الرباط - سناء بنصالح
أكد رئيس فريق حزب العدالة والتنمية في مجلس النواب عبد الله بوانو، أن العلاقات المغربية الفرنسية تتسم بالتنوع والغنى واختلاف وسائل العمل، ويطبعها التميز وروح الصداقة والشراكة، مشيرًا في كلمة له خلال مشاركته في المنتدى الثاني البرلماني الفرنسي المغربي تحت عنوان "الأمن في منطقة الساحل والصحراء، التعايش، الحركية الاقتصادية" أن الملك عند توليه العرش دشن أول زيارة رسمية إلى فرنسا خلال شهر آذار/مارس من عام 2000، مما يؤشر على العناية الكبيرة التي يوليها الملك للحليف التاريخي والاستراتيجي للمملكة في إطار توجه يهدف إلى تعزيز المكانة المتميزة التي تحتلها العلاقات المغربية الفرنسية. وأوضح بوانو أنه لا حاجة للتأكيد على تميز العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا، مشددًا على ضرورة وضع رؤية استشرافية مستقبلية تستهدف تقوية العلاقات أكثر ليس فقط على المستوى الكمي بل النوعي أيضًا في مجالات السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا والبحث العلمي والأمن وتيسير تدفق الاستثمارات وتنقل الأشخاص إلى جانب تقوية التعاون الثقافي.
وأشاد بوانو بالدور الفرنسي الحاسم في منح المغرب الوضع المتقدم، والذي يعد اعترافًا صريحًا بالإصلاحات المؤسساتية التي باشرها المغرب منذ عقدين، ويعتبرها الاتحاد نموذجًا للاقتداء بالنسبة إلى العديد من دول الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، باعتبار أن الوضع المتقدم هو نوع من التعهد الأوربي بمواكبة الإصلاحات المغربية على مستويين، الأول سياسي ويشمل الحريات العامة وحقوق الإنسان وتحسين النظام القضائي، والثاني اقتصاديًا ويهم الاندماج التدريجي للمغرب في السوق الداخلية للاتحاد الأوربي بناء على قاعدة الانفتاح والتحرير الاقتصادي. وفي السياق ذاته، عرج عبد الله بوانو إلى التأكيد على أن المكانة التي تحظى بها المملكة لدى فرنسا تظل نابعة ليس فقط من تجذر العلاقات المغربية الفرنسية، وإنما أيضًا من الوضع الخاص للمغرب من بين دول المنطقة باعتباره بلدًا ينعم بالاستقرار، في منطقة عرفت تقلبات سياسية كثيرة مما يفتح المجال أمام المزيد من التعاون والحوار من أجل مواجهة تحديات جديدة مشتركة وعلى رأسها التعاون على مستوى الملف الأمني أمام تردي وضعية الأمن والاستقرار في منطقة الساحل والصحراء.
وأشار إلى أنه من أخطر ما يواجه عالمنا اليوم هو تنامي ظاهرة التطرف التي باتت تقض مضاجع الشعوب في العالم أجمع، إذ لم تعد المنظمات المتطرفة مقتصرة على دولة بعينها ، بل أصبحت ظاهرة دولية خطيرة، حيث لم يستفيق العالم مؤخرا من صدمة أحداث الهجوم المتطرف في باريس حتى طالت يده الغادرة الجمهورية التونسية الشقيقة من خلال العملية المتطرفة في متحف باردو ثم جمهورية كينيا من خلال الهجوم المشين ضد إحدى الجامعات.
وبيّن أن المغرب طوّر مقاربة دينية شاملة ومنسجمة وناجعة لمكافحة التطرف بفضل رؤية صاحب الجلالة في مجال إصلاح الحقل الديني بصفته أميرًا للمؤمنين، بل وعملت أيضًا على توفير الدعم في هذا المجال للعديد من الدول الأفريقية والشركاء الأوروبيين من خلال برامج تكوين المرشدين الذي يهدف إلى نشر خطاب روحي ينبذ العنف والتطرف.