متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون
توقف مطار بن غوريون عقب اعتراض صاروخ اطلق من اليمن وفاة مضيف طيران بسبب دخان في مقصورة طائرة سويسرية شركة الطيران الإسرائيلية "العال" تُقرر استمرار تعليق رحلاتها من تل أبيب إلى موسكو حتى نهاية مارس 2025 منظمة الصحة العالمية تُطالب بوقف الهجمات على المستشفيات في قطاع غزة وفاة توأم رضيع فقد حياته جراء البرد القارس الذي يعاني منه النازحون فى غزة قوات الاحتلال الإسرائيلى تعتقل 4 مرضى أثناء نقلهم من المستشفى الإندونيسي إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد جنوده نتيجة حادث في قطاع غزة دبابات إسرائيلية تُحصار مجموعة من المباني الحكومية في في مدينة السلام بالقنيطرة جنوب سوريا مطالبة بإخلائها على الفور ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 45 ألفاً و541 شهيداً و108 آلاف و338 مصاباً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الخارجية الفلسطينية تؤكد أن تفاخر دولة الاحتلال الإسرائيلي بتدمير جباليا استخفاف بالشرعية الدولية
أخر الأخبار

متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون

المغرب اليوم -

متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون

توفيق بن رمضان

تدفع الحماسة الدينية؛ العديد من أبناء التّيّارات السّياسية الإسلاميّة؛ لتنفيذ أعمال متهوّرة وغير عقلانيّة توردهم موارد الهلاك وتدمّرهم وتدمّر أوطانهم، ويقدمون وهم لا يدرون؛ خدمات إلى أعداء الأمّة، وينفّذون لهم أجنداتهم ومخطّطاتهم التّآمرية المدمّرة للشّعوب والأوطان.

 ولنعد إلى التّاريخ القريب، عندما دفع الشّباب المشحون بالعواطف والحماسة الدّينيّة، وخصوصًا من أبناء التّيّارات الدّينيّة إلى القتال في أفغانستان؛ لتحقيق هدفين اثنين، الأوّل: إفراغ الشّحنة الحماسيّة، والتّخلّص من كلّ شاب متحفّز للقتال ضدّ الصّهيونية والإمبريالية أو الخروج على الأنظمة العميلة والمستبدّة في المنطقة العربيّة، والهدف الثّاني: إضعاف وتفكيك الاتّحاد السّوفيتي، فاستعمل لهذا الغرض الشّباب المسلم المغرّر به والمدفوع بالغيرة والحماسة الدّينيّة، وبهم تمكّنت أميركا و المنظومة الغربيّة المتصهينة من إضعاف الإتّحاد السّوفيتي وتفكيكه.

 أمّا خلال هذه الأيّام بعد الثّورات العربيّة المزعومة والمصطنعة؛ دُفع الشّباب المتأسلم الذي لا يفقه من الدّين إلا القليل إلى السّاحة السّورية واستدرج إليها حتّى لا يتمرّد على الأنظمة العميلة في المنطقة، واستعملوه ليدمّروا به سورية وجيشها، وبالتّالي ينفّذون ما عجزت عن تحقيقه "إسرائيل" وحليفتها المتصهينة أميركا، و حقّقوا لهم من حيث لا يعلمون انجازًا عظيمًا لم يكونوا ليحقّقوه وإن أنفقوا فيه مليارات الدّولارات، وإن ضحّوا بالآلاف من جنودهم؛ و لكنّهم بالعرب المتأسلمين الأغبياء والمغفّلين تمكّنوا من تحقيق أكثر ممّا كانوا يصبون إليه، فجرّدوا سورية من سلاحها الكيميائي واستنزفوا جيشها وألحقوا بها دمارًا مفجعًا، ناهيك عن الخسائر الاقتصادية والقتلى من المدنيين والعساكر مع الإصابات والإعاقات.

 و هذا كلّه لم يكن ليتحقّق لولا الغباء والحمق السّياسي والجهل بالألاعيب الاستخباراتيّة الصّهيو-غربيّة، فوجدوا شباب متأسلمون أغبياء ومغفّلون متهوّرون يسهل التّلاعب بهم واستدراجهم واستعمالهم، وهم لا يدرون في تنفيذ مخطّطات ومآمرات الأعداء في تدمير سورية وإضعافها واستنزاف جيشها، وكلّ هذا لتركيعها وإلحاقها بمجموعة الحكّام العملاء الماسكين في عدد من الدّول في منطقتنا العربيّة.

أمّا الهدف الخفي وغير المعلن من المحرقة السّورية؛ التّخلّص من هذا الشّباب "الجهادي" الذّي يشكّل خطرًا على الأمن القومي للدّول الغربيّة و"إسرائيل"، فاستدرجوا أغلب الشّباب المتحمّس للقتال من جميع أنحاء العالم إلى الأراضي العربيّة السّورية؛ ليقضى عليهم بأجناد عرب و بأموال عربيّة، ومن لم يصفّ منهم فتمّ إظهارهم وبالتّالي ستتم لاحقا مطاردتهم والقضاء عليهم أو إلقاء القبض عليهم ومحاكمتهم والزّج بهم في غياهب السّجون، مثلما فعل بمن قبلهم من المجاهدين الأفغان بعد انتهاء مهامهم في الحرب ضد الإتّحاد السّوفيتي.

 حقّا إنّهم "متأسلمون أغبياء ومغفّلون"، فهل يتصوّرون أنّ الغرب سيسمح لهم بتأسيس دولتهم في العراق والشّام، فالغرب المتصهين لم يقبل بحكومة "حماس" المنتخبة بإشراف دولي وانقلبوا على الرّئيس مرسي في مصر وحكومة النّهضة في تونس على الرغم من كلّ التّماهي والخنوع والتنازلات التّي قدّموها للغرب المتصهين؛ ولكنّه تآمر عليهم وأزاحهم من السّلطة بعد انتخابهم انتخابًا حرّا وشفّافا، وبعد كلّ هذا المتأسلمون الأغبياء والمغفّلون في سورية والعراق يتصوّرون أنّ الغرب سيقبل بدولة إسلاميّة متشدّدة على حدود الكيان الصّهيوني، هذا لن يحصل، و ما "داعش" إلاّ مصيدة لهم لإظهارهم وتصفيتهم.

 ولكن لنتكلّم بموضوعيّة ونتساءل، ما الذّي دفع هذا الشّباب للتّورّط في هذه الألاعيب و المؤامرات؟، و كما يقال سابقًا أنّ هناك قابليّة للاستعمار، فاليوم عندنا شباب مهيّأ للتّحرّيك والتّهييج، وهذا كلّه بسبب الأنظمة الحاكمة التّي كانت أنظمة متخلّفة لم تتفطّن لما يحاك ويحبك، ولم تصلح من شأنها لتتصالح مع شعوبها وتحصّن أوطانها من الدّاخل بتشريك المواطن و منحه المزيد من الحرّيات وتحقيق العدالة.

 وفي المقابل وعلى الرغم من كلّ التّبريرات والتّعلّات، لا يمكن قبول التّغيير بهذا الشّكل من التّقتيل والدّمار، وفي الحقيقة الهدف الأساسي ممّا حصل في التّسونامي العربي؛ إخراج الدّول الغربيّة من أزماتها الماليّة والاقتصاديّة التّي حصلت منذ عام 2008 على حساب الشّعوب العربيّة، وبأموال العرب وثرواتهم ليتجاوزون أزماتهم، فارتفع حجم مبييعات الأسلحة منذ عام 2011، وأكبر الصفقات وقّعت مع الدول الخليجيّة والعربيّة، و هذا كلّه على حساب التّنمية والازدهار في الوطن العربي.

 و في النّهاية أقول لكلّ من يقاتل في سورية والعراق حقّا إنّكم متأسلمون أغبياء و مغفّلون، تستدرجون وتستعملون في تدمير أوطانكم و استنزاف جيوشكم و تقتيل إخوتكم من بني جلدتكم، وفي النّهاية ستسحقون وتطاردون وكلّ ما فعلتموه من جرائم وتقتيل لن تجنوا من ورائه إلا الخزي و النّدم، وستلقون ربّكم يوم القيامة وستكون الجحيم مصيركم و قراركم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون



GMT 13:58 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

سيدة الأعوام

GMT 13:56 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

لا للعفو العام.. نعم لسيادة القانون

GMT 13:54 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

رجال ومنعطفات وبصمات

GMT 13:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... نكران المأساة واللهو السياسي

GMT 13:47 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... دبسٌ وهمسٌ

GMT 13:45 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

رئاسة ترامب.. توقعات عام 2025

GMT 13:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

إنه عالم... تسريبات وتسريبات ثم تسريبات

GMT 13:37 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

ما بعد غزة؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:30 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

السكوري يلتقي وفداً عن الاتحاد الوطني للشغل في المغرب
المغرب اليوم - السكوري يلتقي وفداً عن الاتحاد الوطني للشغل في المغرب

GMT 02:57 2024 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

هانز فليك يُؤكد أن تركيز برشلونة ينصب على ليغانيس

GMT 02:09 2024 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

رايو فايكانو يحرم ريال مدريد من الصدارة المؤقتة

GMT 03:24 2024 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أتالانتا حقق رقماً قياسياً جديداً للنادي

GMT 08:17 2022 الأحد ,30 كانون الثاني / يناير

صديقة كريستيانو رونالدو توجه تحية شكر للمغاربة

GMT 21:29 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على حقيقة وفاة نجمة "العيطة الجبلية" شامة الزاز

GMT 02:42 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

لوسي تُوضِّح أسباب تقديمها الجزء الثاني من "البيت الكبير"

GMT 14:46 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

أتلتيكو مدريد يعلن غياب موراتا بسبب الإصابة

GMT 11:43 2023 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

4 بلدات عربية على قائمة أفضل القرى السياحية في العالم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib