الرباط-المغرب اليوم
لا تزال عائلات ضحايا فاجعة مصنع للنسيج بطنجة، تتلقى التعازي في وفاة أقربائها، حيث عاينت “الأيام 24” توافد العديد من الأشخاص رجالا ونساء على منزل والد أحد الضحايا في هذه الواقعة المؤلمة بعد أن حصدت 28 ضحية، من ضمنها قاصرين.في حي شعبي، لا لغة تطفو غير لغة “عظّم الله أجركم ورحمه الله وأسكنه فسيح جنانه وإنا إليه وإنا إليه راجعون” وفيه أيضا أُلغيت التدابير الإحترازية وانمحى التباعد الجسدي الذي يفرضه الوباء وتبدّد الخوف من الفيروس القاتل، ليحلّ محله العناق الحار ومواساة عائلة الفقيد في مصابها الجلل بعد أن رحل وترك طفلا لم يكمل سنته الأولى بعد.
في الحي ذاته وعلى مقربة من منزل عائلة الضحية، يستقر منزل عائلة صاحب المصنع.. مجموعة من النساء توافدوا على المنزل وهم يسألون أخته عن حالته الصحية ويواسونها في محنتها.
دنونا من شقيقة صاحب المصنع وسألناها عن آخر المستجدات في هذا الشأن، لتردّ بلغة تنطوي على الكثير من الحسرة والأسى بأنّ شقيقها يرقد بقسم الإنعاش وحالته الله يعلم بها بعد أن وقعت الفاجعة.
وعن الإتهامات التي حاصرت شقيقها بسبب هذه الواقعة، ردّت بالقول: “دعهم يقولون ما شاؤوا”، قبل أن تؤكد أنّها هي الأخرى فقدت أقرباء لها من العائلة في هذا الحدث الأليم وبعدها غادرت وعلامات الكدر تعلو محياها وأغلقت الباب بإحكام وهي تدفن في داخلها حقائق أخرى أحجمت عن الكشف عنها بعد أن علّلت سبب عدم قدرتها على البوح بتفاصيل أخرى بكون نفسيتها محطمة الشيء الذي يقف حائلا أمام إعطاء المزيد من التوضيحات.