واشنطن ـ رولا عيسى
تستعد لاعبة المُبارزة بالسيف الأميركيَّة المسلمة ابتهاج محمد (30 عاما) للمشاركة في "أوليمبياد ريو" الصيف المقبل. وكانت الرياضية الأميركية وقفت بفخر في عام 2013 على منصة "بودابست"، بعد فوزها بالميدالية البرونزية في المبارزة مرتدية حجاباً من اللون الأحمر والأبيض والأزرق باعتبارها مسلمة. وتعدُّ ابتهاج أول رياضية أميركية تشارك في الأولمبياد بالحجاب، ما يضعها في ظروف تتجاوز مجرد المشاركة في لعبة رياضية.
وفازت ابتهاج المولودة في "نيو جيرسي"، في الأولمبياد فى يناير/ كانون الثانى، وتأمل أن يساعد وجودها فى مواجهة الموجة الأخيرة من المشاعر المعادية للإسلام في الولايات المتحدة بسبب تصريحات المرشح الرئاسي دونالد ترامب حول حظر المسلمين من دخول الولايات المتحدة. وقالت ابتهاج المصنفة عالمياً في المرتبة السابعة في المبارزة بالسيف للسيدات: "أشعر وأننى مباركة لوجودي في هذا المنصب وهذه المنصة، وعندما أفكر في أسلافي والناس الذين تحدثوا ضد التعصب والكراهية، أشعر بأنني مدينة لهم ليس بنفسي فقط ولكن لمجتمعي أيضا في محاولة محاربة الكراهية والتصدي لها، مشيرة الى أن هناك أناساً لا يشعرون بالأمان للذهاب إلى عملهم يوميا أعتقد أن هذه مشكلة".
وجربت ابتهاج كافة الألعاب الرياضية أثناء طفولتها بداية من الكرة اللينة حتى التنس، إلا أن التعديلات التى كانت تضطر ابتهاج إلى عملها بملابسها الرياضية مثل إضافة الأكمام أو ارتداء السروال في حين أن فريقها يرتدي الشورت، كانت مملة بعض الشيء، وكشفت أنه في أحد الأيام أثناء وجود ابتهاج مع والدتها في السيارة عندما كان عمرها 12 عاما شاهدت تدريباً على المبارزة من نافذة إحدى المدارس الثانوية، وحينما وجدت أبتهاج لاعب المبارزة مغطى بالكامل من رأسه حتى قدميه أدركت أنها مناسبة لمظهرها ودينها.
وتواصلت ابتهاج على الفور مع مؤسسة "ويستبروك" التي يديرها أولمبي سابق هو بيتر ويستبروك لتعليم المبارزة فى نيويورك، وحصلت ابتهاج في ما بعد على منحة دراسية من جامعة "ديوك"، وذكر ويستبروك الذي كان أول أفريقي أميركي يفوز بالميدالية الأوليمبية عام 1984 " لا تنخدع بهذا الوجه الجميل، لديها شيء مميز يجعلها مدافعة حقيقية لديها رغبة صادقة فى الفوز".
ووضعت ابتهاج المبارزة جانبا بعد التخرج من الجامعة واتجهت إلى التدريس وكانت تفكر فى الالتحاق بمدرسة للقانون، لكنها لا زالت شغوفة بالمبارزة، ما جعلها تعود إلى مدربها الجديد " آخي سبنسر إيل" وهو على صلة أيضا بمؤسسة ويستبروك، وقالت ابتهاج عن مدربها الجديد "أنها وجدت فيه الشخص الذي يثق في قدراتها، وكان هذا كافيا لها لإعطائها دفعة لتكريس نفسها لهذه الرياضة."
واضاف سبنسر " لاحظت أن ابتهاج مختلفة، وكان هناك المزيد من المنافسة، وعلمت أنه يمكننى تدريبها حتى تصل إلى مستوى أفضل لاعب فى العالم"، واستغرق الأمر بعض الوقت من ابتهاج لكنها حققت أول بطولة عالمية لها فى عام 2010 وساعدت الأميركيين على الفوز بالفريق البرونزي لاحقا بعد عام، وبعد عامين كانت ابتهاج جزءاً من أول فريق للكبار يحصل على المدالية الذهبية.
وكان على الرياضيين النضال من أجل حقهم في ارتداء غطاء الرأس الديني في الالعاب الرياضية مثل كرة السلة وكرة القدم، وغيرت "الفيفا" نظامها لتسمح بارتداء الحجاب عام 2012، إلا أن ذلك لم يقلل من عزيمة ابتهاج على خوض المنافسة، حيث ارتدت ابتهاج حجاباً بألوان متعددة، كما أنشأت موقع للملابس مع أشقائها باسم Louella.com لملابس المرأة المسلمة التي تبحث عن ملابس ذات ألوان زاهية مع الالتزام بالدين.
وعانت ابتهاج في البداية من بعض ردود الفعل العنيفة، وسُئلت ابتهاج السبت فى مهرجان في "اوستن" في تكساس من قبل أحد المتطوعين والذي طالبها بخلع الحجاب من أجل التصوير الأمن، لكنها غردت في ما بعد أنها لا يمكنها فعل ذلك. وعزمت ابتهاج على استخدام وقتها حتى تظهر للولايات المتحدة وبقية العالم أن المسلمين الأميركيين يجب أن يتم تبنيهم وليس تجنبهم.
وقالت ابتهاج " أنا لم أشكك في نفسي كمواطنة أميريكية في هذا المنصب، هذا هو وطني وهذه أنا، وعائلتي عاشت هنا، نحن أميركيو المولد، وهذا جزء من تكويني وهذا كل ما أعرفه، ولذلك عندما أسمع شخصاً يطالب بإرسال المسلمين إلى بلادهم يصبح الأمر بالنسبة لى أين سأذهب؟ .. بالفعل أنا أمريكية".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر