الرابحون والخاسرون من القرار الأمريكي
منظمة الصحة العالمية تعلن إصابة موظف بجروح خطيرة نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مطارًا في اليمن أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة
أخر الأخبار

الرابحون والخاسرون من القرار الأمريكي

المغرب اليوم -

الرابحون والخاسرون من القرار الأمريكي

بقلم - عريب الرنتاوي

حدث ما لم يكن في الحسبان، إذ في الوقت الذي ذهبت فيه التقديرات إلى أن واشنطن تعمل لوجود مستدام في شمال – شرق سوريا، وأنها بصدد إعلانها منطقة «حظر طيران» تكراراً لما حصل في شمال العراق في العام 1991، وفقاً للموفد الأمريكي جيمس جيفري... وفي الوقت الذي كان فيه الناطقون باسم الخارجية والبنتاغون، ومن بينهم هذا «الموفد»، يربطون مستقبل الوجود العسكري لبلادهم في سوريا بتحقيق أهداف ثلاثة، ليست هزيمة «داعش» سوى واحدٍ منها بالإضافة إلى إنهاء الوجود العسكري الإيراني في سوريا، وضمان عملية سياسية متوازنة في هذه البلاد بعد سنوات ثمان عجاف من الحرب فيها وعليها.

في هذا الوقت بالذات، يعلن البيت الأبيض بدء سحب قواته من سوريا، منهياً وجوداً عسكرياً ظل موضع شد وجذب، وظل مصدر قلق لدمشق وعامل تحسب لموسكو ومنبع كل المخاوف لإيران وشوكة في حلق أنقرة... حتى أن الناطقين باسم البيت الأبيض، قد حددوا مهلةً زمنية قصيرة لإنهاء هذا الوجود تتراوح ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر أو يزيد قليلاً.

هي الولايات المتحدة في زمن ترامب، أقرب ما تكون للمدرسة «القذافية» في إدارة السياسة الخارجية، الأمنية منها والدفاعية... تعطي مؤشرات في اتجاه وتذهب عكسه تماماً... هي واشنطن، التي أقلقت العالم بتأكيداتها المتتالية على اقتلاع إيران من سوريا وقصقصة أجنحتها... وتحجيم «نصر بوتين» فيها، وتقييد الأسد بكل السلاسل والأغلال، وحماية الأكراد، الحليف الموثوق في الحرب على داعش... هي واشنطن التي قالت كل ذلك، وفي لحظة واحدة، فعلت نقيضه تماماً.
خاسران رئيسان اثنان من القرار الأمريكي، الذي وإن جرى بشأنه حديث كثير خلال العامين الفائتين، إلا أن كافة الدلائل على الأرض كانت توحي بخلاف ما يعلن دونالد ترامب، إلى أن قرر الرجل مؤخراً، لملمة شتات إدارته، ودفعها بقوة للانسحاب من كافة الأراضي السورية، ونفهم من ذلك شمال – شرق سوريا، والأهم، بالنسبة لنا في الأردن، جنوبها الشرقي، أي قاعدة «التنف» على مقربة من حدودنا مع سوريا، وعلى مرمى حجر من مخيم الركبان، المثير للقلق والتحسب.
الخاسر الأول، هم أكراد سوريا، وقد تحدث الناطقون باسمهم عن «خيانة» و»طعنة في الظهر»، وخرجوا للإعلام يتهددون ويتوعدون... لكأنهم لم يتعلموا الدرس من أسلافهم، ولم يصغوا لنصائح أصدقائهم وخصومهم «المتغطي بالولايات المتحدة... عريان»... طاش سهمهم وخابت رهاناتهم، وليس عليهم اليوم سوى الإسراع، ومن دون مماطلة، وفي غضون أسابيع وليس أشهر، أن يحسموا أمرهم ويسلكوا واحداً من طريقين: إما انتظار الجحافل التركية المتحفزة للمنازلة الكبرى مع «الكيان الإرهابي»... وإما فتح الأبواب لعودة النظام السوري إلى مناطقهم، والوصول إلى تسوية مع دمشق، تسرع في نشر الجيش السوري في منبج وشرق الفرات، برعاية روسية، تنجيهم من «حمى الحسم» التي ترتفع حرارتها في صدور الأتراك.
الخاسر الثاني، هو إسرائيل، وقد رددت القناة الثانية بلسان عبري ما سبق للأكراد أن قالوه بلغة كردية، في وصف القرار: «خيانة» و»صفعة» و»طعنة»... الآن، وبعد القرار، ليس على تل أبيب سوى أن تقلع شوكها في سوريا بيديها، وهي مهمة كانت صعبة قبل القرار، وباتت أشد صعوبة بعده... إيران باقية في سوريا، ما طاب لدمشق وطهران ذلك، وضربات إسرائيلية متفرقة، وغالباً استعراضية، لن تفلح في تحقيق هدف نتنياهو «الاستراتيجي» في اقتلاع الوجود الإيراني من سوريا.

أما لائحة الرابحين من القرار الأمريكي فتطول... وهي تبدأ من ضاحية بيروت الجنوبية ولا تنتهي بطهران، مروراً بدمشق، ويكفي أن الخارجية الروسية هي أول من رحب بالخطوة الأمريكية حتى نتعرف على هوية الرابح الرابع في هذه اللائحة، التي تتربع تركيا على صدارتها كذلك، فقد انزاح عن كاهلها عبء ثقيل، وبات بمقدورها أن تنتهي مرة وإلى الأبد، من تحدي قيام كردي مستقل أو شبه مستقل، إن من خلال مسار أستانا وبتنسيق تركي مع موسكو ودمشق وطهران، أو من خلال التدخل المباشر بقواتها وجنودها، أو غير المباشر، عبر جيوش من «مرتزقة» المعارضات المتعطلة عن العمل، والتي لم يعد لها من وظيفة سوى القيام بمهام «دوريات الاستطلاع المتقدمة» أمام الجيوش التركية.

هو تطور نوعي، وعامل تغيير «Game Changer» مهم في الأزمة السورية، وإذا كانت الأنظار تتجه صوب مطالعة ستيفان ديمستورا الأخيرة أمام مجلس الأمن، فإنها تتجه الآن صوب وجهة أخرى، بعد أن فقدت المطالعة والجلسة قيمتها، وهي التي اعتبرها جيمس جيفري قبل أيام قلائل فقط، بأنها محطة فارقة بين مسارين: التسوية على طريقة استانا – سوتشي، أو العودة لمسار جنيف، وبدء العد العكسي لمواجهة كبرى مع روسيا وإيران وحتى تركيا... مسكين هذا الجيفري، فلم يسبق لموفد أمريكي أن خُذِل من رئيسه كما حصل له، وأحسب أن أوان استقالته قد حان، إن كانت لديه بقية من مهنية واعتداد بالذات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرابحون والخاسرون من القرار الأمريكي الرابحون والخاسرون من القرار الأمريكي



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 14:26 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مولودية الجزائر تتأهل لثمن نهائي كأس محمد السادس للأبطال

GMT 08:48 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

عبايات سعودية ولفات حجاب جديدة للسمراوات

GMT 19:38 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

محمد مديحي مدربا للمغرب الرياضي الفاسي

GMT 11:20 2015 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

مزاعم بشأن إخفاء صورة امرأة أخرى تحت لوحة الموناليزا

GMT 12:20 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

علماء يكشفون كيفية تدفئة البطاريق نفسها
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib