بيروت - فادي سماحة
بدء المصمم اللبناني العالمي، ربيع كيروز، مشواره في التصميم في عمر الـ16، عندما قرر الانتقال إلى باريس ليصقل موهبته بالدارسة، وبعد تدربه في داري Chanel وDior افتتح عام 1997 دار أزيائه الخاصة في بيروت، ليصبح وجهةً أساسية للمرأة الباحثة عن أناقة التصميم وفخامة الأقمشة، الممزوجة بالإستايل الباريسي الشهير.
إذ كشف كيروز، خلال مقابلة خاصة مع زهرة، أنه يحب ابتكار ملابس مريحة وعملية للمرأة، وعادةً ما يكون ستايل الرجل كذلك، بسيط وعملي ومريح، ولكن في الوقت نفسه، التصاميم كانت أنثوية للغاية، بفضل الخامات المستخدمة كـ الساتان والكريب، متابعًا " أحب أن تكون تصاميمي ذات لمسة حضرية أو Urban، بحيث يمكن للمرأة أن ترتديها في الصباح والمساء في أي وقت.
وبشأن تصاميمه الخارجة عن المألوف للمرأة العربية، أكد كيروز، "لست هنا لأتجاوز الحدود أو لأغير شيئًا، لكن لدي وجهة نظر خاصة ورؤية معينة أريد إيصالهما، فالمرأة العربية لديها ذوق لافت وملامح أخاذة، كما أنها تحب ارتداء الكثير من المجوهرات والأكسسوارات، ولذلك يجب أن تكون الفساتين بسيطة وغير معقدة"، مضيفًا "أن تصاميمي تحمل لمسة شرقية لكن من حيث الأشكال والقصات، وليس من حيث الديكور أو التطريز".
وأشار كيروز، أن المجموعة الجديدة مستوحاه من ملابس اليونيفورم Uniform ، كمئزر اللّحام والخبّاز والعاملين في المصانع، وهذا الإسم عبارة عن شيفرة أو رقم، كالذي يحمله عامل في المصنع على مريوله، لافتًا إلى أنه بعض أن عرض تصاميمه في باريس، اتجه الآن نحو التوسع، وكان لا بد أن تكون دبي وجهته الجديدة، بفضل العلاقات الطيبة التي تجمعنه مع المختصين، إذ أنه يشعر بالراحة والثقة، كما يحب أن تكون تصاميمه معروضةً في مكانٍ واحدٍ حصري، ولهذا اخترت متجر Harvey Nichols.
فيما لفت كيروز، إلى أن اختياره للألوان يتوقف على مزاجه، فلمجموعة خريف وشتاء 2011-2012 أحببت أن آخذ الأمور إلى أقصى الحدود، ولذلك كانت الألوان قوية ومحددة وواضحة، موضحًا "أنا لا أحب الألوان "ما بين بين"، بل الألوان الأساسية البارزة، ولهذا كانت الألوان مستوحاة من الأحجار الكريمة كالزمرد والياقوت والألماس، وبما أن التصاميم كانت بسيطة أحببت التركيز على الألوان.
وأكد كيروز، أن أهم ما تعلمه خلال تدريبه في ديور وشانيل، العمل الجاد والدؤوب، فالنجاح لا يمكن أن يأتي دون العمل بجهد، متابعًا "كما تعلمت أن تكون لي لمستي الشخصية وستايلي الخاص، وأيضًا أهمية الجودة والنوعية فيما يتعلق بالخامات والتفاصيل الصغيرة، لافتًا إلى أنه
"لست من المؤمنين بالصيحات أو الـ Trends لأنها تأتي وتذهب، لكن أرى أن الألوان القوية تمثل صيحة هامة هذا الموسم، وكذلك مزج الخامات مع بعضها مثل الجلد مع الساتان، ولكن أعود وأقول أنني لا أحب الموضة، بل أحب الملابس!".
كما ذكر كيروز، "أنا لا أنظر إلى جنسية المصمم عندما أرى تصاميمه، لكن في رأيي أن سر نجاح المصممين العرب على السجادة الحمراء، لأنهم ملتزمون بتقديم فساتين الكوتور التي تليق بالنجمات، في حين يتجه المصممون الأوروبيون اليوم أكثر نحو الستايل العصري والحضري أو الـUrban.، مشيرًا إلى أن المرأة العربية تتمتع بأسلوب مميز وفيه الكثير من الإحساس والشغف، كما أنها تتمتع بملامح ملفتة وأخاذة، لا سيما في عينيها.
وبشأن الخطأ الشائع الذي ترتكبه المرأة العربية فيما يتعلق بالموضة، أوضح كيروز، أن يتمثل في تكديس الكثير من المجوهرات والأكسسوارات معًا، وينصح كل امرأة بأن تتبع حسها الخاص وألا تقلد غيرها، وأن تخلق الستايل الخاص بها، مضيفًا أنه "لا أؤمن بمصطلح أيقونة الموضة، لكن هناك "ملهمات" يلهمن المصممين، بسبب أسلوبهن وشخصيتهن وموهبتهن وليس بسبب أناقتهن فحسب، وهذا ما يجعل المرأة "أيقونة"، فمادونا تنطبق عليها هذه الصفات لأنها خلقت ستايل مميز ومختلف، أما ليدي غاغا فليست أيقونة لأنها تقلّد مادونا في رأيي وتستنسخها".
كما أكد كيروز، أنه لا يحب موضة الـBiker والروك آند رول لأنها لا تليق به، مشيرًا إلى أن معظم النجمات عليها طرد منسق المظهر الخاص بها، لأنهن يعتمدن على غيرهن لخلق إطلالةٍ جميلةٍ لهن، المنسق الماهر لا يجعل لمسته تظهر وتظعى، بل يجب أن يكون عمله في الخفاء، مضيفًا أنه كرر ارتداء التي شيرت الأبيض، لأنه عملي ومتعدد الاستعمالات.
وبشأن رأيه في ستايل بعض النجمات، قال كيروز، هيفاء "فظيعة"!، لأنها حقًا ذات ستايل مميز وأصلي، كما أنها تبدو في الحقيقة تمامًا كما تبدو في الصور، أما أليسا لا يثير الستايل الخاص بها إعجابه، وبالنسبة لنانسي عجرم، فتتمتع بستايل ظريف، متابعًا إن "صباح كانت مميزة وجريئة كما أنها خلقت حالة جديدة خاصة بها وناجحة، ولكن لا أعتقد أنه كان بإمكاني تصميم ملابس لها."
وكشف كيروز، أن أفضل شيء في عمله كمصمم "هو أنني أمارس هوايتي وشغفي كل يوم، وأسوأ شيء هو أن العمل مستمر على الدوام، وعلي أن أكون مواكبًا لما يحصل في عالم الموضة كل يوم، فليس هناك استراحة، مشيرًا إلى "أسعد كثيرًا عندما تقول لي زبوناتي أن ملابسي تثير مشاعرهن، فمن الجميل أنني أستطعت إيصال شعورٍ كهذا لهن، وأنني لم أصمم قطعة ملابس فحسب".
وبشأن أفضل ذكرياته في عالم الموضة، أكد كيروز، أنها عندما قدم أول عرضٍ في باريس، وفي الكواليس، سمع تصفيق الحاضرين الحار وكلمة "برافو! برافو!"، لا سيما عندما امتدحه خبير موضة مشهور بنقده القاسي، إذ قال له: "ماذا فعلت؟ لقد أدمعت عيناي"، وأخيرًا اعترف بكرهه للفرينش منيكور French، إذ أنه ببساطة غير أنيق أبدًا.