القاهرة – محمد عبد المحسن
يستعد "ماكس الناضج" لأخذ مكان "ماكس المجنون"، لكن ماكس فرستابن، سائق رد بول المنافس في بطولة العالم لسباقات فورمولا 1 للسيارات، لا ينظر كثيرًا إلى هذه العناوين في الصحف.
وبشكل غير مفاجئ، أصبح السائق الهولندي، البالغ عمره 21 عامًا، أكثر نضجًا مع بداية موسمه الخامس في فورمولا 1.
وسيكون أصغر سائق في تاريخ البطولة، وأصغر فائز بسباق قائدا لرد بول على الحلبة في استراليا هذا الشهر مع بداية الموسم بعد رحيل الاسترالي دانييل ريتشياردو ووصول الفرنسي بيير جاسلي.
ومع ظهور العديد من السائقين المبتدئين، ومن بينهم البريطاني لاندو نوريس، 19 عامًا، مع مكلارين، قال فرستابن، إنَّه لن يشعر أنه من بين الأصغر سنًا حتى لو كان زميله الفرنسي يكبره بعامين.
وقال خلال اختبارات ما قبل بداية الموسم في حلبة كتالونيا ببرشلونة التي شهدت انتصاره الأول في فورمولا 1 في 2016 بعمر 18 عامًا: "لا يمكنني اعتبار ذلك بعد خوض 4 مواسم. هذا هو موسمي الخامس لذا لا توجد أي أعذار ويجب أن تكون ناضجًا".
وأضاف "لم أكن ماكس المجنون على الإطلاق. كنت فقط ماكس الذي يحاول تحقيق أفضل النتائج للفريق".
وأظهر فرستابن بعض النضج منذ انضمامه إلى تورو روسو بعمر 16 عاما لكن في بعض الأحيان تسبب إحباط الشباب وعدم تحليه بالصبر في مشاكل.
وكان السائق السريع والمفضل لدى الجماهير طرفا في العديد من الحالات المثيرة.
ففي كندا في العام الماضي وبعد أن فاض به الكيل من أسئلة بشأن حوادث كلفته الكثير أشار إلى أنه ربما ينطح أحد الأشخاص.
وفي البرازيل كان طرفا في شجار مع إستيبان أوكون بعد السباق لتتم معاقبته بيومين في خدمة المجتمع.
وأجاب فرستابن عند سؤاله هل تغيرت نظرته بعد مشاهدة المراقبين يقومون بعملهم "كسائق سأظل كما أنا. سأحاول تحقيق أفضل النتائج فأنا لست ممن يرضون بالمركز الثاني أو الثالث. أسعى للفوز وأريد الفوز بكل سباق وسأحاول فعل ذلك دائمًا".
وتابع "عندما تنافس على اللقب فالمركز الثاني ربما يكون كافيا في بعض الحالات بالتأكيد. لكني لم أصل إلى هذا الأمر في فورمولا 1 حتى الآن لذا عندما تتاح أي فرصة للفوز بسباق سأسعى خلفها".
وأضاف "هدفي أن أكون هنا لمدة 15 عاما على الأقل. ما زال أمامي 11 موسما وسأكون بعمر 32 عاما في ذلك الوقت. ربما أستطيع القيادة حتى 36 أو 37 أو 40 عاما. الأمر يعتمد على مدى حبك للأمر. ربما 42 عاما".
ولم تكن لدى كريستيان هورنر رئيس رد بول أي شكوك أن فرستابن، الفائز بسباقين في الموسم الماضي وكاد أن يزيد غلته في البرازيل، قد قطع خطوة للأمام.
وقال "تطور كثيرا. مثل أي سائق يشعر بالإحباط عندما لا تسير الأمور بشكل جيد. لكنه يتفهم جيدا الرحلة التي سنخوضها مع هوندا. أعتقد أنه نضج أكثر. شاهدنا ذلك على مدار العام الماضي. خبرته أصبحت أكبر".
وتابع "أصبح أكثر دراية وخبرة. إنه في وضع أفضل للتعامل مع الضغوط".
ولا يتوقع فرستابن أن يتأثر بكونه صوت الخبرة والحكمة في الفريق.
وقال "سيستمعون إلي بشكل أكبر لكني لست قلقا بشأن ذلك أو أفكر في الأمر كثيرا لأنني أشعر براحة بما أفعله. أشعر براحة بتقديم المعلومات الصحيحة. أتطلع للبداية".
وكال هورنر المديح لانتباه فرستابن للتفاصيل وقارنه بسائق الفريق السابق سيباستيان فيتل بطل العالم أربع مرات لكن السائق الهولندي أوضح أن ذلك ليس جديدا بالنسبة له.
وقال "أعتقد أنني تعلمت الكثير خلال سباقات الكارتنج والعمل مع والدي. الانتباه للتفاصيل مهم جدا لأن الفوارق في الكارتنج ضئيلة لذا فكل ما ستشعر به سيمنحك فرصة للفوز".
وحافظ فرستابن على نشاطه في الشتاء بالمنافسة في السباقات الافتراضية وأيضا استمرار تدريباته المعتادة وأشار إلى أنه تنافس مع نوريس في سباقات التحمل عبر الإنترنت وأن ذلك جعله مشغولا وحافظ على تركيزه.
وقال السائق الهولندي "حتى لو كانت افتراضية فما زلت تعمل على ضبط السيارة وتحاول تطوير نفسك والحفاظ على مستواك بارتكاب أخطاء أقل".
وأضاف "تكون مشغولا طيلة الوقت وتفكر وتبحث عن المشاكل وأحب هذه الأمور".
وقد يهمك أيضاً :