بعد أن أثار قرار تخصيص غرفة خاصة للمدخنات في صالة جديدة بمطار الملك خالد بالرياض، ردود أفعال رافضة على الشبكات الاجتماعية، والتي رأى بعضها أنه قرار غير مناسب ومخالف لعادات وطبيعة المجتمع، قرر المطار إلغاء هذه الغرفة واعتبار كأنها لم تكن.
في المقابل، اعتبر بعض السعوديين أن تخصيص صالة للمدخنين مماثل لما يحدث في في باقي المطارات العالمية والدولية، وخصوصاً أن المملكة تحتوي على عدد كبير الوافدين الأوربيين والأجانب المدخنين.
وقال مصدر سعودي مسؤول لـ"هافينتغون بوست عربي" أنه لا يوجد هناك أي صالة للمدخنات في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، وأنه تم إلغاؤها.
تشغيل الرحلات الداخلية
وجاء تخصيص هذه الغرفة في إطار تدشين هيئة الطيران المدني السعودي للصالة الخامسة في مطار الملك خالد الدولي بالرياض التي أعلنت الخطوط السعودية أنها ستبدأ اعتباراً من صباح الأحد 22 مايو/أيار 2016 حيث أعلن أن الصالة الجديدة تحوي غرفاً خاصة للمدخنات إلى جوار غرف الرجال، وفق شروط خاصة، ومراوح شفط للدخان، لكيلا يتضرر غير المدخنين، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" الثلاثاء17 مايو/أيار 2016.
لا وجود لصالة المدخنات
غير أن مصدراً مسؤولاً في هيئة الطيران المدني قال لـ"هافينتغون بوست عربي"، إنه تم اليوم الأحد 22 مايو/أيار 2016 افتتاح الصالة أما بخصوص الغرفة الخاصة بالمدخنات فهي غير موجودة وتم إلغاؤها.
والتقى "هافينتغون بوست عربي" بعدد من السيدات المدخنات لمعرفة رأيهن في هذا الأمر.. فأعربت هيفاء الدخيل، وهي متزوجة وتعمل في إحدى الشركات الخاصة بتنظيم الحفلات، عن تأييدها لفكرة تدشين غرفة خاصة للمدخنات في مطار سعودي؛ معتبرة أنها خطوة جيدة ومدروسة؛ نظراً لأن هناك سيدات كثيرات يدخن ويلجأن للأسف إلى دورات المياه؛ كون لا يوجد غرف خاصة إضافة إلى نظرة المجتمع طبعاً للسيدة المدخنة".
وتضيف هيفاء "تخصيص غرفة للمدخنات جاء كون الملك خالد بالرياض مطاراً دولياً؛ ويجب أن يخضع لمعايير معينة فهناك زائرات ومقيمات في السعودية من كافة الجنسيات العربية وغير العربية".
مواصفات دولية
أما سلوى، وهي موظفة في السلك التعليمي تقول "لا ننكر أن هناك مدخنات من السيدات؛ وأصبحت ظاهرة ومقبولة لدى بعض المجتمعات؛ وتضيف لماذا كل هذا الهجوم والرفض لإقامة مثل تلك الصالات؛ المطار دولي ويجب أن يكون كامل المواصفات، وليس ضرورياً أن تكون خصصت للسعوديات".
واعتبرت أن "المجتمع يعاني من انفصام وازدواجية في بعض الأمور، فالتدخين مضر ومعيب في مجتمعنا ليس فقط للنساء، وإنما للرجال أيضاً؛ فلماذا لم يعترضوا على تخصيص غرف خاصة للمدخنين"؟ حسب قولها.
السجائر والشيشة بالسعودية
أوضحت بعض الدراسات أن نسبة المدخنين البالغين في السعودية 21.6% من جملة السكان، وهذه النسبة تضع المملكة في المرتبة السادسة بالنسبة لانتشار التدخين بين جملة السكان، حيث بلغت نسبة المدخنين الذكور 35%، مما يجعل السعودية الرابعة في انتشار التدخين بين الذكور، بينما بلغت نسبة المدخنات البالغات في السعودية 5.7% من جملة النساء مما يجعل المملكة في المرتبة الخامسة بعد فرنسا (26.7%) وأميركا
(21.5%) وإيطاليا (19.2%) وجنوب أفريقيا (9.1%).
وقد أثبتت دراسة سعودية أن أكثر الفئات العمرية المستهلكة للسجائر تقع ما بين 20 إلى 29 عاماً بالنسبة للجنسين، وأن تدخين المرأة عادة ما يبدأ في عمر 15 سنة وما فوق.
وقد بلغت نسبة المدخنات في هذا العمر 4.7% للسعوديات و9.4% للمقيمات، حيث احتلت مدينة جدة المرتبة الأولى في نسبة النساء المدخنات على مستوى مدن وقرى السعودية، وحسب الدراسة فإن التدخين بين طالبات المرحلة المتوسطة بالسعودية نسبته 2.7% وأن السجائر والشيشة (الأرجيلة) هما الشائعتان بين النساء وبنسب متقاربة.
وعبر عدد من المواطنيين عبر تويتر عن رفضهم وتأيدهم للفكرة عبر وسم #غرف_للمدخنات
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر