يغلب على حفلات الزفاف طابع الرومانسية الحالمة ويتلقى الزوجان أماني صادقة بالسعادة واستمرار الحياة الزوجية، دون أن يلحظ أحدٌ من الحضور وجود علامات تحذيرية تنبئ بفشل تلك الزيجة وانفصال الزوجين.
لذلك كشفت خبير الجنس والعلاقات بين الجنسين البريطانية، تريسي كوكس، عن تلك العلامات التحذيرية التي تظهر في الحفل دون أن ينتبه لها أحد.
وتشير الدراسات الجديدة إلى أن حفل الزفاف يمكن أن يمنح الكثير من الدلالات، التي تنبئ بالسعادة الزوجية على المدى الطويل أو العكس.
وتشمل هذه العوامل عدد الضيوف، وحجم الإنفاق المادي، وفستان الزفاف التي ترتديه العروس، وعدد الأزواج السعداء المدعوين إلى الحفل، وهو ما يقدم الكثير من المؤشرات الحيوية ذات دلالات مهمة؛ فكلما ازداد عدد المدعوين إلى الحفل ارتفعت السعادة الزوجية بين الزوجين.
واكتشف اثنان من علماء النفس من جامعة دنفر، أن ارتفاع أعداد المدعوين يرتبط بانخفاض احتمالات الطلاق، حتى مع اختلاف الكثير من العوامل مثل التعليم والدين والعرق والدخل.
وأرجع علماء النفس ذلك إلى سببين؛ أولهما أن التصريح العلني بالزواج أمام الكثير من المدعوين يجعل الزوجين أكثر رغبة في الحفاظ على الحياة الزوجية والتمسك بها، لأن معظم الناس يحبون الالتزام بما يقولون وما يفعلون.
وثاني الأسباب أن دعم الكثير من الأصدقاء وأفراد العائلة يعني تقديمهم يد العون والمساعدة في المستقبل، خلال الأوقات الصعبة.
وأكدت تريسي: احتفال الزفاف الصغير الذي يشمل الزوجين والشهود، يبدو رومانسيًا، إلا أن الأمر ينتهي سريعًا بالطلاق، وذلك بسبب عدم موافقة العائلة والأصدقاء على الزواج.
وأوضحت أنه إذا ارتدت العروس فستان زفاف بتنورة منفوشة أو على نمط "سندريللا"، فإن الزواج سينتهي بخيبة أمل؛ لأنها تنظر للحياة بنظرة خيالية بعيدة عن الواقع، فهي تتخيل أنها ستتزوج الفارس المغوار الذي يحمل درعًا لامعًا وينقذها في النهاية، مثلما حدث مع سندريللا، ولكن الواقع يختلف عن ذلك تمامًا، وتبقى محاصرة بالتوقعات التي كونتها خلال فترة الخطبة، والتي لا تنجح في مجتمع اليوم.
كما تسفر التوقعات عن أن الزوج هو الرجل المعيل القوي الذي يتخذ القرارات في معظم الوقت، عن نتائج سلبية للزوجين.
وبالرغم من شعور الفتاة الخيالية بأنها "أنثى" تريد أن يحميها الرجل من العالم، إلا أن اتخاذ الرجل القرارات عوضًا عنها يشعرها بالسيطرة عليها وليس بالحماية.
وينتهي الزواج الذي يتظاهر فيه الرجال بالقوة، وعدم اعترافهم بالضعف أو نظرية "أنا وأنتِ ضد العالم" بالفشل الزريع؛ لأن الزواج لا يعتمد على التظاهر.
ووجدت دراسة أميركية حديثة أن النساء اللواتي يتوقعن العيش في قصة حب خيالية رومانسية بعد الزواج، أقل رضًا وسعادة، وأكثر عرضة للاكتئاب من النساء اللائي لم يفعلن ذلك.
وأضافت تريسي أنه كلما ازدادت تكاليف حفل الزفاف، ازدادت مخاطر الطلاق، إذ كشف خبيران اقتصاديان من جامعة إيموري، درسا العلاقات بين الجنسين قبل وبعد الزواج، أن إنفاق المزيد من الأموال على حفلات الزفاف وخواتم الزفاف الباهظة، يجعل الزواج أقل استقرارًا،وأكثر عرضة للطلاق؛ لأن اختيار تكاليف الزفاف الباهظة يعني أن الزوجين، لا يستطيعان إدارة شؤونهما المادية.
واختتمت في النهاية بقولها إن الزوجين القادرين على الحفاظ على حياة زوجية طويلة الأمد، هم الأكثر سعادة، فالزواج مثل كل شيء في الحياة مليء باللحظات السعيدة التي يشعر فيها الزوجان بالرضا واللحظات التعيسة المزعجة، فمفتاح السعادة الزوجية هو تقبل طبيعة الحياة الزوجية بتوقعات واقعية وليست خيالية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر