حمص ـ المغرب اليوم
خرج المئات من مقاتلي المعارضة والمدنيين الاربعاء من حي الوعر، آخر نقاط سيطرتهم في مدينة حمص في وسط سوريا، تنفيذا لاتفاق تم ابرامه الاسبوع الماضي مع ممثلين عن الحكومة باشراف الامم المتحدة، وفق ما اكد مراسل لوكالة فرانس برس.
وانطلقت ظهر الاربعاء عشر باصات بيضاء اللون محملة بالمدنيين ومعظمهم من النساء والاطفال من الحي، وسمح لكل منهم باخذ حقيبة معه، وفق مراسل فرانس برس في المكان، بالاضافة الى خمس حافلات اخرى خضراء اللون تقل العشرات من المقاتلين وهم يحتفظون بسلاحهم الخفيف والمتوسط. ولم يسمح للصحافيين بالاقتراب من الباصات او التحدث الى ركابها.
وواكبت الحافلات عشر سيارات اسعاف تابعة للهلال الاحمر السوري وعشر سيارات رباعية الدفع تابعة للامم المتحدة، بالاضافة الى آليات تابعة للجيش السوري، وفق مراسل فرانس برس.
واعلن محافظ حمص طلال البرازي في تصريحات لصحافيين "بدء تنفيذ المرحلة الاولى من اتفاق الوعر المتمثلة بوقف اطلاق النار وبدء خروج الدفعة الاولى من المسلحين" بالاضافة الى "بعض العائلات من المدنيين" و"بينهم مرضى".
وقال البرازي "يقدر عدد المسلحين الخارجين اليوم بـ300 مسلح" بالاضافة الى "مئة عائلة اي بحدود 400 امراة وطفل وبعض المدنيين"، مضيفا "بعد وقف اطلاق النار الناجح حتى الان وخروج الدفعة الاولى من المسلحين (...) نحن الان في مرحلة تنفيذ المرحلة الاولى التي ستنتهي في نهاية الاسبوع المقبل".
وينص الاتفاق الذي تم التوصل اليه باشراف الامم المتحدة بين مقاتلي المعارضة والنظام السوري في الاول من كانون الاول/ديسمبر على رحيل الفي مقاتل وعائلات مدنية من حي الوعر.
ومن المقرر ان تتوجه الحافلات وفق البرازي الى "الجهة الشمالية" من سوريا.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان الباصات ستتوجه الى مدينة حمص ومنها الى قلعة المضيق في محافظة حماة (وسط)، ثم باتجاه محافظة ادلب التي تسيطر عليها فصائل جيش الفتح وابرزها جبهة النصرة منذ الصيف الماضي.
ويظهر شريط فيديو بثته لجان التنسيق المحلية في سوريا العشرات من الرجال والشباب من داخل الحي، وهم بصدد الاستعداد للصعود الى حافلات. ونشرت مشاهد من داخل مركز تجمع فيه مقاتلون والى جانبهم حقائبهم.
وبحسب عبد الرحمن، من المفترض اجلاء حوالى 750 شخصا بينهم مدنيون اليوم. وقال "كل الناس تجمعوا منذ الساعة الرابعة فجرا (2,00 تغ) في الشوارع وينتظرون ان يتركوا المدينة".
وقد يستغرق تنفيذ الاتفاق مدة تصل الى شهرين، حسب السلطات. ويفترض ان يسمح برفع حصار الجيش عن الوعر، آخر معقل يدافع عنه مقاتلو المعارضة في المدينة التي وصفت من قبل "بعاصمة الثورة".
وتسيطر قوات النظام منذ بداية ايار/مايو 2014 على مجمل مدينة حمص بعد انسحاب حوالى الفي عنصر من مقاتلي الفصائل من احياء حمص القديمة بموجب تسوية مع السلطات اثر عامين من حصار خانق فرضته قوات النظام وتسبب بوفيات ونقص كبير في التغذية والادوية.
وانكفأ المقاتلون الباقون الى حي الوعر الى جانب الاف المدنيين.
ويقيم في الحي حاليا وفق البرازي، حوالى 75 الف شخص مقابل 300 الف قبل بدء النزاع في سوريا في اذار/مارس العام 2011.