الدار البيضاء ـ ناديا أحمد
تعتبر رابحة كموس التي تنحدر من منطقة كلميمة التابعة لإقليم الرشيدية جنوب المغرب، التي تعمل في مجال المقاولات الفلاحية والعمل التعاوني والإرشاد السياحي، نموذجا للمرأة القروية الأمازيغية التي تعمل جاهدة لإبراز مؤهلاتها وكفاءتها بهدف النهوض بأوضاعها المادية والاجتماعية.
وتعمل رابحة (58) عامًا، التي لم يسبق لها أن ولجت المدرسة، في القطاع الفلاحي إذ تشرف على ضيعة في منطقة كلميمة الشهيرة بإنتاج تمور ذات جودة عالية، وتسهر على تربية الماشية، لتوفير مستلزمات الحياة الكريمة لأبنائها الأربعة لاسيما وأنها مطلقة منذ عدة سنوات.
وانخرطت رابحة في العمل التعاوني في كلميمة من خلال وحدة مقاولاتية لإنتاج مادة الكسكسي المحلي والحلويات وتكوين النساء القرويات في هذا المجال لاسيما وأنَّ المرأة في المنطقة لا تعمل خارج البيت لذلك تجد ضالتها في التعاونيات التي تتكفل بتوزيع المنتجات المذكورة على أساس اقتسام الأرباح.
واستفادت رابحة من دروس محو الأمية والتي تتحدث كذلك باللغة الفرنسية وانخرطت في الإرشاد السياحي الذي توارثته عن آبائها.
وأوضحت رابحة أنَّها ترافق السياح الذين يأتون إلى المنطقة لزيارة الواحات والقصبات وكذا كثبان مرزوكة الشهيرة كما تقدم لهم شرح عن التقاليد والعادات التي تزخر بها منطقة كلميمة والنواحي.
وأشارت إلى أنَّ وضعها "مطلقة" جعلها تبحث عن موارد إضافية تساعدها على مواجهة أعباء الحياة والتكفل بأبنائها الأربعة لذلك انخرطت في العمل السياحي.
وأكدت رابحة أنَّ الاحتفال بمناسبة اليوم العالمي للمرأة يقتضي استحضار النساء المطلقات والالتفات لأوضاعهن لكونهن يواجهن مشاكل في التكفل بالأبناء لاسيما إذا كانت أوضاعهن هشة وصعبة.
وبالرغم من انشغالاتها المتعددة المرتبطة بالنشاط الفلاحي والعمل التعاوني والإرشاد السياحي، تقتطع رابحة جزء من وقتها للإبداع الفني إذ تشارك رفقة أفراد من عائلتها في المهرجانات الموسيقية والثقافية التي تكون كلميمة مسرحًا لها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر