتعادل جديد بقلب بركان أمام العائد لقسم الكبار شباب المحمدية، حصيلة أعادت فكرة تغيير المدرب إلى مسيري النادي وبقوة، قبل أن يليها إقصاء "مرّ" أمام "الماص" من دور الـ16 بالكأس الفضية، حيث دعا رئيس النادي إلى اجتماع عاجل مباشرة بعد نهاية المباراة.
فرصة ثانية
وكما أشارت مصادر في وقت سابق، فإن رئيس النهضة حكيم بنعبد الله عقد اجتماع بباقي أعضاء المكتب المسير، للنظر في ما إن كانت ستتم منح فرصة أخيرة للسكيتيوي، أو الاتفاق على فسخ العقد الذي يجمعه بممثل الشرق، غير أن رفاق محسن ياجور تشبثوا به بالنظر للعلاقة القوية التي تجمعهم بالمدرب، مؤكدين أنهم سيفعلون كل ما في وسعهم من أجل العودة لسكة الانتصارات.
الحاجة لقرار "حكيم"..
يُعتبر رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع الرئيس السابق لنهضة بركان وأحد أبناء المدينة "البررة" بعد أن قدم كل شيء للـبرتقالي، ورغم تنحيه عن الرئاسة لصالح الشاب حكيم بنعبد الله إلا أن أمور "البيت البركاني" شورى بين الرئيس الحالي للفريق وفوزي لقجع، هذا الأخير وحسب مصادر "الجريدة" طالب إدارة الفريق البركاني بالتفكير مليا قبل اتخاذ قرار تغيير المدرب، مع ضرورة اختيار "البروفايل" المناسب لخلافته والوقت الاستراتيجي للتغيير، مؤكدا أنه سئم التغييرات الكبيرة على مستوى الطاقم التقني بمجموعة من الفرق الوطنية واصفا الحال بـ"الظاهرة" الغير صحية للكرة الوطنية، وأن ممثل الشرق يجب أن يكون نموذجا يُحتذى به.
وكان رئيس النادي، قد وجه انتقادات كبيرة للاعبيه، خلال اجتماعه بهم الأسبوع الماضي، على خلفية الهزيمة أمام يوسفية برشيد بهدف دون مقابل، لحساب مباريات الجولة السادسة من منافسات الدوري الاحترافي، وهي الهزيمة التي لم يتقبلها المكتب المسير "للبرتقالي"، قبل أن يضيع بعدها الفريق نقطتين بالتعادل أمام شباب المحمدية ببركان.
وحصل النهضة على أربع نقاط فقط من أصل 12 خلال المباريات الأربع الأخيرة في "البطولة برو"، بالاضافة إلى الخروج من منافسة كأس العرش، في المقابل ضمن الفريق تأهله لدور المجموعات من مسابقة كأس الكونفدرالية ويحتل المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الاحترافي.
قد يهمك ايضا