الرياض ـ عبد العزيز الدوسري
وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الخميس، كلمة إلى المواطنين السعوديين وعموم المسلمين في كل مكان لمناسبة عيد الفطر المبارك.
وهنّأ خادم الحرمين في كلمته التي ألقاها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، المسلمين في كل مكان لمناسبة عيد الفطر قائلًا: "أحدثكم من جوار بيت الله الحرام من مكة المكرمة مُهنئًا لكم أيها الإخوة والأخوات بهذا العيد السعيد تهنئة طيبة لكل مسلم ومسلمة على ثرى هذه الأرض المباركة، وفي شتى أرجاء المعمورة، سائلين الله تعالى أن يعيده على الجميع بالخير والمسرات، وقد التأمت جراحات أمتنا الإسلامية، وتحقق لها ما تصبو إليه من عز وتمكين واستقرار وسلام".
وأكد أنَّ "احتفاء المسلمين كافة بعيد الفطر المبارك، هو مظهر من مظاهر التلاحم، وعنصر من عناصر الوحدة بين سائر أبناء الأمة الإسلامية، وحدة تجمعُ المسلمين مهما اختلفت أماكنهم ولغاتهم، وتنشر معاني التراحم والتعاطف والمحبة والسلام، باعتبارها من قيم الإسلام النبيلة التي دعا الناس إليها قبل أربعة عشر قرنًا، وتربى عليها المسلمون وتعلموها".
وأوضح أنَّ "المملكة العربية السعودية تأسست على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأصبحت بحمد الله مضرب المثل للوحدة والصفاء والتنمية والبناء على مستوى الفرد والمجتمع، وستظل بإذن الله واحة أمنٍ تقوم بواجبها بتعزيز روح المحبة والوئام وتضميد الجراح، والعمل على تحقيق مبادئ العدل والسلام، ومكافحة الإرهاب، حتى ينعم العالم بالأمن والاستقرار والرخاء".
وأضاف: "لقد حملت هذه البلاد المملكة العربية السعودية، همّ الأمة الإسلامية، منذ توحيدها ولا تزال، مستشعرة موقعها في قلب العالم الإسلامي، وخدمتها للحرمين الشريفين، فلا غرو أن كانت ولا تزال وستستمر بعون الله حريصة على خدمة الإسلام، والوقوف بجانب المسلمين في أرجاء المعمورة، والدفاع عن قضاياهم المشروعة وفي مقدمتها قضية فلسطين، وبخاصةٍ في هذا الوقت الدقيق الذي تمر به أمتنا العربية والإسلامية".
وأشار الملك سلمان، إلى أنَّ "المملكة العربية السعودية يحدوها الأمل في تحقيق المعاني السامية للتضامن، وتوحيد الصف والكلمة استجابة لنداء الحق تبارك وتعالى في قوله "واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا واذكروا نعمتَ الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا".
وأبرز أنَّ "أمتنا العربية والإسلامية، اليوم بأمس الحاجة إلى التمسك بمبادئها على نحو ما كانت عليه في عصور القوة والمنعة، لتقف في وجه التنظيمات الشريرة، منبع التطرف والإرهاب، ولن يتأتى ذلك إلا بعد التوكل على الله ثم تضافر الجهود، وتوحيد الكلمة ، وتغليب جانب العقل والحكمة، لنجنب أوطاننا وشعوبنا هذه الفتن ، فديننا دين محبة وسلام، يدعو إلى تقبل الآخر واحترامه والتعايش معه".
واستطرد: "إننا نتوجه بقلوبنا وجوارحنا إلى الله، تبارك وتعالى، بالحمد والشكر، وندعوه أن يأخذ بأيدينا وأيدي أمتنا إلى ما فيه خيرها وصلاحها، لتجتاز شعوبنا ما نزل بها من محن، وأن يكون العيد السعيد مناسبة طيبة لتجاوز الآلام، وبلوغ الآمال، كما نسأله تعالى أن يغمر برحمته ورضوانه ومغفرته شهداءنا، الذين فاضت أرواحهم الطاهرة فداء لدينهم ووطنهم ، وأن يرحم جميع أموات المسلمين ، إنه سميع مجيب الدعاء".