المخذولون في الأرض عن الترك والتخلي ونظرية المتغطي بأميركا عريان
سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023 توقف مؤقت للعمليات في مطار قازان الروسي إثر هجوم أوكراني ارتفاع عدد ضحايا الانهيار الأرضي إلى 40 شخصاً في أوغندا المكتب الحكومي لدولة فلسطين تعلن احصائيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم 440
أخر الأخبار

"المخذولون في الأرض".. عن الترك والتخلي ونظرية "المتغطي بأميركا عريان"

المغرب اليوم -

المخذولون في الأرض عن الترك والتخلي ونظرية المتغطي بأميركا عريان

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

ثلاثة أصابتهم فوضى الانسحاب الأميركي "المهرول" من كابل بالصدمة والخذلان: (1) شركاء "الناتو" على الضفة الأخرى للأطلسي. (2) حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط والخليج من حكام وحكومات وحركات. (3) منظمات المجتمع المدني ونشطائها في العديد من دول المنطقة ومجتمعاتها. كيف ذلك، وهل يمكن جبر الضرر، وإعادة ترميم صورة الدور القيادي للولايات المتحدة؟من "الاعتمادية" إلى الاعتماد على الذات

الصدمة الأكبر كانت من نصيب دول الاتحاد الأوروبي، شركاء واشنطن في "الأطلسي" وحلفائها في الحرب الممتدة على أفغانستان منذ عقدين من الزمان، تصريحات قادتها أظهرت حجم الخيبة وثقل الإحساس بـ"الخذلان"، منهم من قال "كنا شركاء في الحرب ولم نكن كذلك عند الانسحاب"، آخرون عبروا عن الأسف لعدم قدرتهم حتى على الاعتراض على تمسك الرئيس بايدن بجدول زمنيضيق للغاية لإتمام الانسحاب، والجميع قرروا ترك "شرف" انسحاب آخر جندي من كابل من نصيب الجيش الأميركي، فهم لا يستطيعون البقاء ليوم واحد من دون الولايات المتحدة.

"مبدأ بايدن – Biden Doctrine" في السياسة الخارجية، الذي ينهض على فكرة "التعددية – Multilateralism"، بديلا عن "مبدأ ترامب" القائم على الانفراد والتفرد وتهميش الحلفاء وتجاهل الأصدقاء، تعرض لاختبار عميق في أفغانستان، وكانت نتيجته الفشل والاهتزاز، وفكرة بايدن عن ترميم العلاقة على ضفتي الأطلسي، منيت بنكسة كبيرة، وإدارته اليوم، باتت بحاجة لبذل جهود مضاعفة لكي تسترد ما فقدته من ثقة الحلفاء.

القارة العجوز، اكتشفت حجم الخطر والتحدي في "الاعتمادية" على الولايات المتحدة في سياساتها الأمنية والدفاعية، وسارع وزراء خارجيتها ودفاعها للاجتماع على عجل لاستخلاص الدرس الأفغاني وسد الفجوات في جدران القارة الدفاعية، ومن المقرر أن تكون قرارات كبرى بهذا الشأن، قد صدرت عنهم قبل نهاية العام الجاري.

الانتقال من "الاعتمادية" إلى الاعتماد على الذات، أمنيا ودفاعيا، كان منذ أزيد من عشرين عاما، هاجسا أوروبيا حاضرا على موائد البحث والتفاوض، ولقد كان للمملكة المتحدة العضو في الاتحاد حتى فترة قريبة، دورا في عرقلة أي جهد أوروبي ذي مغزى لإنشاء قوة أمنية ودفاعية، أو قوات تدخل سريع أوروبية، امتدادا لـ"نزوع  أطلسي" وضع بريطانيا الأوروبية في مكانة أقرب للولايات المتحدة منها إلى القارة العجوز، ويذكر كاتب هذه السطور، اشتراكه منذ عقدين تقريبا، في مؤتمرات وندوات أوروبية، بحثت الأمر وما يثيره من تحديات وما يوفره من فرص، لكن حديث أوروبا عن سياسة أمنية ودفاعية مستقلة، مدعومة بقوة أوروبية ضاربة، ذهب أدراج الرياح من قبل، وليس هناك ما يدفع للجزم بأن مصير المحاولة الجديدة سيكون أفضل من سابقاتها، مع أن "الصفعة" التي تلقتها حليفات واشنطن الأوروبيات، بالانفراد الأميركي بقرار الانسحاب ومواقيته الصارمة، تعطي المحاولة الجديدة، جدية أكبر، سيما بعد "بريكست".
"المتغطي بأميركا عريان"

عبارة منسوبة للرئيس المصري الراحل حسني مبارك، صديق الولايات المتحدة وحليفها كذلك، أوردها وزير خارجيته أحمد أبو الغيط، وتعود للعام 2005، أي قبل اندلاع ثورات الربيع العربي وانتفاضاته بستة أعوام، حيث ستكون إدارة أوباما أول من يدعو مبارك للتنحي تحت ضغط "ثورة يناير"، وهي اليوم تعكس لسان حال عدد من قادة دول المنطقة وحكوماتها، سيما أولئك الذين وضعوا أمن أنظمتهم وبلادهم، تحت مظلة واشنطن وحمايتها.

تعزز مشاعر الخوف من التخلي والخذلان التي تتسرب إلى دوائر صنع القرار في عدد من عواصم المنطقة، ميلها لتنويع علاقاتها الدولية ومصادر تسلحها، سيما بوجود أقطاب دولية ناشئة كالصين وروسيا، ومع تراجع قدرة الولايات المتحدة على الاحتفاظ بموقعها "المتفرد" في قيادة العالم، وإذا كان الاتفاق الدفاعي السعودي – الروسي الأخير ليس سوى "أول الغيث"، فإن من المتوقع لهذا "القطر أن ينهمر" في مستقبل قريب، لا على الرياض وحدها، بل وفوق عواصم أخرى كذلك.

مشاعر القلق من التخلي والخذلان، تظهر على نحو أوضح في شمالي سوريا والعراق، حيث تتواجد القوات والقواعد العسكرية الأميركية، دعما لإقليم كردستان في العراق و"روج آفا" في سوريا، سيما وأنه لم يعد يفصل هذه المناطق عن انسحاب "الوحدات القتالية" الأميركية من العراق سوى بضعة أشهر، وسط مخاوف كردية واضحة على مصير الوجود العسكري الأميركي الذي يقف وحده، سدا منيعا حتى الآن، في وجه أعداء متربصين، من تركيا وجيوشها ومرتزقتها، إلى إيران وميليشياتها، وصولا إلى دمشق التي ما زالت على قناعتها بأن عقارب الساعة يمكن أن تعود إلى الوراء، وأن جلب الكرد إلى "بيت الطاعة الأسدي"، ما زال أمرا ممكنا، وهو السبيل الوحيد لحل مشكلاتهم في سوريا.

الأعوان وتجربة في "السقوط الحر"
تخلي واشنطن عن غالبية أصدقائها وأعوانها في كابل، وتركهم "فريسة" لطالبان وخطابها وممارساتها "القروسطية"، كان بدوره حدثا صادما بكل المقاييس، فلم يبق مسؤول أوروبي واحد، إلا وعبر عن "الخيبة" من "سقوط الغرب الأخلاقي"، وفي واشنطن، ستظل صور وأشباح من ماتوا في مطار كابل برصاص القوات الأميركية أو تحت عجلات طائرات الإجلاء، أو بـ"السقوط الحر" للمتعلقين بأجنحة هذه الطائرات وذيولها ستظل هذه الصور والأشباح تطارد هذه الإدارة لسنوات وعقود قادمة، بل وستبقى شاهدا مروعا على التخلي والخذلان والأنانية، هنا أيضا يمكننا الحديث عن انهيار ركن ثان من أركان ما يمكن تسميته بـ"مبدأ بايدن" في السياسة الخارجية وأدواتها الناعمة: "الديمقراطية وحقوق الإنسان".

لقد مرت قضية "نشر الديمقراطية وتعميم حقوق الإنسان" في العالم، بسنوات أربع عجاف زمن إدارة الرئيس دونالد ترامب، وقبل أن يتاح للإدارة التي ستخلفها، الفرصة لجبر الضرر وترميم ما انكسر من صورة واشنطن كرائدة للديمقراطية في العالم، جاءت الصور والفيديوهات من مطار كابل، لتلحق ضررا جسيما بهذه الصورة وتلك الريادة، وسيكون لها أثرا قد لا يمحى، في أوساط منظمات المجتمع المدني ونشطاء حقوق الإنسان ودعاة الديمقراطية في العالم بأسره، وبشكل خاص في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، وسيضاف ذلك إلى جملة الانتكاسات والتحديات التي ألحقت بمشاريع الإصلاح والتغيير في هذه المنطقة، مما قد يعمق "إعاقتها الديمقراطية" ويزيدها صعوبة وتعقيدا.

والخلاصة، أن مفاعيل "الهرولة" الأميركية للانسحاب غير المنظم من أفغانستان، ستكون له ارتداداته وتداعياته، منها ما ظهر مباشرة وبصورة فورية، ومنها ما يحتاج لسنوات – ربما – لكي يترك آثاره على سياسات ومواقف حلفاء واشنطن، وخصومها المتربصين كذلك، وبصرف النظر عن مآلات سياسة الاعتماد على الذات الأوروبية، أو سعي أنظمة وحركات حليفة لواشنطن لـ "تنويع" تحالفاتها ومصادر تسلحها وتشديد قبضاتها على دواخلها، بصرف النظر عن الكيفية التي ستسعى بها واشنطن لإعادة الاعتبار لصورتها ودورها في العالم، فإن  الأمر المؤكد أن مصائر مشاريع الإصلاح والتغيير في الشرق الأوسط الكبير، بل ومستقبل الديمقراطية في العالم بأسره، قد باتت محفوفة بمخاطر وعراقيل إضافية، وأن العشرية القادمة قد تشهد انتعاشا في أدوار قوى ومراكز إقليمية وعالمية، شمولية وديكتاتورية، وأنه سيكون لها بصماتها الناتئة في رسم ملامح نظام عالمي جديد.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المخذولون في الأرض عن الترك والتخلي ونظرية المتغطي بأميركا عريان المخذولون في الأرض عن الترك والتخلي ونظرية المتغطي بأميركا عريان



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 16:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

"هاكرز" يستولون على 17 مليون دولار في هذه الدولة

GMT 19:10 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النفط يتجه لخسارة أسبوعية 2% مع انحسار مخاوف الإمدادات

GMT 18:57 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع التضخم في منطقة اليورو 2.3% خلال نوفمبر

GMT 19:05 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

وول ستريت ترتفع في جلسة مختصرة بمستهل موسم التسوق

GMT 10:41 2022 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

خضروات وزهور يمكن إضافتها إلى حديقة المنزل في الخريف

GMT 02:01 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حوت أبيض يندمج مع سرب مِن الدلافين ذات الأنف الزجاجية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib