بعد الرّئاسية هل سينتهي دور سحرة فرعون من الإعلاميّين
ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً عشرات المتطرفين اليهود بمدينة الخليل يحاولون مهاجمة رئيس القيادة المركزية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير الحكومة الإسبانية تفرض غرامة تصل لـ179 مليون يورو على 5 شركات طيران بسبب ممارسات تعسفية السلطات الأمنية في بريطانيا تُخلي أجزاء كبيرة من مطار جاتويك جنوبي لندن لأسباب أمنية وزارة الصحة في غزة تُناشد المؤسسات الدولية والإنسانية بتوفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في القطاع إصابة 6 كوادر طبية وأضرار مادية جراء هجوم إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة مقتل 10 أشخاص فى هجوم على مزار فى ولاية بغلان شمال شرق أفغانستان
أخر الأخبار

بعد الرّئاسية هل سينتهي دور "سحرة فرعون" من الإعلاميّين؟

المغرب اليوم -

بعد الرّئاسية هل سينتهي دور سحرة فرعون من الإعلاميّين

توفيق بن رمضان

 لا يمكن مقارنة الإمكانيات و الوسائل التي توفّرت لسحرة الإعلام في هذا العصر بالوسائل التي كانت عند سحرة فرعون، و إن تمكّن سحرة فرعون بوسائلهم البدائية من سحر أعين النّاس، فإنّ سحرة فراعنة تونس من الإعلاميّين بوسائلهم الرّهيبة سحروا عقول التّونسيين و زيّفوا إراداتهم، و لكن هل سيتواصل دور سحرة الإعلام الذين استعملوا و جنّدوا لتوجيه الرّأي العام و التلاعب به؟ أم هل سيتمّ الاستغناء عن خدماتهم و تعويضهم بسحرة جدد بعد الانتخابات الرّئاسية؟.
 و مباشرة بعد إزاحة حكومة التّرويكا و تنصيب حكومة التّكنوقراط رأينا في عديد القنوات و "البلاتوهات" غياب الكثير من الوجوه التي جنّدت لمحاربة الشّعب و تكريهه في كلّ ما يمتّ بصلة للثّورة و التّغيير، و قد بقي العديد من سحرة الإعلام بدون شغل، و البعض الآخر منهم تنقّل إلى قنوات أخرى و أبرمت معهم عقود ليخدموا أسيادا جدد و برامج جديدة، فهم سحرة تحت الطلب.
 و بعد الفوز الذي حقّقه النّداء لا شكّ أنّ الكثير من السّحرة في المشهد الإعلامي سيتمّ الاستغناء عن خدماتهم إن عاجلا أم آجلا، فقد تحقّقت الأهداف التي وجدوا و جنّدوا من أجلها و قد زالت الحاجة إلى خدماتهم، و سوف يلقى بهم كما يلقى بالفضلات في المزابل و سلاّت المهملات، لأنّ المنظومة الجديدة التي ستحكم مستقبلا لن تستعمل نفس الوجوه التي كانت في المشهد الإعلامي زمن حكم بن علي و مدّة الفترة الانتقالية، فلا بدّ من تغيير الوجوه لأنّ الأسياد في حاجة إلى صناعة مشهد إعلامي جديد يلزمه شخوص و وجوه جديدة، لأنّهم يعرفون جيّدا أنّ الشّعب سئم من "مناظرهم" و ألاعيبهم و قد مجّهم و كرههم.
 و للتّذكير... فعندما أزاح بن علي بورقيبة سنة 1987 اقتلع معه الوجوه التي كانت في المشهد الإعلامي و خاصة رموز المنظومة الدّعائية في قسم الأخبار على القناة الوطنية، و لا شكّ أنّ من حقّقوا الفوز بالتآمر و الألاعيب في انتخابات مجلس الشّعب الذي كان لسحرة الإعلام الدّور الكبير فيه، حيث أنّهم كانوا رأس الحربة في التآمر و "التكمبين" فلا شكّ أنّهم سوف يفعلون فيهم ما فعله سيّدهم بن علي مع أمثالهم من سحرة الإعلام تحت النّظام البورقيبي منذ الأشهر الأولى من استلامه الحكم.
 و من المفارقات العجيبة و الغريبة أنّ سحرة فرعون انقلبوا على سيّدهم وهو مازال يحكم، و اتّبعوا موسى و آمنوا بما جاء به من الحق، أمّا سحرة منظومة بن علي الإعلاميّة رغم إزاحة سيّدهم و "معبودهم" واصلوا و تمادوا على نفس النّمط و نفس النسق و السلوك و لم يتوبوا و لم يؤوبوا و لم يعودوا إلى الجادّة و لم تتحرّك فيهم وخزات الضّمير، و قد ذكر الله في كتابه الكريم توبة سحرة فرعون بعد مشاهدتهم المناظرة التي قدّمها موسى يوم الزّينة و قد قالوا: »"قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖ فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا" و قد قالوا  في سورة أخرى: "قالوا إنّا إلى ربنا منقلبون، وما تنقم منّا إلا أن آمنّا بآيات ربّنا لمّا جاءتنا، ربّنا أفرغ علينا صبرا وتوفّنا مسلمين"« أمّا سحرة فراعنة تونس عندنا واصلوا في غيّهم و تعنتهم و لم يعبئوا بالشّعب الثائر و التّحولات و التغيّرات التي شهدتها السّاحة السّياسية، و لكن و إن حقّقوا لأسيادهم من الداخل و الخارج بعض الانتصارات الآنية و الوقتيّة، فعليهم أن يعلموا أنّ أوضاع المشهد الإعلامي لن تتواصل على هاته الحالة من الرّداءة، و في النّهاية سيلعنهم التّاريخ و سيجدون أنفسهم مبعدين و مهمّشين، لأن المنظومة في المستقبل القريب سوف تستغني عن خدماتهم و ستعوّضهم بوجوه أخرى، لأنّه مطلوب تغيير المشهد الإعلامي و إن بطريقة تزويقيّة ممكيجة.
 و في آخر المطاف لا شكّ أنّهم سيندمون على ما فعلوه من أفاعيل في الشّعب و الوطن و سيتحسّرون على خيبتهم و على ما قدّموه من خدمات دنيئة لأسيادهم الذين سيرمونهم رمي الكلاب، فسحرة الفراعنة عندنا لا وفاء عندهم و لا ضمير، فهم رغم كلّ ما حصل منذ 17 ديسمبر 2010 إلى اليوم لم يعتبروا بل تمادوا في غيّهم و ألاعيبهم خدمة لأسيادهم من بارونات السّياسة و فراعنة المال و الإعلام، و لا ريب أنّ سحرة الإعلام سينالون حسابهم إن لم يكن في الدنيا فسيكون في الآخرة، فالكلمة مسؤولية و رسالة و أمانة.
 و ها هي المؤشّرات بدأت تظهر و ها قد بدأنا نشاهد وجوه جديدة على الشّاشات، و من المؤكد أنّ أغلب الوجوه القديمة ستغرب و تغيب من المشهد الإعلامي المزري و المنحطّ، و عندها لن ينفعهم  تمترسهم وراء المنظومة القديمة التي جنّدتهم من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من البقية الباقية من "السيستام" القديم "سيستام" الفساد و الاستبداد.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد الرّئاسية هل سينتهي دور سحرة فرعون من الإعلاميّين بعد الرّئاسية هل سينتهي دور سحرة فرعون من الإعلاميّين



GMT 14:49 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 14:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 14:47 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 14:45 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 14:44 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 14:40 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

GMT 14:38 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمى يوارب الباب ويسمح بالفيلم الإيراني!!

GMT 14:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 22:23 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مباحثات عباس وبوتين لوجود فلسطين في البريكس

GMT 05:47 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

أول مواطن تركي يسافر إلى محطة الفضاء الدولية

GMT 14:44 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

 المؤشر نيكي يهبط 0.57% في بداية التعامل بطوكيو

GMT 10:31 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الاتجاهات في عام 2018 تحمل التكنولوجيا إلى مناطق مخيفة

GMT 05:02 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

رباه..إنهم يلقنون فرنسا الديمقراطية !!!

GMT 00:32 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو موسي يتصدر الأكثر مبيعًا بـكتابيه

GMT 21:19 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النقد الدولي يخفض توقعاته لنمو الصين لـ4.8%
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib