متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون

المغرب اليوم -

متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون

توفيق بن رمضان

تدفع الحماسة الدينية؛ العديد من أبناء التّيّارات السّياسية الإسلاميّة؛ لتنفيذ أعمال متهوّرة وغير عقلانيّة توردهم موارد الهلاك وتدمّرهم وتدمّر أوطانهم، ويقدمون وهم لا يدرون؛ خدمات إلى أعداء الأمّة، وينفّذون لهم أجنداتهم ومخطّطاتهم التّآمرية المدمّرة للشّعوب والأوطان.

 ولنعد إلى التّاريخ القريب، عندما دفع الشّباب المشحون بالعواطف والحماسة الدّينيّة، وخصوصًا من أبناء التّيّارات الدّينيّة إلى القتال في أفغانستان؛ لتحقيق هدفين اثنين، الأوّل: إفراغ الشّحنة الحماسيّة، والتّخلّص من كلّ شاب متحفّز للقتال ضدّ الصّهيونية والإمبريالية أو الخروج على الأنظمة العميلة والمستبدّة في المنطقة العربيّة، والهدف الثّاني: إضعاف وتفكيك الاتّحاد السّوفيتي، فاستعمل لهذا الغرض الشّباب المسلم المغرّر به والمدفوع بالغيرة والحماسة الدّينيّة، وبهم تمكّنت أميركا و المنظومة الغربيّة المتصهينة من إضعاف الإتّحاد السّوفيتي وتفكيكه.

 أمّا خلال هذه الأيّام بعد الثّورات العربيّة المزعومة والمصطنعة؛ دُفع الشّباب المتأسلم الذي لا يفقه من الدّين إلا القليل إلى السّاحة السّورية واستدرج إليها حتّى لا يتمرّد على الأنظمة العميلة في المنطقة، واستعملوه ليدمّروا به سورية وجيشها، وبالتّالي ينفّذون ما عجزت عن تحقيقه "إسرائيل" وحليفتها المتصهينة أميركا، و حقّقوا لهم من حيث لا يعلمون انجازًا عظيمًا لم يكونوا ليحقّقوه وإن أنفقوا فيه مليارات الدّولارات، وإن ضحّوا بالآلاف من جنودهم؛ و لكنّهم بالعرب المتأسلمين الأغبياء والمغفّلين تمكّنوا من تحقيق أكثر ممّا كانوا يصبون إليه، فجرّدوا سورية من سلاحها الكيميائي واستنزفوا جيشها وألحقوا بها دمارًا مفجعًا، ناهيك عن الخسائر الاقتصادية والقتلى من المدنيين والعساكر مع الإصابات والإعاقات.

 و هذا كلّه لم يكن ليتحقّق لولا الغباء والحمق السّياسي والجهل بالألاعيب الاستخباراتيّة الصّهيو-غربيّة، فوجدوا شباب متأسلمون أغبياء ومغفّلون متهوّرون يسهل التّلاعب بهم واستدراجهم واستعمالهم، وهم لا يدرون في تنفيذ مخطّطات ومآمرات الأعداء في تدمير سورية وإضعافها واستنزاف جيشها، وكلّ هذا لتركيعها وإلحاقها بمجموعة الحكّام العملاء الماسكين في عدد من الدّول في منطقتنا العربيّة.

أمّا الهدف الخفي وغير المعلن من المحرقة السّورية؛ التّخلّص من هذا الشّباب "الجهادي" الذّي يشكّل خطرًا على الأمن القومي للدّول الغربيّة و"إسرائيل"، فاستدرجوا أغلب الشّباب المتحمّس للقتال من جميع أنحاء العالم إلى الأراضي العربيّة السّورية؛ ليقضى عليهم بأجناد عرب و بأموال عربيّة، ومن لم يصفّ منهم فتمّ إظهارهم وبالتّالي ستتم لاحقا مطاردتهم والقضاء عليهم أو إلقاء القبض عليهم ومحاكمتهم والزّج بهم في غياهب السّجون، مثلما فعل بمن قبلهم من المجاهدين الأفغان بعد انتهاء مهامهم في الحرب ضد الإتّحاد السّوفيتي.

 حقّا إنّهم "متأسلمون أغبياء ومغفّلون"، فهل يتصوّرون أنّ الغرب سيسمح لهم بتأسيس دولتهم في العراق والشّام، فالغرب المتصهين لم يقبل بحكومة "حماس" المنتخبة بإشراف دولي وانقلبوا على الرّئيس مرسي في مصر وحكومة النّهضة في تونس على الرغم من كلّ التّماهي والخنوع والتنازلات التّي قدّموها للغرب المتصهين؛ ولكنّه تآمر عليهم وأزاحهم من السّلطة بعد انتخابهم انتخابًا حرّا وشفّافا، وبعد كلّ هذا المتأسلمون الأغبياء والمغفّلون في سورية والعراق يتصوّرون أنّ الغرب سيقبل بدولة إسلاميّة متشدّدة على حدود الكيان الصّهيوني، هذا لن يحصل، و ما "داعش" إلاّ مصيدة لهم لإظهارهم وتصفيتهم.

 ولكن لنتكلّم بموضوعيّة ونتساءل، ما الذّي دفع هذا الشّباب للتّورّط في هذه الألاعيب و المؤامرات؟، و كما يقال سابقًا أنّ هناك قابليّة للاستعمار، فاليوم عندنا شباب مهيّأ للتّحرّيك والتّهييج، وهذا كلّه بسبب الأنظمة الحاكمة التّي كانت أنظمة متخلّفة لم تتفطّن لما يحاك ويحبك، ولم تصلح من شأنها لتتصالح مع شعوبها وتحصّن أوطانها من الدّاخل بتشريك المواطن و منحه المزيد من الحرّيات وتحقيق العدالة.

 وفي المقابل وعلى الرغم من كلّ التّبريرات والتّعلّات، لا يمكن قبول التّغيير بهذا الشّكل من التّقتيل والدّمار، وفي الحقيقة الهدف الأساسي ممّا حصل في التّسونامي العربي؛ إخراج الدّول الغربيّة من أزماتها الماليّة والاقتصاديّة التّي حصلت منذ عام 2008 على حساب الشّعوب العربيّة، وبأموال العرب وثرواتهم ليتجاوزون أزماتهم، فارتفع حجم مبييعات الأسلحة منذ عام 2011، وأكبر الصفقات وقّعت مع الدول الخليجيّة والعربيّة، و هذا كلّه على حساب التّنمية والازدهار في الوطن العربي.

 و في النّهاية أقول لكلّ من يقاتل في سورية والعراق حقّا إنّكم متأسلمون أغبياء و مغفّلون، تستدرجون وتستعملون في تدمير أوطانكم و استنزاف جيوشكم و تقتيل إخوتكم من بني جلدتكم، وفي النّهاية ستسحقون وتطاردون وكلّ ما فعلتموه من جرائم وتقتيل لن تجنوا من ورائه إلا الخزي و النّدم، وستلقون ربّكم يوم القيامة وستكون الجحيم مصيركم و قراركم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون



GMT 19:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

«عشاء» غيَّر العالم!

GMT 18:58 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 18:56 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 18:54 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا ستفعل يا ترامب..؟!

GMT 22:08 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تمادت كثيرا يا جلالة الملك!

GMT 22:05 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 22:03 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض في مواجهة اليوم التالي

GMT 22:01 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

نكسة الإعلام الأميركي

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
المغرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
المغرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 00:06 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل خبز الذرة للإفطار

GMT 16:46 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

الشوفان سلاح ضد السرطان

GMT 03:39 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دخول سيارتين قديمتين لـ"مرسيدس بنز" إلى المزاد العلني

GMT 07:11 2015 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع معدل التلوث جراء حرائق الغابات في إندونيسيا

GMT 19:47 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميس حمدان تسجّل حلقة رائعة لبرنامج "بيومي أفندي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib