نوبة حنين لأقلام افتقدناها
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

نوبة حنين لأقلام افتقدناها

المغرب اليوم -

نوبة حنين لأقلام افتقدناها

بقلم - عريب الرنتاوي

يجتاحني الحنين لأقلام افتقدتها صحافتنا الوطنية، أسهمت على مدى سنوات وعقود في تشكيل وعينا وذائقتنا، ولم تكن نهاراتنا لتبدأ من دون تلقف مدادها، والتفاعل مع ما استنبطته من مفردات وأفكار وصور، تثير فينا الرغبة في التفكير وتحفز قابليتنا للحوار والسجال، وتفتح شهيتنا للمتعة والتذوق، وأحياناً ترسم على وجوهنا ابتسامة صباحية مبكرة.
أفتقد خيري منصور، زميلي و»جاري» لربع قرن في جريدة الدستور، صاحب القلم الرشيق واللغة المتدفقة، المحلق دائماً على ارتفاعات شاهقة، الكاتب الذي تعامل مع اللغة بأدوات «النحّات»، فطوعها رغم أنفها، وخرج منها باشتقاقات لطالما كانت تثير دهشتي وتحرك في داخلي أعمق مشاعر التقدير والاعجاب.
لم أسأل نفسي يوماً «ماذا سيكتب خيري وما الموضوع الذي سيتناوله، فقد كنت مشدوداً على الدوام بـ «كيف يكتب» ومن أي زاوية سيتناول موضوعه ...  لا تبحث في مقالة خيري عن الموقف أو الموضوع، على أهمية نبل المواقف ورفعة المقاربة، فالدهشة والجدّة يرافقانك دوماً وأنت تمر بين كلماته وعباراته التي قُدّت من جلمود صخر.
وأشتاق كلما مررت بهاتفي وما يحتويه من أرقام عند جلال الرفاعي، الفنان الكبير والصديق الأنيق، عفيف القلب واللسان، استجمع صوراً في ذاكرتي للوحاته ورسوماته التي طالما زيّنت الصحيفة، حين كان يختصر برشيته الرشيقة، ما كنا نجهد في التعبير عنه، بسيل وافر من الكلمات والجمل والفقرات ... ولا أدري لماذا كلما مر جلال بخاطري أو قلّبت ألبوم رسوماته، استذكر صديقاً آخر، عيسى الشعيبي، أمد الله في عمره، فقد عرفتهما سوية، وظلت صورتاهما تداهماني مجتمعتين كلما خطر أحدهم بالبال.
ولا تغيب عن البال، «مواجز» محمد طملية، المفعمة بالكوميديا السوداء، فلا تعرف هل تضحك أم ترثي لحاله وحالك وحالنا ... الصوفي، الزاهد المتعبد، الذي نبش عميقاً في دواخلنا، وعرّى جُل ما حرصنا على إخفائه، فكان صادماً برفق، يصفع بابتسامة، ولا تملك وأنت تقرأ له، سوى أن ترفع القبعة لهذا القلب النابض بأصدق المشاعر وأنبلها.
أما «عامود الصحافة الوطنية» فهد الفانك، فقد ترك فراغاً لا يملأه أحد ... كنت أقرأ «الرأي» من صفحتها الأخيرة، فلا شيء أهم مما سيأتي «أبو جهاد» ... لم أكن على وفاق معه دائماً وفي كل المقامات، بيد أن مقالته اليومية، التي لم تنقطع في مختلف الظروف والأحوال، كانت تفيض بالأفكار والمعطيات، فضلاً عن الإيجاز غير المُخل، والذهاب مباشرة إلى لُبّ الفكرة وجوهر المسألة.
وأصدقكم القول، إنني افتقد لناهض حتّر «صديقي اللدود»، الذي لم اتفق معه يوماً على فكرة واحدة، حتى أنه لم يتردد في قيادة تظاهرة تهتف ضدّي ذات يوم ... بغيابه غاب المحاور المُحمّل بالأفكار الإشكالية ... وهل أفضل من «خصم» ذكي ومحاور مثقف؟ ... ناهض مثّل طيفاً سياسياً وفكرياً، لم ينتج بعد، متحدثاُ باسمه، يمتلك القدرة على التأطير والتنظير له.
ولا يسعني في لحظة الشوق والحنين التي تجتاحني سوى التذكير بقامتين كبيرتين: محمود الشريف الذي اتصل بي ذات يوم غاضباً على مقالة لي انتقدت فيها دولة عربية، مذكراً بأن «الدستور» بنيت على التقوى، وأنه لا ينوي الانقطاع عن زيارة تلك الدولة بسببي، فعندما أجبته بأنني لست من «كفار قريش»، أطلق ضحكة مجلجلة، وانتهى الموقف عند هذا الحد.
أما حسن التل، فكان كلما صادفني في الجريدة، يدعو الله بأن يكون قلمي نصيراً للإسلام وسيفاً بيد المسلمين، وكنت دائماً ما أجيبه، بأن الحملات الصليبية انتهت منذ زمن بعيد، وأن «سحنتي» لا تدل على أنني من بقاياهم، فينتهي الأمر بمداعبات منعشة، تجدد الهمة والرغبة في الاستمرار والاختلاف.
كثيرون آخرون، لا يتسع المقام لذكرهم، لهم كل التقدير ومنهم الاعتذار، وعذري أنني لا أكتب بحثاً عن قادة الرأي والفكر وفرسان الكلمة والموقف، بل هي خاطرة اجتاحتني وفضلت أن أشرككم بها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نوبة حنين لأقلام افتقدناها نوبة حنين لأقلام افتقدناها



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 14:26 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مولودية الجزائر تتأهل لثمن نهائي كأس محمد السادس للأبطال

GMT 08:48 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

عبايات سعودية ولفات حجاب جديدة للسمراوات

GMT 19:38 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

محمد مديحي مدربا للمغرب الرياضي الفاسي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib