لندن - كاتيا حداد
تبحث شرطة سكوتلاند يارد في لندن، عن الشقيقتين عبير صلاح (16 عامًا) وأحلام (15 عامًا) وصديقتهم فردوسة حسن (13 عامًا) بعد اختفائهن للمرة الثانية خلال عملية مطاردة، وتعتقد سكوتلاند يارد أن الفتيات لم يسافرن للخارج وسط مخاوف من احتمالية اتجاه الفتيات إلى الشرق الأوسط مثل العديد من فتيات مدارس لندن.
وتعتقد والدة الشقيقتين عبير وأحلام صلاح وتدعى "ليلى صلاح" أن الفتاتان يتصرفان مثل المراهقات، مضيفة وهي تذرف الدموع في منزل العائلة في وود غرين شمال لندن "عندما اختفت الفتيات من قبل تذكرت كلمتهن عندنا قالوا نحن مراهقين إنه أمر للمتعة فقط، لذلك لا أعتقد أنهم متطرفين كما أنهم لم يأخذوا جوازات السفر ولم يأخذوا أي شيء، أتمنى فقط عودتهم قريبا، أنا خائفة عليهم ولا أنام، لم يذهبوا من قبل لفترة طويلة".
وتدرس أحلام وفردوسة في مدرسة هيرت لاند الثانوية في القرب من قصر الكسندرا في شمال لندن، أما عبير فهي في كلية بالقرب من توتنهام، وأوضحت السيدة صلاح (45 عاما) أن نجلتيها اختفتا مرتين من قبل ونامتا في الحافلات لمدة ليلتين، وأجرت المباحث نداءات عاجلة لتتبع فتيات المدارس الثلاث، فيما تم الإبلاغ عن غياب عبير وفردوسة بتاريخ السادس من ديسمبر/ كانون الأول قبل عشرة أيام، وتم اخطار الشرطة باختفاء أحلام بعد أسبوع بتاريخ 12 ديسمبر/ كانون الأول.
وبيّنت السلطات أن الفتيات لم تغادر البلاد بعد، في حين أكد متحدث باسم شرطة سكوتلاند يارد بأنه لا يوجد ما يشير إلى أن المراهقات تحاولن السفر إلى سورية، أو أي مكان أخر في الشرق الأوسط، وتم الإبلاغ عن الفتيات الثلاثة المفقودات في نوفمبر/ تشرين الثاني قبل أن يتم تعقبهن.
واختفت فردوسة من قبل في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني في حين غادرن كل من أحلام وعبير وود غرين وهارينجى على التوالي بعدها بيومين، وعثر عليهن بتاريخ 20 نوفمبر في المنطقة المحلية، حيث أضاف باول تريفرز من إدارة التحقيقات الجنائية فى هارينجى "تم الإبلاغ عن غياب الفتيات من قبل، وفى المرة الأخيرة ظلوا مفقودين لمدة أسبوع، وعثر عليهن سالمين لاحقا في وود غرين بتاريخ 20 نوفمبر/ تشرين الثاني، نحن قلقين على سلامتهن بسبب طول فترة غيابهن".
وتشعر عائلات الفتيات بالقلق على سلامتهن وحثهن على الاتصال بهن، ليتأكدوا من كونهن بصحة جيدة، حيث تخشى السيدة صلاح أنه بعد هروب الفتيات يكون لديهن مكان للبقاء فيه خاصة بعد غلق هواتف الفتيات بمجرد غيابهن.
وبيّنت السيدة صلاح وهي أم لسبعة أطفال أن ابنتيها تغيرتا قبل أربعة أشهر عندما صادقن فردوسة والتي تشير إليها الوالدة بأنها السبب في اختفاء بناتها مضيفة "كنا عائلة جيدة من قبل ولم يكن لدينا أي مشاكل، ولكن بناتي تغيرن عندما أصبحن صديقات فردوسة، أصبحوا أصدقائها منذ أربعة أشهر وعندها تغير كل شيء، إنهم مجرد مراهقين".
ويعتقد الضباط أن الفتيات الثلاث ربما يكونوا نائمين في إحدى الحافلات أو في أي مكان أخر في شبكة النقل، وتوصف فردوسة بمظهرها العربي ويبلغ طولا خمسة أقدام وخمسة بوصات وهى متوسطة الحجم، أما عبير فهي سمراء من أصل صومالي، ويبلغ طولها خمسة أقدام و10 بوصات ومتوسطة الحجم، وتتميز شقيقتها أحلام ببشرة سمراء من أصل صومالي، ويبلغ طولا خمسة أقدام وخمسة بوصات بحجم متوسط.
وتدرس الفتاتين الصغيرتين في مدرسة هيرت لاند الثانوية في وود غرين، وبيّن تقرير منظمة "أوفستد" للتفتيش لعام 2012 أن 88% ممن يدرسن في تلك المدرسة من الأقليات العرقية، حيث انخفض الرقم إلى 76% هذا العام، وزاد عدد الأطفال الناطقين باللغة الإنجليزية كلغة إضافية بمعدل أربعة أضعاف ليصل إلى النصف تقريبا، فيما أشاد المفتشون بموظفي وطلاب المدرسة لأنهم يخلقون مجتمعا متنوعا ومتناغما في المدرسة.
وذكر مدير المدرسة سايمون جاريل أنه سيتم بذل كل الجهود الممكنة لمساعدة الشرطة في تحقيقاتها بشأن الفتيات، مضيفا "تم الابلاغ عن اختفاء طالبتين هما فردوسة حسن 13 عاما وأحلام صلاح 15 عاما فضلا عن اختفاء صديقة ثالثة لهن لم تحضر في المدرسة، وكانت الفتاتان معنا في المدرسة لفترة قصيرة بعد انتقالهن من المدارس المحلية، ونحن نقدم كل الدعم اللازم للشرطة في محاولة لإعادتهن إلى الوطن بسلام، قلوبنا مع أسر الفتيات في هذا الوقت العصيب".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر