كيف استُقبِلت الاحتجاجات الأميركية في الشرق الأوسط
دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل شركة طيران أمريكية تجبر أحد الركاب على ترك مقعده في الدرجة الأولى لصالح كلب مرافق مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل مطار دمشق الدولي يُعلن تمديد تعليق الرحلات الجوية حتى الأول من يناير 2025 الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق
أخر الأخبار

كيف استُقبِلت الاحتجاجات الأميركية في الشرق الأوسط؟

المغرب اليوم -

كيف استُقبِلت الاحتجاجات الأميركية في الشرق الأوسط

بقلم -عريب الرنتاوي

مثّله مثل مختلف دول العالم وأقاليمه، استقبل الشرق الأوسط موجة الاحتجاجات الأمريكية باهتمام فائق، حتى أن التقارير والتغطيات بشأنها، طغت على غيرها من الموضوعات التي تتصدر أجندة الإقليم المزدحمة بالأزمات والحروب والجوائح... ليس في الأمر ما يدعو للدهشة والاستغراب، فالولايات المتحدة لاعب رئيس في مختلف ملفات المنطقة، وهي "دولة جارة" لكل دولة من دوله... أما الحدث، فغير مسبوق في التاريخ الحديث للدولة الأعظم.

ثلاثة أنماط من الاستجابة، عبرت عن مواقف ومصالح ثلاثة "تيارات" تتوزع عليها دول المنطقة وفواعلها السياسية والاجتماعية:

الأول؛ وقد صدر عن دول وجماعات استبدادية وشمولية، مناهضة لواشنطن ... مقاربة هؤلاء نهضت على أعمدة ثلاثة: (1) التركيز على "المشتركات" في إدارة أزمات العنف والاحتجاج المجتمعي، "لا أحد أفضل من أحد"، الإدارة الأمريكية "تشبهنا" في الاستخدام المفرط للقوة، وجميع دعواتها للحرية وحقوق الانسان والديمقراطية، ليست سوى "قشرة رقيقة" سقطت عند أول امتحان... (2) الذهاب بعيداً في الاستنتاجات والاستخلاصات، وبما يتخطى "الحدث" من حيث أسبابه المباشرة والعميقة وطريقة إدارته، إلى بنية النظام السياسي الأمريكي ذاته، من حيث المبادئ والقيم والمؤسسات، الحاضر والتاريخ والمستقبل، للتبشير بسقوط "الدولة الأعظم"، ووصول قيادتها للعالم إلى طريق مسدود ... (3) لم تنجح الأطراف التي تبنت هذه المقاربة، في إخفاء "نبرة الشماتة" في خطابها، أو التغطية على ميلها الجارف لـ"تسوية الحسابات" مع الولايات المتحدة، ولأسباب معروفة، مستمدة أساساً، من حالة العداء المستأصلة معها.
الثاني؛ وقد صدر عن دول وجماعات استبدادية وشمولية كذلك، بيد أنها صديقة للولايات المتحدة وحليفة لها، وهذا الفريق هو الأوسع انتشاراً والأشد هيمنة على دول المنطقة ومجتمعاتها وشعوبها، أما لسان حاله فكان يقول، على نحو صريح تارة و"موارب" تارة أخرى: (1) إذا كان حصن الديمقراطية الأقوى والأكبر، وزعيمة الغرب الرأسمالي، تجيز الاستخدام المفرط للقوة ضد خصومها ومنتقديها، فلماذا يؤخذ "علينا" استخدام الأدوات ذاتها، ضد الخصوم والمناوئين... هنا، وحول هذه النقطة بالذات، يلتقى خصوم واشنطن وحلفاؤها في قراءتهم لموجة الاحتجاجات ... (2) ثمة رسائل "مستقبلية" مهمة جرى تضمينها في خطاب هذا الفريق، مفادها أننا لن نكون "ديمقراطيون" و"إنسانيون" أكثر من الولايات المتحدة، في حال اندلعت موجات من الغضب والاحتجاج في "مرحلة ما بعد كورونا"، وهي رسائل تستمد أهميتها وخطورتها، من "زحمة" التقديرات والتكهنات، التي "تُبَشّر" بموجة ثالثة من موجات "الربيع العربي"... (3) ثمة إحساس عميق بالقلق كان مبثوثاً في قراءات هذا الفريق واستخلاصاته، منشؤها القلق من مغبة عودة الديمقراطيين إلى البيت الأبيض في انتخابات نوفمبر القادمة، هذا القلق ظهر لأسباب مختلفة، في كل من إسرائيل والسعودية والإمارات على وجه الخصوص، وفي تركيا ومصر بدرجة أقل.
الثالث؛ ويتركز في أوساط قوى الإصلاح والتغيير والمجتمع المدني وأنصار الديمقراطية ومناضلو "الحقوق المدنية" بشكل خاص، هذا الفريق بدا مصدوماً بالمشاهد التي ملأت الفضاءات "الفضية والزرقاء"، إن من خلال التغطيات المباشرة لمئات المحطات الفضائية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الانترنت.
أدرك هذا الفريق مبكراً، ومنذ اللحظات الأولى لاندلاع "حريق الاحتجاجات"، أن كفاحه من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، سيدخل مرحلة أكثر صعوبة من المرحلة الصعبة أصلاً، التي يمر بها ... أما عن مصادر "قلق" ودواعي "الخيبة" التي أصابت هذا الفريق، فيكمن أهمها فيما يلي؛

أولاً: لاحظ هذا الفريق الذي يتحضر لخوض جولة جديدة من معارك الدفاع عن الحقوق والحريات، أن "حالة الإنكار" التي هيمنت على "إدارة الأزمة" في واشنطن، لجهة تفادي الاعتراف بالمشكلة والتعرف على أسبابها والعوامل التي تجعلها تطفو على السطح بين حين وآخر، تشبه إلى حد كبير، "حالة الانكار" التي تعيشها معظم، إن لم نقل جميع، حكومات الإقليم وإداراتها وهي تعالج أزمات الحكم والسلطة في بلدانها.

ثانياً: تابع هذا الفريق، بكثير من الدهشة، استخدام الإدارة الأمريكية "للشماعات" ذاتها، التي طالما علقت عليها دول المنطقة وأنظمتها، أسباب الاحتجاجات، سلمية كانت أم عنيفة، عفوية جاءت أم منظمة، من مثل إتهام "فئة قليلة" و"جماعة مندسة"، وغض الطرف عن مئات ألوف وملايين المحتجين، والحديث عن "أجندات خارجية" والبحث عن "أكباش فداء"... وكان أمراً مستفزاً لهذا الفريق، أن يرى الإدارة الأمريكية تلجأ "نظرية إلقاء اللوم على الآخرين"، أياً كانوا، بدل البحث في "داخلها" عن أسباب هذه الظاهرات، وهي النظرية التي ظلت لسنوات وعقود، نظرية رسمية معتمدة من قبل الأنظمة الشمولية والديكتاتورية القائمة في الإقليم.
ثالثاً: تابع هذا الفريق، بقلق بالغ "الاستخدام المفرط للقوة"، والدعوات التي صدرت عن الإدارة لاستخدام المزيد منها، وصولاً حد استدعاء الجيش لمواجهة المحتجين السلميين، مثل هذا السلوك، الذي يبدو مألوفاً ومعتاداً في هذا الجزء من العالم، بدا مستغرباً حين صدر عن واشنطن، زعيمة "الغرب الديمقراطي" بل ومثيراً للخوف والتحسب من سيناريو "الاستخدام الأكثر إفراطاً في القوة" الذي قد تلجا إليه حكومات المنطقة، في مواجهة أية موجات جديدة من الغضب والاحتجاج، التي بدأت تطل برأسها على أية حال، بدءاً من لبنان والعراق.

رابعاً: بدا مثيراً للقلق و"السخرية" سواء بسواء، اللجوء إلى استخدام "الرموز الدينية" للتغطية على الإداء الرديء للأزمات، ولقد انتشرت على صفحات الانترنت مئات الصور، التي تظهر ديكتاتوريين عرباً وشرق أوسطيين، وأحياناً قادة جماعات إرهابية، وهم يرفعون "المصحف الشريف"، للتعليق على صورة الرئيس الأمريكي وهو يرفع الإنجيل أمام الكنيسة المجاورة للبيت الأبيض ... هذه المنطقة، اكتوت بنيران الاستخدام المفرط للدين في التغطية على جرائم السياسة وأجنداتها، وهي لعبة لم ينج منها طرف، في الحكم أو المعارضة، في الأنظمة الملكية أو الجمهورية، حتى بات "الدين" مصدراً وحيداً لـ"شرعية" الكثير من هذه الأنظمة والحركات، وتحت ظلاله يجري اقتراف أبشع الممارسات

لكن هذا الفريق، وبرغم مشاعر "الصدمة" و"الخيبة" لم يفقد الأمل بمشروعه الإصلاحي والتغييري، ولا بقواعد الديمقراطية وقدرة نظامها "غير المثالي" على تصحيح نفسه بنفسه، كما أنه لم يفقد إيمانه بقيم ومبادئ حقوق الانسان، بل ولم يذهب في استخلاصاته، وهذا هو الأهم، إلى "المبالغة" و"الشطط" التي وصلت إليها قراءات الفريقين الاستبداديين، من خصوم واشنطن وحلفائها.

ولقد ساعدت "مقاومة" الشعب والمجتمع المدني و"المؤسسات" الأمريكية لسلوك البيت الأبيض وإدارته للأزمة على إبقاء جذوة الأمل متقدة في نفوس هؤلاء النشطاء، فما يكان يعتمل في صدورهم، ويدور في أذهانهم، كان يعتمل في صدور ملايين الأمريكيين ويدور في أذهانهم كذلك، بدلالة هذه التظاهرات التي عمّت أكثر من مئة مدينة وبلدة أمريكية، وبمشاركة تخطت أصحاب البشرة الملونة، إلى عموم الأمريكيين رجالاً ونساء.

لقد وقف رجال دين ورؤساء كنائس، وبعضهم من أنصار الإدارة، ضد استخدام "الرموز الدينية" في الأحداث الأخيرة، ووقف البنتاغون وعشرات رؤساء الأركان ووزراء الدفاع وقادة الجيوش الأمريكية، ضد الزج بالجيش الأمريكي في مواجهة مع المحتجين الأمريكيين ، وانبرى الاعلام في أوسع حملة دفاع عن "النظام والقيم" الأمريكية، واستجاب القضاء لشعار "العدالة لجورج فلويد"، وتحولت "المؤسسة" الأمريكية إلى حلبة صراع بين المدافعين "عن النظام والقيم" وأنصار الشعوبية والتعصب والعنصرية.

لم يُغلق الملف بعد، والأزمة لم تطو صفحتها الأخيرة، فموجة الاحتجاجات ما زالت متواصلة، برغم قيود الحظر ومخاوف كورونا، أما تداعياتها القريبة (انتخابات نوفمبر القادم) والبعيدة (استئصال العنصرية) ودفع عجلة الإصلاحات القضائية والشرطية، وإعادة الاعتبار للقيم والمبادئ الدستورية الأمريكية، فما زالت تتفاعل، وربما بصورة قد "تسقط رهانات" و"تخيب آمال" أعداء الديمقراطية ومناهضي حقوق الانسان، من أصدقاء واشنطن وخصومها سواء بسواء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف استُقبِلت الاحتجاجات الأميركية في الشرق الأوسط كيف استُقبِلت الاحتجاجات الأميركية في الشرق الأوسط



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib